Desiring Godمقالات

هل كان يسوع ليضرب طفلًا بالعصا على مؤخرته تأديبًا؟

هل كان يسوع ليضرب طفلًا بالعصا على مؤخرته تأديبًا؟

إذا كانت الإجابة بنعم، فإلى أين في الكتاب المقدس ستصطحب شخصًا لا يمكنه تخيل الرب يسوع يفعل هذا الأمر؟

لو كان يسوع متزوجًا ولديه أطفالٌ، أعتقد أنه كان سيضربهم بالعصا على مؤخراتهم، وهو يؤدبهم.

والمقطع الكتابي الذي سأستشهد به على ذلك، لأساعد شخصًا لا يستطيع تخيل الرب يفعل هذا الأمر، هو متى 5 حيث قال الرب: “لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ”. بعبارة أخرى، يظل كل ما في الناموس والأنبياء قائمًا حتى يتم الكل. ويقول الناموس: “امنع العصا، وستُفسِد الولد”. في الواقع، هذه إعادة صياغة، لكن يقول سفر الأمثال: “مَنْ يَمْنَعُ عَصَاهُ يَمْقُتِ ابْنَهُ”. وبالطبع، آمن الرب يسوع بالكتاب المقدس، وكان سيقوم بفعل هذا الأمر مؤدِّبًا أولاده.

والآن، هذا لا يعالج لُب الموضوع، لأن لُب الموضوع هو: لماذا يشعر هذا الشخص بمثل هذا الشعور؟ ما هو المنطق الذي يجعل شخص يعتقد بأنه لا ينبغي عليك ضرب طفل بالعصا على مؤخرته وأنت تؤدِّبه؟ من أين يأتي ذلك التفكير؟

حسنًا، في اعتقادي، يأتي هذا التفكير رأسًا من هذه الثقافة (يقصد الكاتب ثقافة بلاده، أي الثقافة الأمريكية -المترجم). كانت هناك لافتة موجودة على جانب جسر 35W، من جهة اليمين وأنت متجه شَمَالًا، ولم تَقُل اللافتة سوى هذه الكلمات: “إِيَّاكَ إِيَّاكَ إِيَّاكَ إِيَّاكَ إِيَّاكَ أن تؤذي طفلًا”. هذا كل ما قالته! وفي واقع الأمر، يُعد ضرب الأطفال بالعصا على مؤخراتهم إيذاءً لهم، وهو أمرٌ ضد القانون في دولة السويد مثلًا، وهو كذلك أيضًا، على ما أعتقد، في بعض ولايات أمريكا، وإن كنت لست متأكدًا من تلك الأخيرة.

إذا كان الأمر هكذا، فعلى الأرجح، أنا نفسي سأواجه عقوبة السجن بهذه التهمة! في حقيقة الأمر، لم أعد أفكر في ضرب ابنتي طاليثا، البالغة من العمر الآن 13 عامًا، بالعصا على مؤخرتها، لكنني فعلت ذلك عندما كانت صغيرة.

يمكنني هنا أن أقدم لاهوتًا كاملًا عن “الضرب بالعصا على المؤخرة للتأديب”، لكنني ربما سأكتفي بتلخيص الموضوع في: لماذا يشعر هذا الشخص بالانزعاج الشديد من فكرة ضرب طفل بالعصا على مؤخرته تأديبًا؟ في تقديري، هذه نظرة خاطئة عن الله.

هل يؤمن هذا الشخص، في قرارة نفسه، أن الله يجلب الألم إلى حياتنا؟ لأن عبرانيين 12: 6 تربط مباشرةً بين الله والألم، فتقول: كل ابنٍ يحبه الرب يؤدِّبه، وكل مَنْ يُسَرُّ به يضربه بالعصا على مؤخرته (إعادة صياغة للآية). والفكرة هنا هي المعاناة. يجلب الله الآلام إلى حياتنا. ويربط كاتب العبرانيين هذه الآلام بتربية الله لأبنائه.

هذه نظرة خاطئة عن الله! يستخدم الله الألم لتأديب أبنائه، وهذا هو الحال بالنسبة لنا مع أبنائنا.

والآن، هذا لا يعني أنك تتسبب في ضرر جسدي للطفل، فأنت لا تلكمه في وجهه تاركًا له كدمة حول العين أو تكسر له ذراعه؛ فالأطفال لديهم مؤخرات صغيرة تستطيع ضربهم عليها.

عندما كان أولادي في الثالثة والرابعة من العمر، أي في أسوأ مراحلهم، وكانوا يرسمون بالألوان البرتقالية على الحائط، كانوا يعرفون جيدًا ما الذي سيحدث نتيجة تلك الأفعال. سأعطيك مثالًا يوضح كيف تحدث عملية التأديب من الناحية العاطفية: أتذكر أنني يومًا ما وجدتُ علامة من قلم تلوين برتقالي على الحائط في صالة الطابق العلوي، وكان ارتفاع هذه العلامة تقريبًا في نفس طول برناباس (ابن الكاتب -المترجم)، وكان برناباس حينها في الثالثة أو الرابعة من عمره، فأحضرته قائلًا:

  • “تعال هنا يا برناباس، هل أنت مَنْ رسم هذه العلامة على الحائط؟”
  • “نعم”. على أي حال، كان صادقًا.
  • “لدينا قاعدة ضد ذلك، أنت تعلم أنه لا يمكنك الرسم على الحائط بأقلام التلوين. أنت كبير بما يكفي لتعرف ذلك”.
  • “نعم”.
  • “إذًا، ما الذي من المفترض أن يحدث الآن؟”
  • “ضرب على المؤخرة”.
  • “هذا صحيح”.

لذلك فإنني آخُذُه إلى داخل الغرفة، وأضرب بكفي على مؤخرته! وفي الواقع، هو سريع البكاء، لذا فهو يبكي. وعندما ينتهي من البكاء يجد مني عناقًا حارًا، ثم أقول له: “لا تفعل ذلك مرة أخرى، حسنًا؟ إن أباك يحبك، ونحن لا نرسم على الحائط، حسنًا؟”

وبعد ثلاث دقائق فقط، أنت لا تستطيع الإمساك به من فرط الحماس والحيوية، وهو في منتهى السعادة.

في الحقيقة، يا لها من طريقة شريرة لمعاقبة طفل إذا كنتُ قد قلتُ له: “اذهب لغرفتك وابقى هناك حتى تشعر بالذنب كما ينبغي عما فعلت، وبعد ذلك سنرى ما إذا كنت ستخرج وتقوم بالتصرف السليم”!

إن الضرب بالعصا على المؤخرة للتأديب هو عملية بسيطة جدًّا، وتنتهي سريعًا، كما أنها مُحَرِّرة للغاية بالنسبة للطفل. فالطفل يشعر وكأنه قدَّم كفارة عما فعل، والآن هو حر وسعيد.

أما بالنسبة للطرق الحديثة مثل قضاء الطفل مدة محددة وحيدًا كعقاب أو الجلوس في ركن العقاب، فإن كل ما يسعني قوله لمثل هذه الأفكار: “هذا هُراء! اضربني بالعصا على مؤخرتي، واتركني ألعب!”

في الواقع، أعتقد أن الضرب بالعصا على المؤخرة هو طريقة صحية جدًّا لتأديب الأطفال، فهو بمثابة عملية محسوبة وموزونة لتقويم الطفل من خلال ألم بسيط لا يتسبب له في أي ضرر جسدي، وفي نفس الوقت، يجعله يشعر بخطورة ما فعل. إنه ليس سَحقًا، وليس اعتداءً، فالفرق واضح. حتى إن كلمة “spank” نفسها موجودة للتعبير عن هذا الأمر كطريقة حنونة لضرب طفل على مؤخرته أو على فخذه الصغير.

جون بايبر 

تم ترجمة هذا المقال بالتعاون مع هيئة

Desiring God 

يمكنك قراءة المقال باللغة الإنجليزية من خلال هذا الرابط

https://www.desiringgod.org/interviews/would-jesus-spank-a-child

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى