Desiring Godمقالات

أفضل عِظة للزواج

يصادف اليوم مرور سبع سنين على زواجنا، أنا وزوجتي فاي. ومنذ يوم زفافنا، تعلَّمت أن السنة السابعة هي علامة فارقة في الزواج (وذلك إلى حدٍّ كبير بفضل فيلم “حكَّة السبع سنوات”، الذي اُنتِج عام 1955).

يشير تعبير “حكَّة السبع سنوات” إلى الوقت الذي يتعب فيه أحد الزوجين أو كلاهما من الزواج ويبدأ في الرغبة في شيء جديد. بينما لم تُثبت الدراسات أبدًا أن الرقم سبعة هو الرقم الدقيق، فقد أظهرت دراسات مختلفة أن إحصائيَّات الطلاق ترتفع وتصل إلى ذروتها في الفترة ما بين خمس إلى عشر سنوات. ومع ذلك، لست متأكِّدًا من أننا نحتاج حقًّا إلى دراسات متطوِّرة لإخبارنا بما يعرفه معظم الأزواج والزوجات من خلال التجربة: أنَّ الزواج أصعب ممَّا نتوقَّع. وإن كنَّا نبحث عن أسباب للمغادرة، فسيكون لدينا الكثيرلنختار منه.

وإن لم يكن لهذا السبب، فلماذا نقطع عهود الزواج؟ يذكِّرنا تيم كيلر أن “عهود الزواج ليست إعلانًا عن الحب الحالي بل هي وعد ملزم للطرفين بالحب في المستقبل” (كتاب “معنى الزواج”، 79). “أنا أتِّخذك لتكون زوجي من الآن فصاعدًا، في السراء والضراء، في الغنى والفقر، في المرض والصحَّة، لكي أحبَّك وأكرمك، إلى أن يفرِّق بيننا الموت”. قد يكلِّفني أن أكون لك أكثر ممَّا كنت أعتقد أن يمكنني تقديمه -أكثر ممَّا أتخيَّل الآن- لكنني أعدك ألَّا أتركك أبدًا. تربط الوعود هشاشة المستقبل وصعوبة الزواج بجمال حفل الزواج.

كتب جيمس إجلينتون (James Eglinton) في مقدِّمته لكتاب “العائلة المسيحيَّة” لهيرمان بافينك (Herman Bavinck):

في هذا العالم الساقط، لا توجد وعود بأن يكون الزواج بكل ما فيه جميلًا وداعمًا، أو أنه سيكون سلسلة من النعيم الجسدي المتزايد مدى الحياة. ففي الواقع، من المحتمل أن يعتمد الزواج الصحِّي على الموعظة على الجبل أكثر ممَّا يعتمد على نشيد الأنشاد. (13)

بعد سبع سنوات (وسبعة عشر حلمًا)، أصبح الزواج أصعب بكثير ممَّا توقَّع أيٌّ منَّا -وأحلى بكثير. ما زلنا نحب ونعتمد على نشيد الأنشاد -فالزيجات الصحِّيَّة مهما كانت صعبة فإنَّها رومانسيَّة وجذَّابة وتستحق مثل هذا الشعر. لكننا تعلَّمنا أيضًا أن نتسلَّق الجبل ونجلس لفترة أطول عند قدميِّ يسوع.

سبع كلمات لسبع سنوات

إنَّ الزواج ليس محور الموعظة على الجبل -لقد تم الحديث عنه بشكل صريح في آيتين من 107 آية- لكن الأصحاحات الثلاثة تقدِّم بعض النصائح العميقة للزواج، الحديث والقديم. بعد سبع سنوات مع فاي، أصبحت أوامر يسوع وتحذيراته ووعوده ذات ثقل ومَغزى جديد للحياة التي مُنحت لنا لنعيشها معًا. وقد ظلَّت الكلمات السبع التالية، على وجه الخصوص، عالقة في ذهني ونحن نتقدَّم بخطواتنا الأولى إلى العام الثامن.

  1. انتبه أين تبني بيتك

“فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا، أُشَبِّهُهُ بِرَجُل عَاقِل، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الصَّخْرِ.” (متى 7: 24)

سوف نبدأ من حيث انتهى يسوع. فبعد تعليمه عن الغضب والشهوة والقلق والاستقامة والانتقام والغفران والعطاء والصوم والصلاة وغير ذلك، اختتم بصورة حيَّة لنوعين من البيوت: أحدهما مبني على الرمل والآخر على الصخر. ستسقط الحياة (والزيجات) المبنيَّة على الرمل، وستظل الحياة (والزيجات) المبنيَّة على الصخر صامدة: في السراء والضراء، في الغنى والفقر، في المرض والصحَّة -بعبارة أخرى، في كل ما قد يحدث. “فَنَزَلَ الْمَطَرُ، وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ، وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ، وَوَقَعَتْ عَلَى ذلِكَ الْبَيْتِ فَلَمْ يَسْقُطْ، لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّسًا عَلَى الصَّخْرِ” (متى 7: 25).

ماذا يعني أن نبني زواج على الصخر؟ يعني ذلك أن نبني زيجاتنا على طاعة يسوع. “فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا، أُشَبِّهُهُ بِرَجُل عَاقِل، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الصَّخْرِ”. هذا يعني أن نضع يسوع وكلماته بفاعليَّة في مركز إيقاعنا ورومانسيتنا وحتى نزاعاتنا. هل ما زلنا نبحث عن طرق مبتكرة لجذب يسوع بعمق أكبر في زيجاتنا -القراءة معًا، والصلاة معًا، والترنيم معًا، وشكره معًا، والاستمتاع به معًا؟ يتعلَّم كل زواج سريعًا أن الأمر يتطلَّب قصدٍ خاص مملوء بالروح القدس لمنع الانجراف عن الصخر.

فيما يتعلَّق بالصراع، عندما ينشأ التوتُّر في زواجنا، ماذا سيحدث إن كان العامل الحاسم في أغلب الأحيان هو ما يريده يسوع؟ من المؤكَّد أننا لن نعرف دائمًا ما يريده يسوع بالتحديد، ولكن الالتزام بالثقة والطاعة قبل كل شيء، وفي كل حالة، من شأنه أن يحل الكثير من التوتُّرات في العديد من الزيجات، أليس كذلك؟

عندما تُظلم التوقُّعات، وتزحف الغيوم، وتبدأ الرياح في العواء، والأمطار في الهطول، فإننا نشعر ما إذا كان حبنا مبنيًّا على أرض صلبة (أم لا). هل نحن ملتزمون بطاعة يسوع أكثر من اتِّباع طريقنا؟ هل دائمًا ما تربح كلماته أم مشاعرنا؟ هل نحن على استعداد لاتِّخاذ الخطوات الصعبة والمكلِّفة التي يدعونا لاتِّخاذها -ومرَّة أخرى؟ هل بيتنا مبني على الصخر أم على الرمل؟

  1. احرس إخلاصك بكل يقظة.

“طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ”. (متى 5: 8)

ربما تكون أوضح كلمة عن الزواج في الموعظة على الجبل هي الموجودة في متى 5: 27-32. “قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَزْنِ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ” (متى 5: 27-28). بعبارة أخرى، لا تكتفِ بتجنُّب سرير المرأة المُحَرَّمة، لكن تجنَّب حتى تخيُّل نفسك في سريرها. اذهب إلى البعد الذي تراه ضروريًّا لكي تحرس حديقة نقاءك وحميميَّتك.

“فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ، لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ”. (متى 5: 29)

هل يحيط هذا النوع من اليقظة والحماسة الممتلئة بالروح القدس بسرير زواجنا؟ هل تحدَّثنا من قبل عن كيفيَّة محاربة كل منَّا للإغراء الجنسي؟ هل يوجد رجال ونساء في حياتنا يعرفون كيف يحاسبون كلًّا منَّا؟ إن أعمق سعادة زوجية تأتي لأولئك الذين يقاتلون معًا من أجل النقاء، لأننا نرى الله أكثر معًا: “طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ”.

هذا السعي المُخلِص إلى النقاء يأتي أيضًا مع التزام بعدم الترك أبدًا -ليس في السنة الخامسة أو السابعة أو السابعة والخمسين. “وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي” (متى 5: 32). من المؤكَّد أن الزيجات التي دمَّرتها الخيانة الزوجيَّة ستتطلَّب عناية خاصَّة ومشورة ونعمة، لكن كلمة الله تبقى واضحة: “الَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ” (متى 19: 6). إنه يقول ذلك على وجه التحديد بسبب أن الانفصال يبدو أسهل في بعض الأحيان.

  1. أصلِحا من بعضكما بعضًا بتواضع.

“طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ، لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ”. (متى 5: 5)

نعلم جميعًا أن الزواج مقدَّس -وربما يكون أكثر تقديسًا من أي علاقة إنسانية أخرى (على الرغم من أن الآباء قد يندهشونأحيانًا). يقدِّسنا الزواج على الأقل لسببين رئيسيَّين: (1) يرى الزوج والزوجة خطيَّة بعضهما البعض أكثر ممَّا يمكن لأي شخص آخر، و (2) يربطنا العهد بشكل قريب على نحوٍ غير مريح مدى الحياة. ومع وجود الخطايا وكل شيء، فإننا نرى الأسوأ في بعضنا البعض ومع ذلك ليس لدينا مكان نذهب إليه.

تؤثِّر طريقة زوجتي في التعامل مع خطاياي بشكل متفاوت على رؤيتي لنفسي وخطيَّتي (والعكس صحيح). وكأزواج، فإننا نجلس عند نافذة حَرِجة وحسَّاسة وأحيانًا مؤلمة تطل على نفوس بعضنا البعض. السؤال هو كيف سنتعامل مع هذا العبء والامتياز. يخبرنا يسوع بالطريقة:

“وَلِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟ أَمْ كَيْفَ تَقُولُ لأَخِيكَ: دَعْني أُخْرِجِ الْقَذَى مِنْ عَيْنِكَ، وَهَا الْخَشَبَةُ فِي عَيْنِكَ؟ يَا مُرَائِي، أَخْرِجْ أَوَّلًا الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ!” (متى 7: 3-5)

ما مدى الاختلاف الذي سيحدث في زواجنا إن طبقنا هذه الآيات الثلاث ببساطة وباستمرار؟ فكلما طالت مدة تحديقنا في القذي – شهور، سنين، أو حتى عقود – كلما زادت صعوبة رؤية الخشبة التي لدينا. من المهم جدأ عند ضعف الزواج، أن نواجه وأن نصلح من بعضنا البعض بتواضع – وبوعي صبور لإخفاقاتنا وخطايانا وبأمل مرن للتغيير والنمو.

  1. لا تقتلا بعضكما البعض.

“طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ.” (متى 5: 9)

قد نفترض أن الخطايا الجنسيَّة قد أنهت زيجات أكثر من أي شيء آخر -وبالتأكيد فإنها قد دمَّرت وأبادت الكثير. ومع ذلك، فإنني أتساءل إن كان الغضب الذي من دون رادع قد أنهى زيجات أكثر.

“قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ، وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلًا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ، وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ، وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ”. (متى 5: 21-22)

لا يعطي يسوع أي مجال أمام الغضب غير البار، بل يساويه بالقتل. ومع ذلك، فكم مرة قُمنا بإفساح المجال له في منازلنا؟ كم مرة شعرنا بأننا أبرار بينما كانت مشاعرنا المجروحة تشتعل في داخلنا؟ وكم مرة استجبنا للغضب غير البار بالمزيد من الغضب؟ بكل الوسائل، اِحمِ فراش زواجك من الزنا والمواد الإباحيَّة، ولكن أيضًا اِحمِهِ من غضبك.

احترس من الغضب، وعندما يندلع حريق لا تتركه دون معالجة. يتابع يسوع قائلًا:

“فَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى الْمَذْبَحِ، وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئًا عَلَيْكَ، فَاتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ، وَاذْهَبْ أَوَّلًا اصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ، وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ”. (متى 5: 23-24)

تمتلك الزيجات المختلفة إيقاعات مختلفة للمصالحة؛ والنقطة المهمَّة هي أن تمتلك واحدًا. هل يتم التعامل مع الإساءات باستمرار في علاقتكما -أم لا؟ هل تُصلِحا بمحبة بعضكما البعض؟ هل تُسرِعا بالاعتراف عندما تكونا مخطِئَيْن أو هل تعترفا عندما تفشلا؟ هل مازلتما تسامحان بعضكما البعض بسرور؟ إن الأزواج الذين يتجنَّبون الأحاديث الصعبة يفقدون بعض أحلى اللحظات في الزواج.

  1. ابتهجا بأن تغفرا لبعضكما البعض.

“طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ، لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ”. (متى 5: 7)

لأن كل زواج هو اتِّحاد بين شخصين يُخطِئان، فإنَّ الغفران سيكون ضيفنا الدائم. قد يأتي الأطفال ويذهبون، وقد تأتي الوظائف وتذهب، وقد تأتي المنازل وتذهب، لكن الحاجة إلى الغفران ستبقى. فهل سيكون الغفران ضيفًا مُرحَّبًا به ومُحتَفلًا به في منزلكما -أم ضيفًا ثقيلًا غير مُرحَّب به؟

يحذرنا يسوع، بما في ذلك الأزواج والزوجات: “فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلاَتِهِمْ، يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلاَتِهِمْ، لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضًا زَلاَتِكُمْ” (متى 6: 14-15). هل هناك أي علاقة تختبر استعدادنا للغفران -وللمثابرة في الغفران- مثل الزواج؟ يقول يسوع إنَّ عدم الرغبة في الغفران هو أمر قاتل روحيًّا. وعلى النقيض فإن الرحمة تنتج الأمان والفرح: “طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ، لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ”.

إن الغفران أمر مكلِّف، ويكون أكثر تكلفة في الزواج في بعض النواحي. إذ يكشف الزواج أشياءً عنَّا أكثر ممَّا نريد أن نُظهِره، ويفتح لنا ألمًا أكثر من معظم العلاقات. ويجب علينا حتمًا أن نغفر نفس الأخطاء مرارًا وتكرارًا (من الواضح أنَّ سبعين مرة سبع مرات صحيحة). ومن الجيِّد أن نتذكَّر أن هذه المحبَّة مثلها مثل أي شيء على الأرض، من المفترض أن تبدو مثل الصليب (أفسس 5: 25) -لذلك لا ينبغي أن نتفاجأ من أنها تبدو أحيانًا وكأنها صليب. في الواقع، قد يكون هذا الشعور دليلًا على قيامنا بشيء صحيح.

  1. غَطَّيَا زواجكما بالصلاة.

“اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ”. (متى 7: 7)

إن الصلاة قويَّة ومهمَّة خارج الزواج كما هي في الزواج. ولكن إن كنَّا متزوجين، فلن يشكِّل أي شيء زواجنا أكثر من الصلاة. من بين الأحلام التي كنَّا نرغب في تحقيقها في السنوات السبع الأولى من زواجنا، كان هذا هو أكثر حلم شعرنا باليأس من تحقيقه في السنوات السبع التالية. كنت أشتاق أن تصبح هذه الكلمات معتادة مثل أي شيء في منزلنا “دعونا نتوقَّف ونصلِّي من أجل ذلك”.

كم عدد الزيجات (بما في ذلك زواجي) التي تعاني دون داعٍ لأننا نرفض أن نستفيد من استجابة السماء القويَّة؟ هل زواجنا حقًّا صعب عليه؟ “لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ، وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ” (متى 7: 7-8).

هل بدأت تشعر بأن الزواج لا يُطاق؟ هل فقدت الأمل في أن تتحسَّن الأمور؟ هل ببساطة تركت الصلاة لزوجك أو زوجتك؟ إذن اقبل كلام يسوع: استمر في السؤال، واستمر في الطلب، واستمر في القرع على الباب. فوالدك لن يعطيك حجرًا. هو لن يعطيك عقربًا. “فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، يَهَبُ خَيْرَاتٍ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ!” (متى 7: 11).

  1. اطلبا الله قبل بعضكما البعض.

“طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ، لأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ”. (متى 5: 6)

لن يواجه العديد من الأزواج الذين يتركون الزواج مشكلة في البقاء ليوم أو يومين آخرين، لكن لا يمكنهم أن يتخيَّلوا البقاء لمدَّة ثلاثين أو أربعين عامًا أخرى. هذا هو بالتحديد نوع التفكير الذي يواجهه يسوع في تعاليمه عن القلق:

“فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ؟ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ؟ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟ فَإِنَّ هذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ. لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هذِهِ كُلِّهَا. … فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ، لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ”. (متى 6: 31-32، 34)

هل تشعر أنك قد استنفدت كل ما يمكن أن تقدِّمه وتضحِّي به وتتحمَّله في الزواج؟ هل تشعر أنه من المستحيل أن تظل متزوِّجًا للغد؟ لا تهتم بشأن الغد. ثبِّت عينيك على الله اليوم -على برِّهِ، على ملكوته، على وعوده، وعلى خيراته- واترك له العشر أو العشرين أو الخمسين عامًا القادمة.

هذا لا يعني أن الزواج الجيِّد يتجاهل المستقبل. فالأزواج، الرجال على وجه الخصوص، يتحمَّلون مسؤوليَّة التطلُّع إلى الأمام وتوقُّع الفرص والاحتياجات والمخاطر، مثل أي راعٍ صالح. تتطلَّب الزيجات الجيِّدة التفكير والتخطيط المنتظمَيْن. وإلَّا فكيف يمكن الحفاظ على الوحدة الهادفة المثمرة وتنميتها؟ إن الزيجات المُخلِصة لا تتجاهل المستقبل، لكنها أيضًا لا تقلق بشأنه. إنهم يعرفون أنهم لا يحتاجون اليوم إلى القوَّة الزوجيَّة والمحبَّة لمدى الحياة؛ إنهم يحتاجون فقط ما يكفي ليوم أحد آخر، ثم ليوم اثنين آخر، ومن بعده ليوم ثلاثاء آخر.

إن الله لا يدعونا لأن نتنبَّأ بمشكلاتنا المستقبليَّة أو أن نحملها. إنه يدعونا لكي نحمل مشاكل اليوم من خلال النعمة والقوَّة التي يوفِّرها لليوم. انظر إلى طيور السماء. انظر إلى زنابق الحقل. سوف يحافظ الله على زواجك، ويقوِّيه، بل ويجعله أجمل -عندما يركِّز كلٌّ منكما على البحث عنه أولًا. يقول يسوع: “اطْلُبُوا أَوَّلًا مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ” (متى 6: 33).

هل تريد المفتاح الحقيقي لزواج صحِّي وسعيد؟ سواء كنت في السنة السابعة أو السبعين فإن المفتاح الحقيقي هو أن تبتغي شيئًا أهم وأسمى من الزواج -أن تبتغي شخصًا ما أهم وأسمى من الزواج. طوبى للأزواج والزوجات الذين يجوعون ويعطشون إلى البر أكثر من أي شيء آخر، لأنهم سيكونون أمناء ولديهم رجاء ومشبعين.

بقلم مارشال سيغال

تم ترجمة هذا المقال بالتعاون مع هيئة

Desiring God

يمكنك قراءة المقال باللغة الإنجليزية من خلال الضغط على الرابط التالي

https://www.desiringgod.org/articles/the-best-sermon-for-marriage

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى