9Marksمقالات

الوعظ برسالة الإنجيل في مناسبة اعزاء

واحدة من أكثر النصائح التي ساعدتني على الإطلاق عند الوعظ في مناسبة عزاءلشخص لا أعرفه هي “لا تعظ عن السماء ولا تعظ عن الجحيم، فقط عِظ الحضور برسالة الإنجيل”، وهذا المبدأ يساعدنا في إنجاز المهمَّة بغض النظر عن طبيعة الجنازة، والمفارقة أننا في وقت الجنازة نركز على تذكُّر المتوفي والاحتفاء به بينما العظة موجهة للحضور وليس المتوفي!

العظة يجب أن تكون وقتًا لتقديم رسالة الإنجيل بوضوح، فقط إذا كانت لنا معرفة شخصية بالمتوفي ونحن على يقين من جهة توبته، حينها يمكن الحديث عن المكافأة السماوية التي يتمتع بها الآن، أما إذا كان في ذهنك عدم يقين من جهة شخص ما –غالبًا ما يكون ذلك عندما تعظ في جنازة شخص لم تقابله من قبل- حينها يكون من الأفضل أن تركز على تقديم رسالة الإنجيل للحضور، من الأفضل أن تقاوم إغراء تقديم تعزية كاذبة أنت لست على يقين منها.

يجب ألاَّ يتعدى وقت العظة عشرين دقيقة، وأن تركِّز على ثلاثة محاور، ويفضل شرحها من نص أو أكثر من الكتاب المُقدَّس:

  1. إدراك الحاجة لوقت حزن، قصة إقامة يسوع للعازر من الموت في (إنجيل يوحنا أصحاح 11) تساعد كثيرًا في فهم هذه النقطة، فإذا كان يسوع قد بكى عند موت صديقه، فكم بالأحرى نفعل نحن ذلك أيضًا! غالبًا ما أشارك هذه القصة، عندما أجلسني أبي أنا وزوجتي حين حدثإجهاضلإبننا الثاني، لقد حثَّنا والدي أن نأخذ الوقت الكافي في الحزن على هذا الطفل، وأرشدنا كيف نفعل ذلك.

لا تفترض أبدًا أن الناس يدركون أن الحزن أمر طبيعي، أو أنهم يعرفون كيف يتعاملون ببساطة مع أحزانهم من خلال الحديث عن أحبائهم المتوفون، بل على العكس، هناك من يكرهون الحديث لأنه يذكِّرهم بألم الفقد، بعض القسوس يتعاملون مع أشخاص يستغرقون سنوات للتعامل مع حزنهم من خلال التوجيه والإرشاد الرعوي.

  1. اظهر بوضوح الرجاء الذي في الإنجيل، الرجاء في وسط الحزن، لا يمكن أن يأتي بعيدًا عن الرجاء الذي في الإنجيل، لهذا السبب يفضِّل أن يركز الجزء الثاني والثالث من العِظة على شخص المسيح وعمله، أيًّا كان النص الذي تختاره للعظة، تأكد من أنه يحتوي الأركان الأساسية لرسالة الإنجيل: قداسة الله، وخطية الإنسان واستحقاق الدينونة، وشخص المسيح الكامل وعمله الكفاري لخلاصنا، واستجابتنا الأساسية للتوبة والإيمان بالمسيح.
  2. ادع الحضور للتجاوب مع رسالة الإنجيل، ولكي يكون هناك تجاوب فعَّال، عِد نفسك جيدًالمعرفة خلفية الحضور والمتوفي، افترض أن هناك حضور مؤمنين وغير مؤمنين، افترض أنهم لديهم قناعات مسبقة عن فهمهم للأبدية، أنا على سبيل المثال، وعظت ذات مرة في جنازة كان تسعين بالمئة من الحضور من خلفية كاثوليكية، وبجنازة أخرى كان غالبية الحضور من طائفة المرمون، ومرة أخرى لم يكن بين الحضور حتى شخص واحد وضع قدمه داخل الكنيسة ذات يوم.

في كل حالة من هذه الحالات قدَّمت رسالة الإنجيل بوضوح وشجَّعت الحضور على التوبة عن خطاياهم، والإيمان بيسوع والثقة به، وفي كل هذه المواقف المختلفة، كنت أحاول تقديم الرسالة بطريقة مختلفة اعتمادًا على قناعاتهم المسبقة عن الأخبار السارة التي يعلنها الإنجيل، أحثَّهم على أن يأخذوا وقتًا كافيًا للحزن، وأعظهم برسالة الإنجيل بشكل واضح ومبسَّط، أساعدهم أن يفهموا حاجتهم للمسيح بسبب الموت الذي سيقابلونه حتمًا، ليتوبوا ويؤمنوا. 

بقلم/ براين كروفت

Marksتُرجم هذا المقال بالتعاون مع هيئة  9

يمكنك قراءة المقال باللغة الإنجيلزية من خلال هذا اللينك 

https://www.9marks.org/article/preaching-the-gospel-at-funerals/ 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى