Desiring Godمقالات

لا يُمكنك إرضاء الله والناس (خمس نصائح لعلاج خوفك من الناس)

إرضاء الناس هو فخ ومخطط بالي من إبليس، إذا اعتقدنا أن إرضاء الناس بدأ بالتدريب على تقدير الذات، أو حركة التسامح[1] أو وسائل التواصل الإجتماعي، فقد قللنا من شأن مدى تغلل هذه الخطيةفي الإنسانية منذ بدايتها. إن خطية إرضاء الناس قديمة قدم الإنسان. منذ السقوط أصبحنا نميل إلى العيش من أجل الثناء والاستحسان من الآخرين، لقد وقع الإنسان في خوف الإنسان.

عنادنا–وضعفنا المتخفي غالبًا-أمامرغبتنا في تقدير الآخرين، له جذور تمتد لأعماق بعيدة في المجتمع، وفي التاريخ، وفي كثير من الأحيان في أعماقنا أيضًا. والله يكره إرضاء الناس. لذلك يحذر الرسول بولس “أَفَأَسْتَعْطِفُ الآنَ النَّاسَ أَمِ اللهَ؟ أَمْ أَطْلُبُ أَنْ أُرْضِيَ النَّاسَ؟ فَلَوْ كُنْتُ بَعْدُ أُرْضِي النَّاسَ، لَمْ أَكُنْ عَبْدًا لِلْمَسِيحِ”(غلاطية 10:1)،لا أحد يستطيع في النهاية أن يخدم الله والناس. والله يعرف من الذي نخدمه حقًا، ومن الذي نسعى لإرضاءه أكثر من غيره.”هكَذَا نَتَكَلَّمُ، لاَ كَأَنَّنَا نُرْضِي النَّاسَ بَلِ اللهَ الَّذِي يَخْتَبِرُ قُلُوبَنَا” (1تسالونيكي 2: 4).

لقد وضع يسوع إصبعه على الخوف القديم للإنسان، عندما واجه المتكبرين الذين يسعون لمجد الناس في أيامه”كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تُؤْمِنُوا وَأَنْتُمْ تَقْبَلُونَ مَجْدًا بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ، وَالْمَجْدُ الَّذِي مِنَ الإِلهِ الْوَاحِدِ لَسْتُمْ تَطْلُبُونَهُ؟” (يوحنا 5: 44)، لقد أعماهم إرضاء الناس عن يسوع،لم يسعو لمعرفته، إرضاء الناس قد يعمي أعيننا أيضًا. يخبرنا يوحنا “لأَنَّهُمْ أَحَبُّوا مَجْدَ النَّاسِ أَكْثَرَ مِنْ مَجْدِ اللهِ” ( يوحنا 12: 43) هذا التفضيل هو جوهر وخطورة سعينالإرضاء الناس.

كيف نقتل (شهوتنا) لإرضاء الناس؟

إذن، كيف نكتشف (شهوتنا) لإرضاء الناس ونبدأ في قتلها؟ يواجه بولس هذه التجربةخاصة وجهاً لوجه في فقرتين متشابهتين بشكل ملحوظ، (أفسس 6: 5-9؛ كولوسي 3: 22-25)، وكلاهما موجه خصيصًا للعبيد:

أَيُّهَا الْعَبِيدُ، أَطِيعُوا سَادَتَكُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ، فِي بَسَاطَةِ قُلُوبِكُمْ كَمَا لِلْمَسِيحِ لاَ بِخِدْمَةِ الْعَيْنِ كَمَنْ يُرْضِي النَّاسَ، بَلْ كَعَبِيدِ الْمَسِيحِ، عَامِلِينَ مَشِيئَةَ اللهِ مِنَ الْقَلْبِ، خَادِمِينَ بِنِيَّةٍ صَالِحَةٍ كَمَا لِلرَّبِّ، لَيْسَ لِلنَّاسِ. عَالِمِينَ أَنْ مَهْمَا عَمِلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الْخَيْرِ فَذلِكَ يَنَالُهُ مِنَ الرَّبِّ، عَبْدًا كَانَ أَمْ حُرًّا. وَأَنْتُمْ أَيُّهَا السَّادَةُ، افْعَلُوا لَهُمْ هذِهِ الأُمُورَ، تَارِكِينَ التَّهْدِيدَ، عَالِمِينَ أَنَّ سَيِّدَكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا فِي السَّمَاوَاتِ، وَلَيْسَ عِنْدَهُ مُحَابَاةٌ”(أفسس 6: 5-9).

أَيُّهَا الْعَبِيدُ، أَطِيعُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ سَادَتَكُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ، لاَ بِخِدْمَةِ الْعَيْنِ كَمَنْ يُرْضِي النَّاسَ، بَلْ بِبَسَاطَةِ الْقَلْبِ، خَائِفِينَ الرَّبَّ. وَكُلُّ مَا فَعَلْتُمْ، فَاعْمَلُوا مِنَ الْقَلْبِ، كَمَا لِلرَّبِّ لَيْسَ لِلنَّاسِ، عَالِمِينَ أَنَّكُمْ مِنَ الرَّبِّ سَتَأْخُذُونَ جَزَاءَ الْمِيرَاثِ، لأَنَّكُمْ تَخْدِمُونَ الرَّبَّ الْمَسِيحَ. وَأَمَّا الظَّالِمُ فَسَينَالُ مَا ظَلَمَ بِهِ، وَلَيْسَ مُحَابَاةٌ” (كولوسي 3: 22-25)

يدعو الرسول بولس العبيدللتعامل مع سادتهمبطريقة تختلف عن الثقافة السائدةآنذاك، على الرغم مما قد يعانونه ويحتملونه. ومع ذلك، فإن تحذيراته هذهتنطبق إلى أبعد من الأسياد والعبيد فقط، إذ تنطبق على الرؤساء والموظفين، والأزواج والزوجات، والآباء والأطفال، والأصدقاء والجيران. هاتان الفقرتان،أشبه بنص في كتاب مدرسي، يتألف من عدة جمل، حول كيفية مقاومة (شهوة) إرضاء الناس في أي علاقة، وهذا النص يشتمل على خمسة دروس مهمة على الأقل.

  1. محبةالناس مع الخوف والرعدة تجاه الله

“أَيُّهَا الْعَبِيدُ، أَطِيعُوا سَادَتَكُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ” (أفسس 6: 5)

الترياق المُعالج لخوف الإنسان، ليس عدم الخوف، بل هو الخوف الأفضل والصحي،الخوف الذي يمنحنا الحياة، إنه الخوف من الله. لتجنب السعي وراء إرضاء الناس، يجب أن نحب الناس بخوف ورعدة تجاه الله. ينبعوقوعنا أسرى لمشاعرنا ورغباتنا في تقدير الآخرين، من اللامبالاة تجاه العين والقلب السماويين. لقد نميِّنا حساسية مدمرة  تجاه الخوف، الذي تشعر بها أي روح مؤمنة أمام عظمة الله العجيبة “اسْجُدُوا لِلرَّبِّ فِي زِينَةٍ مُقَدَّسَةٍ. ارْتَعِدِي قُدَّامَهُ يَا كُلَّ الأَرْضِ” (مزمور 96: 9).

يشير بولس إلى نفس النقطة في (كولوسي 3: 22) “أَطِيعُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ.. لاَ بِخِدْمَةِ الْعَيْنِ كَمَنْ يُرْضِي النَّاسَ، بَلْ بِبَسَاطَةِ الْقَلْبِ، خَائِفِينَ الرَّبَّ” تُرى كم عدد الذين يخشون خيبة أمل الآخرين فيهم، أو عدم رضاهم عنهمأكثر بكثير ممَّا يخشىونفقدان رضاء الله؟ إخضاع مخاوفنا من بعضنا البعض إلى خوف أكبر-هو مخافة  الله-سينقي دوافعنا في العلاقات، ويجعلها بمرور الوقت واضحة. بدلاً من القلق المستمر بشأن ما قد يعتقده الآخرون أو كيف يمكن أن يتجاوبوا معه، نحتاج إلى قضاء المزيد من الوقت في التأمل في قداسة الله وعدله ورحمته.

  1. لا تفعل سوى ما يقوله الله

“لاَ بِخِدْمَةِ الْعَيْنِ كَمَنْ يُرْضِي النَّاسَ، بَلْ كَعَبِيدِ الْمَسِيحِ، عَامِلِينَ مَشِيئَةَ اللهِ مِنَ الْقَلْبِ” (أفسس 6: 6)،

قد تبدو هذه الوصية أو الدرس، أصعب كثيرًا عند التنفيذ بشكل عملي، من السهل أن تنصح، اِعقد العزم على فعل ما يقوله الله لك،”افعل مشيئة الله”. في الحقيقة، إن مَن يرضي الناس يسعى بشدة لفعل مشيئة الآخرين.لكن أيضًا يركز خائفيالرب على تمييز مشيئة الله ليسعوا في إثرها. حسنًا، ولكن كيف نعرف ما هي مشيئة الله في موقف معين؟

يجيب بولس على هذا السؤال بوضوح وبساطة مدهشين: “هذِهِ هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: قَدَاسَتُكُمْ” (1تسالونيكي 4: 3)، إرادة الله لك  هي أن تتقدس -أن تصبح مثله أكثر فأكثر بشكل ثابت ومستمر- عندمايواجهك قرار صعب، هناك سؤال جيد يجب طرحه على نفسك، ما هو الخيار الذي سيجعلني أكثر شبهًا بيسوع؟ما الذي يجعلني أتكِّل على الله أكثر من الناس؟“غير مُتَّكِلِينَ عَلَى أَنْفُسِنَا بَلْ عَلَى اللهِ الَّذِي يُقِيمُ الأَمْوَاتَ” (2 كورنثوس 1: 9)، “«تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ». فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ”(2 كورنثوس 12: 9)،

 ما الذي سيساعدني في تقريب الآخرين منه؟فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ أَجْلِ الْخَطَايَا، الْبَارُّ مِنْ أَجْلِ الأَثَمَةِ، لِكَيْ يُقَرِّبَنَا إِلَى اللهِ (1 بطرس 3: 18)،

 ما الذي سيعطي المجد له؟“أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ”(يوحنا 17: 4)، “اَلآنَ نَفْسِي قَدِ اضْطَرَبَتْ. وَمَاذَا أَقُولُ؟ أَيُّهَا الآبُ نَجِّنِي مِنْ هذِهِ السَّاعَةِ؟. وَلكِنْ لأَجْلِ هذَا أَتَيْتُ إِلَى هذِهِ السَّاعَةِ أَيُّهَا الآبُ مَجِّدِ اسْمَكَ!..”(يوحنا 12: 27-28).

ومع ذلك، هناك العديد من القرارات لا تكون إماأبيض أو أسود كما نرغب. بل غالبًا، ليس لها طريق واضح يخبرنا أن هذا الاختيار بحسب مشيئة الله، وهذا الاختيار الآخر يسير تجاهالخطية. لذلك، بالإضافة إلى نصيحة بولس بالسعي إلى االقداسة، يقول بولس أيضًا “لاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ”(رومية 12: 2). يُصغي خائفو الربباهتمامبكل قدرتهم لكل ما يقوله الله في كلمته، ويتأملون في ناموسه ليلًا ونهارًا “وَفِي نَامُوسِهِ يَلْهَجُ نَهَارًا وَلَيْلاً” (مزمور 1: 2)، ثم يسعون جاهدين لطاعة مشيئة الله بأفضل ما لديهم من معرفة وقدرة.

لن يعرف أي منَّا كل ما يريده الله ويوصي به في جميع الأوقات، ولكن يمكننا في جميع الأوقات،أن نلتزم بفعل ما(نعرف) أنه أخبرنا أننفعله.

  1. التضحية بالأمان السطحي

“أَطِيعُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ.. لاَ بِخِدْمَةِ الْعَيْنِ كَمَنْ يُرْضِي النَّاسَ، بَلْ بِبَسَاطَةِ الْقَلْبِ، خَائِفِينَ الرَّبَّ”. (كولوسي 3:22 ؛ أفسس 6: 5)

الوقوع في خطية إرضاء الناس يفترض وقوعنا في الازدواجية. لأننا إذا كنا نعمل باستمرار على فعل ما يُرضي الآخرين، فسيكون من المستحيل أن نتمسك بمبادئنا أو أن نحفاظ على نزاهتنا (خاصةً إذا كنا نحاول إرضاء العديد من الأشخاص في آنٍ واحد). هذا يعني أن إحدى الطرق التي نحارب بها إرضاء الناس، هي أن نكافيء ونحمي بساطة القلب.

هل نغير أنفسنا أمام أشخاص معينين من أجل إسعادهم أو من أجل إبقائهمسعداء؟ هل نتصرف أو نتحدث بطريقة معينة للتوافق مع مجموعة من الناس، ثم نتحول لنتلائم مع مجموعة أخرى في مكان آخر؟ (ربما لا نكون صادقين في أي مكاننتواجد فيه بشأن من نحن في الحقيقة!)، النفاق يُخفي الضعف ويزين نقاط القوة،يخفي الخطايا الخفية ويستعرض الفضائل. لإنه دائمًا يسعى لحماية الذات ومكافأتها وإظهارها.

إن الدعوة إلى بساطة القلب، هي الدعوة إلى تراجع  كل ما هو سطحي والتخلي عنه. لا أحد، سواء كانمؤمنًا أو غير مؤمن، يريد أن يُعرف بين الناس بأنهسطحي، فلماذا لا يزال الكثيرون يقعون في فخ السطحية؟ تجعلنا السطحية (بشكل جزئي) نشعر بالأمان والأهمية والنجاح. قد نظن، أننا إذا تمكنا من إبراز صورتناأمام الآخرين الذين نحبهم ونعجب بهم، سنكون محبوبين وسيعجبون بنا. المشكلة بالطبع هي، أن (الله) ونحن نعرف جيدًا من نكون خلف كل الأقنعة والسلوكيات المصطنعة بإتقان. ولهذا، أيًا كان من يحبه الناس، فهو ليس نحن في الحقيقة، بل شخصًا آخر.

بساطة القلب وليس السطحية، هي الطريق الأضمن إلى السلام والمحبة والهدف والحرية.

  1. طاعة الله في العلن وفي الخفاء

“أَطِيعُوا.. فِي بَسَاطَةِ قُلُوبِكُمْ كَمَا لِلْمَسِيحِ لاَ بِخِدْمَةِ الْعَيْنِ” (أفسس 6: 5-6 ؛ كولوسي 3: 22)

قد يكون هذا الاختبار هو الأكثر إنارة لأذهانناعلى الفور، “لاَ بِخِدْمَةِ الْعَيْنِ” أو بمعنى آخر، ليس فقط عندما يراك الآخرون (خاصةً بعض الأشخاص الذين نتوق إلى استحسانهم أو مديحهم)، تتداخل هذه النقطة مع النقطة السابقة، لكنها تركز على الفرق بين ما نبدو عليه في العلن،وبين أنفسنا في الخفاء.تُرى من نحن عندما نكون بمفردنا؟ إن إحدى الطرق الأكيدة لتدمير أنفسنا، هي استخدام الله لمجرد جذب إنتباه الأخرىن وتصفيقهم لنا.

يحذر يسوع قائلًا: “اِحْتَرِزُوا مِنْ أَنْ تَصْنَعُوا صَدَقَتَكُمْ قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَنْظُرُوكُمْ، وَإِلاَّ فَلَيْسَ لَكُمْ أَجْرٌ عِنْدَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ” (متى 6: 1)،ويقول عن المنافقين: “فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُصَوِّتْ قُدَّامَكَ بِالْبُوقِ، كَمَا يَفْعَلُ الْمُرَاؤُونَ فِي الْمَجَامِعِ وَفِي الأَزِقَّةِ، لِكَيْ يُمَجَّدُوا مِنَ النَّاسِ” ثم نسمع حكمًا قاسيًا في الكلمات التالية: “اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ!” (متى 6: 2). قد يستمتع الأشخاص الذين يسعون لمديح الناس بمتعة الثناء الأرضي لبعض الوقت، لكن إذا كان هذا هو ما يعيشون من أجله، فهذا هو كل ما سيحصلون عليه على الإطلاق. المزيد من بعض الجوائز في العمل، وبعض الإطراءات من الأصدقاء، وبعض الإعجابات على وسائل التواصل الاجتماعي، وبعض الابتسامات والتربيت للتهنئة، ثم يفقدون كل شيء!

لكي نتخلَّص من السعي لإرضاء الناس، علينا أن نرى القيمة الضحلة الفارغة وقصيرة النظر في نهاية المطاف لمكافأة إرضاء الناس، وعلينا أن ندرك القيمة العظيمة التي لا تنتهي، بل وتزداد باستمرار لمكافأة إرضاء الله، بغض النظر عمَّا إذا كان أي شخص آخر يرى ذلك أم لا.

  1. اطلب الجزاء من الله

وَكُلُّ مَا فَعَلْتُمْ، فَاعْمَلُوا مِنَ الْقَلْبِ، كَمَا لِلرَّبِّ لَيْسَ لِلنَّاسِ، عَالِمِينَ أَنَّكُمْ مِنَ الرَّبِّ سَتَأْخُذُونَ جَزَاءَ الْمِيرَاثِ” (كولوسي 3: 23-24 ؛ أفسس 6: 8)

قد يستمتع الأشخاص الذين يطلبون إرضاء الناس بمتعة المديح الأرضي، ولكن فقط على حساب المكافأة السماوية. في كل مرة نفضل فيها مجد الإنسان على مجد الله، نحن نصدق الكذبة المخيفة بأن فتات المديح البشري سيكون أكثر إرضاءً من وليمة العرس السماوي الذي ينتظرنا (رؤيا 19: 9).

لعلاج مأساة نفاق إرضاء الناس، يشجعنا يسوع، “وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً (أو صمت، أو صليَّت، أو أحببتم بعضكم بعضًا) فَلاَ تُعَرِّفْ شِمَالَكَ مَا تَفْعَلُ يَمِينُكَ،لِكَيْ تَكُونَ صَدَقَتُكَ فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً” (متى 6: 3-4)

لا يمكننا قياس قيمة هذه المكافأة المعدَّة لأولئك الذين يعيشون لإرضائه، لن يمنع الله عنهم أي عطية أو هبة، “اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ، كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضًا مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟” (رومية 8: 32)، ما سنناله ونختبره في العالم الجديد (السماوي) الذي يمنحه لنا الله، لا مكافأة أو إنجاز أو استحسان يمكن أن يحقق لنا سعادة أكثر منه (مزمور 16:11). نحن أَمَتنا رغبتنا في الثناء والاستحسان من الناس بسعينا وراء ما يمكننا أن نناله فقط من الله.

إرضاء الله ومحبة الآخرين

أخيرًا، إرضاء الله لا يعني إحتقار الناس،لأن ابن الله نفسه “ابْنَ الإِنْسَانِ أَيْضًا لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ” (مرقس 10: 45)، لقد اعتبر الآخرين ومصالحهم أكثر أهمية من اهتماماته، هل تتخيل ذلك! “فَتَمِّمُوا فَرَحِي حَتَّى تَفْتَكِرُوا فِكْرًا وَاحِدًا وَلَكُمْ مَحَبَّةٌ وَاحِدَةٌ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ، مُفْتَكِرِينَ شَيْئًا وَاحِدًا، لاَ شَيْئًا بِتَحَزُّبٍ أَوْ بِعُجْبٍ، بَلْ بِتَوَاضُعٍ، حَاسِبِينَ بَعْضُكُمُ الْبَعْضَ أَفْضَلَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ. لاَ تَنْظُرُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لِنَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لآخَرِينَ أَيْضًا. فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضًا (فيلبي 2: 3-5)،

 قال أيضًا، “بِهذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضًا لِبَعْضٍ” (يوحنا 35:13). إن إرضاء الله لا يعفينا من محبة الناس بشدة والتضحية لأجلهم،لكنيحررنا من طغيان الحاجة إلى مديحهم أو الخوف من رفضهم.

لذلك، إِرضِ الله وأحبب الناس، مثلما يقول الكتاب “لَيْسَ أَحَدٌ وَهُوَ يَتَجَنَّدُ يَرْتَبِكُ بِأَعْمَالِ الْحَيَاةِ لِكَيْ يُرْضِيَ مَنْ جَنَّدَهُ” (2 تيموثاوس 2: 4). افعل كل ما تفعلهأمام عينيه المُحبَّة والساهرة والمهوبة. إذا تعلَّمنا أن نبتهج ونرتعد أمامه كما يقول المزمور، “اعْبُدُوا الرَّبَّ بِخَوْفٍ، وَاهْتِفُوا بِرَعْدَةٍ”(مزمور 11:2) ، فإن إغواء إرضاء الناس سوف يذبل ويتلاشى.

[1]حركة التسامح، هي حركة حديثة تدعو للتسامح مع كل المعتقدات المختلفة –بما في ذلك الأفكار التي تتعارض مع الإيمان المسيحي- وهذا ما يُعرض المؤمنيين المسيحيين في الغرب للمضايقات.

بقلم/ مارشال سيجال

تم ترجمة هذا المقال بالتعاون مع هيئة 

Desiring God 

يمكنك قراءة المقال باللغة الإنجليزية من خلال هذا الرابط

https://www.desiringgod.org/articles/you-cannot-please-god-and-people

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى