9Marksمقالات

كيف نقرِّر ما الذي نفعله أو لا نفعله في طريقة العبادة المسيحية؟

بالنسبة لبعض المسيحيين تبدو إجابة هذا السؤال واضحة، وللأسف هي: “لقد أعطانا الله الحرية لنعبده كيفما نشاء، ويجب أن نفعل ما يُلهمنا به الروح القدس، وأخيرًا نحن لا نريد أن نُحِدّْ الروح القدس”!

لكن ماذا لو أراد شخص ما أن يعبد الرب بالسجود أمام صورة؟ حسنًا، ربما يكون هناك بعض الأشياء الواضحة التي لا يجب أن نفعلها عند العبادة، مثل الخطية، لكن هل يعني هذا، أننا طالما لا نفعل خطية، يمكننا أن نعبد الرب بأي طريقة نريدها؟

ليس تمامًا، يُشير الكتاب المُقدَّس إلى أنه فيالعبادة الجماعية، لا بُد أن يفعل المؤمنون فقط تلك الأشياء الإيجابية التي يطلبها الله، سواء بحسب الوصية المباشرة، أو باستنباط المطلوب من كلام الكتاب، وهناك العديد من الأدلة الكتابية تدعم هذا الموقف:

  • بحسب الكتاب، الله وحده هو الذي له الحق في أن يقرر الطريقة التي يجب أن نعبده بها، إذ نقرأ في اللاَّويين “وَأَخَذَ ابْنَا هَارُونَ: نَادَابُ وَأَبِيهُو، كُلٌّ مِنْهُمَا مِجْمَرَتَهُ وَجَعَلاَ فِيهِمَا نَارًا وَوَضَعَا عَلَيْهَا بَخُورًا، وَقَرَّبَا أَمَامَ الرَّبِّ نَارًا غَرِيبَةً لَمْ يَأْمُرْهُمَا بِهَا. فَخَرَجَتْ نَارٌ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ وَأَكَلَتْهُمَا، فَمَاتَا أَمَامَ الرَّبِّ. فَقَالَ مُوسَى لِهَارُونَ: «هذَا مَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ قَائِلاً: فِي الْقَرِيبِينَ مِنِّي أَتَقَدَّسُ، وَأَمَامَ جَمِيعِ الشَّعْبِ أَتَمَجَّدُ». فَصَمَتَ هَارُونُ” (لاويين 10: 1-3)، وأيضًا في إنجيل يوحنا “آبَاؤُنَا سَجَدُوا فِي هذَا الْجَبَلِ، وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنَّ فِي أُورُشَلِيمَ الْمَوْضِعَ الَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يُسْجَدَ فِيهِ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ:«يَا امْرَأَةُ، صَدِّقِينِي أَنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ، لاَ فِي هذَا الْجَبَلِ، وَلاَ فِي أُورُشَلِيمَ تَسْجُدُونَ لِلآبِ. أَنْتُمْ تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ، أَمَّا نَحْنُ فَنَسْجُدُ لِمَا نَعْلَمُ . لأَنَّ الْخَلاَصَ هُوَ مِنَ الْيَهُودِ. وَلكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ، وَهِيَ الآنَ، حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ، لأَنَّ الآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هؤُلاَءِ السَّاجِدِينَ لَهُ. اَللهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا». قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ:«أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ مَسِيَّا، الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمَسِيحُ، يَأْتِي. فَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُخْبِرُنَا بِكُلِّ شَيْءٍ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ:«أَنَا الَّذِي أُكَلِّمُكِ هُوَ»” (يوحنا 4: 20-26)، وأيضًا (1كورنثوس أصحاح 14)، الوصية الثانية لا تمنع فقط أن نعبد شيئًا آخر غير الإله الواحد الحقيقي، بل أيضًا ألاَّ نعبد الإله الحقيقي بطريقة لم يأمرنا بها “أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ. لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي. لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ، لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلهَكَ إِلهٌ غَيُورٌ، أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ، وَأَصْنَعُ إِحْسَانًا إِلَى أُلُوفٍ مِنْ مُحِبِّيَّ وَحَافِظِي وَصَايَايَ” (خروج 20: 2-6).
  • بحسب الكتاب، الإيمان هو طاعة لإعلان الله عن نفسه، وكل ما هو ليس من الإيمان خطية “وَأَمَّا الَّذِي يَرْتَابُ فَإِنْ أَكَلَ يُدَانُ، لأَنَّ ذلِكَ لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ، وَكُلُّ مَا لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ فَهُوَ خَطِيَّةٌ” (رومية 14: 23)، من ثمّْ، لن يقبل الله عبادة لا تعبِّر عن طاعةلما إعلانه عن نفسه.
  • بحسب الكتاب، يطالب العهد الجديد المؤمنون بأن يجتمعوا معًا بشكل منتظم “غَيْرَ تَارِكِينَ اجْتِمَاعَنَا كَمَا لِقَوْمٍ عَادَةٌ، بَلْ وَاعِظِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا، وَبِالأَكْثَرِ عَلَى قَدْرِ مَا تَرَوْنَ الْيَوْمَ يَقْرُبُ” (عبرانيين 10: 25)، ولا يجب أن يخضع المؤمنون لطقوس وممارسات موضوعة بحسب البشر، إذ يقول في كولوسي “فَلاَ يَحْكُمْ عَلَيْكُمْ أَحَدٌ فِي أَكْل أَوْ شُرْبٍ، أَوْ مِنْ جِهَةِ عِيدٍ أَوْ هِلاَل أَوْ سَبْتٍ، الَّتِي هِيَ ظِلُّ الأُمُورِ الْعَتِيدَةِ، وَأَمَّا الْجَسَدُ فَلِلْمَسِيحِ. لاَ يُخَسِّرْكُمْ أَحَدٌ الْجِعَالَةَ، رَاغِبًا فِي التَّوَاضُعِ وَعِبَادَةِ الْمَلاَئِكَةِ، مُتَدَاخِلاً فِي مَا لَمْ يَنْظُرْهُ، مُنْتَفِخًا بَاطِلاً مِنْ قِبَلِ ذِهْنِهِ الْجَسَدِيِّ، وَغَيْرَ مُتَمَسِّكٍ بِالرَّأْسِ الَّذِي مِنْهُ كُلُّ الْجَسَدِ بِمَفَاصِلَ وَرُبُطٍ، مُتَوَازِرًاوَمُقْتَرِنًا يَنْمُو نُمُوًّا مِنَ اللهِ.إِذًا إِنْ كُنْتُمْ قَدْ مُتُّمْ مَعَ الْمَسِيحِ عَنْ أَرْكَانِ الْعَالَمِ، فَلِمَاذَا كَأَنَّكُمْ عَائِشُونَ فِي الْعَالَمِ؟ تُفْرَضُ عَلَيْكُمْ فَرَائِضُ: «لاَ تَمَسَّ! وَلاَ تَذُقْ! وَلاَ تَجُسَّ!» الَّتِي هِيَ جَمِيعُهَا لِلْفَنَاءِ فِي الاسْتِعْمَالِ، حَسَبَ وَصَايَا وَتَعَالِيمِ النَّاسِ، الَّتِي لَهَا حِكَايَةُ حِكْمَةٍ، بِعِبَادَةٍ نَافِلَةٍ، وَتَوَاضُعٍ، وَقَهْرِ الْجَسَدِ، لَيْسَ بِقِيمَةٍ مَا مِنْ جِهَةِ إِشْبَاعِ الْبَشَرِيَّةِ”.

لذلك، فإن أي كنيسة تطلب من المؤمنين أن يجتمعوا لمشاركة في ممارسة عبادة لا تُرضي الرب، هي تُلزِم ضمائر المتعبِّدين بشيء لا يسير بحسب الشريعة، بمعنى آخر، لأنه من الضروري الحفاظ على ضمائر المؤمنين خالية من الالتزام بأية متطلبات بشرية، فإن أي كنيسة ليس لها الحق أن تجتمع لممارسة عبادة لا يستحسنها الله.

إذًا كيف نقرِّر ما الذي نفعله أو لا نفعله في طريقة العبادة المسيحية؟ يجب على المؤمنين أن يفحصوا الكتاب المُقدَّس ليعرفوا ما الذي أوصى به الله أن يفعله المؤمنين حين يجتمعون للعبادة، كل شيء أوصى به الله وليس أكثر من ذلك.

(جزء من هذه المادة مقتبس من فصل “هل يهتم الله بطريقة العبادة؟” من كتاب “اعطِ المجد لله: رؤية لعبادة مُصلَحة”لفيليب جراهام رايكن، وديريك دبليو إتش توماس، وجي ليوجن دنكن. صفحة 20-25. المجلد الثالث.

[Phillipsburg: P&R Publishing Co., 2003

تم ترجمة هذا المقال بالتعاون مع هيئة 

9Marks 

يمكنك قراءة المقال باللغة الانجليزية من هذا اللينك 

https://www.9marks.org/answer/how-should-we-decide-what-does-or-does-not-belong-christian-worship-service/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى