9Marksمقالات

فتِّش عن الضالين داخل الكنيسة

بداخل كنائسنا تكون هناك بعض الفرص المتاحة للكرازة مع بعض الأعضاء، لأنك بالفعل  على علاقة بهم،لديك امتياز أن تخبرهم باستمرار عن رسالة الإنجيل، ولديك أيضًا بعض الفرص التي يرتبها لك الله لتتحدث إلى بعضهم على انفراد عن المسيح.

لقد حذَّر بولس شيوخ كنيسة أفسس: “لأَنِّي أَعْلَمُ هذَا: أَنَّهُ بَعْدَ ذِهَابِي سَيَدْخُلُ بَيْنَكُمْ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ لاَ تُشْفِقُ عَلَى الرَّعِيَّةِ” (أعمال الرسل 20: 29)، وحذَّر المسيح العديد من الكنائس في سفر الرؤيا الإصحاح 2، 3 بأن من بين أعضائها يوجد عدد من غير المؤمنين، فإذا كان هناك عدد من غير المؤمنين في هذه الكنائس، فكذلك ربما سيكون الحال في كنائسنا، لكن كيف نصل إليهم؟

كيف تُكرز لأعضاء الكنيسة غير التائبين؟

في البداية، أعتقد أنك ستعظ رسالة الإنجيل بأمانة وتقود شعب كنيستك للمسيح، لأن الأمانة في توصيل رسالة الإنجيل لها تأثير قوي لأبعد الحدود، تأثير يجرف كل شيء آخر، لكن ليحدث هذا التأثير، يجب تمهيد الطريق، لذا وأنت تكرز بفرح عن المسيح، اتبع الخطوات التالية:

  1. صلِّ لأجل توبة أعضاء كنيستك

أولًا، صلِّ لأجل أن تعرف مدَّعي الإيمان من المؤمنين الحقيقيين، أعتقد أن غالبية القسوس يصلُّون في بداية وخاتمة الخدمة، هذه فرصة جيدة للصلاة من أجل هذا الأمر الهام، وهو ألاَّ يتكل الناس على عضويتهم فيز الكنيسة كدليل تبرير لهم أمام الله، بل أن يكونوا تائبين حقيقيين ويثقون في المسيح فقط.

  1. عِظ عن توبة أعضاء الكنيسة

ثانيًا، إذا كنت تعِظ بشكل صريح، لن يمكنك تقديم الكثير من العظات قبل أن تدخل إلى الحديث عن التوبة الزائفة، حاول أن تضمَّن عظتك بعض قصص التوبة من عائلة الكنيسة بهدف التوضيح.

قبل أن نقوم بتعميد عضوًا جديدًا، نعطيه فرصةً للحديث عن رسالة الإنجيل وشرح كيف قبل الإيمان بالمسيح. أحد الأعضاء، شرح لشعب الكنيسة كيف تظاهر بالإيمان لسنوات قبل أن يتحول للإيمان، قصته تعتبر مثالًا رائعًا أشير إليه كثيرًا.

3. كنّْ على وعي بحقيقة من تقدم له المشورة

ثالثًا، كنّْ على وعي بحقيقة من تقدم له المشورة، تقابل معي رجل وزوجته لعمل مشورة زوجية، وبحسب اعتراف الزوج، فإنه لم يعُد يحب زوجته منذ أن تعرَّف على امرأة أخرى. في أحد أيام الآحاد أوقفته بعد انتهاء الاجتماع، أخبرته بأنه إذا استمر في طريقه هذا، عليه أن يفهم أنه لم يعُد مؤمنًا بالمسيح.في الحقيقة، إصراره على المضيِّ في علاقة الزنى هذه، قد تُشير إلى أنه لم يكن مؤمنًا حقيقيًا بالمسيح، وللأسف لم يتُب!

لكن هناك أيضًا شخص تقابل مع فتاة في رحلة عمل، ووقع في غرامها، وكان على استعداد لترك زوجته وأطفاله من أجلها، جلست معه في ليلة وقلت له أمامك خيارين: إما المسيح إما هذه الفتاة، لن يمكنك أن تحتفظ بكلاهما، ورغم أن هذا الشخص أعلن إيمانه بالمسيح وانضم للكنيسة منذ عدة سنوات، إلاَّ أن إيمانه كان قليل الثمر جدًا، لكنه في نهاية الأمر،انحنى للصلاة بقلب تائب، وبنعمة الله لم يُسترَد فقط من خطيته، لكنه أنقذ زواجه أيضًا.

  1. كن على وعي بحقيقة الشخص وأنت تزور مريضًا، وفي مواقف الموت والحياة

رابعًا، كن على وعي بحقيقة الشخص وأنت تزور مريضًا، وفي مواقف الموت والحياة.كان أحد الأشخاص مريضًا في المستشفى، وقد أخبره الأطباء أنهم فعلوا كل ما بوسعهم لإنقاذه، لكنه مازال على قيد الحياة على خلاف التوقعات، ومع ذلك أصبحت نهايته قريبة! كان هذا الشخص رجل أعمال ناجح، ومساهمًا في العديد من الخدمات المسيحية، وكان يخدم ويعلِّم كعضو في مجلس العديد من الكنائس السابقة، أما الآن فهو يحتضر ويتملكه الرعب!

حمل هذا الرجل سرًا يعرفه عدد قليل جدًا من الناس، هو أنه،أثناء الحرب العالمية الثانية، إنطلق في مهام قصف فوق اليابان، وأسقط آلاف الأطنانمن المتفجرات على ذلك البلد، كان يعلم أنه قتل المئات -إن لم يكن الآلاف من الناس- في مهمته الرابعة والعشرين، أصيبت طائرته بإطلاق نيران شديد، لكنه تمكن من إعادتها إلى القاعدة،وللأسف مات الطيار المساعد. حينها كان يحق لهذا الرجلأن يعود لبلاده بعد إنهاء مهمته الخامسة والعشرين، لكنه كان غاضبًا للغاية بسبب وفاة مساعده الطيار، لدرجة أنه اشترك في 25 مهمة أخرى، ثم بعدها 25 مهمة أخرى، حتى يتمكن من قتل المزيد من اليابانيين، وعاد أخيرًا لبلاده بعد  أداء 76 مهمة.

في أثناء عودته لمنزله في “ميتشيجن” التقى ببعض الجنود اليابانيين من أسرى الحرب، في قاعدة عسكرية بـكاليفورنيا، بعضهم كانوا طيبين جدًا، وأخبروه بأنهم لا يريدون الحرب، بل يريدون العودة لوطنهم مثله، وأطلعوه على صور زوجاتهم وأطفالهم، حينها تحول غضبه لرعب شديد! تصور كيف أنه قد يكون قتل بعض هؤلاء الزوجات والأطفال، أدرك أنه لم يقتل مدنيين وحسب، بل إنه وقَّع تعهدًا لفعل ذلك!

الآن، بعد مُضيِّ ستون عامًا، كشفت حقيقة أنه سيتواجه مع الله عن مدى رعبه الشديد، سيموت ويُحكم عليه بالجحيم، بعد أن أنهى قصته، وضع ذراعيه على ركبتيه، إبتعدَ عني وحدَّق في الحائط،بدا جسده هزيلًا جدًا. لقد استمع لي وأنا أكرز بالإنجيل لسنوات، لكن في ذلك اليوم كان من الواضح أنه بدأ وكأنه يسمعني لأول مرة! كان الوضع مختلفًا.

جلست صامتًا وحاولت أن أتخيل ثقل ذنبه ثم قلت، “أنت خاطيء عظيم، لكن يسوع مخلص أعظم منك كخاطي”أجابني وكأنه أصيب ببرق، نظر إليَّ وكأنه يسمع هذا للمرة الأولى،إتسعت عيناه، وكان وجهه طلِقًاوقال: هذا كل شيء، أليس كذلك ؟! يسوع مخلص أعظم مني أنا الخاطي”.

توفيَّ بعد ذلك اليوم بأسبوعين، لكن الفرح الذي غمر حياته في هذه الفترة القصيرة، أكد لكل من رآه أن قيوده تحطمت، وقلبه أُطلِقَ حرًا.

ربما يشاركك بعض أعضاء كنيستك ببعض أدق تفاصيلهم الخاصة، وربما تكتشف أنهم بحاجة ليؤمنوا بالمسيح  كما لو لأول مرة في حياتهم!

بقلم/ بوب جنسون

  9Marks تُرجم هذا المقال بالتعاون مع هيئة  

يمكنك قراءة المقال باللغة الإنجليزية من خلال هذا اللينك

https://www.9marks.org/article/journalreaching-converted/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى