Desiring Godمقالات

حياتي معاناة لا تنتهي، كيف يمكنني أن أجد الفرح في المسيح؟

مقدم البرنامج: “يصلنا العديد من الأسئلة حول ظروف يعاني منها بعض الناس، ويُشرفنا أنا والقس جون ثقة الكثيرين الذين يرسلون لنا رسائل مؤلمة حقًا عبر الإيميل، أتمنى لو نستطيع الرد على جميعها، لكن للأسف لا يمكننا الرد سوى على عدد قليل، مثل تلك التي وصلتنا من أبٍ يرزح تحت ثقل الأعباء والهموم، أرسل لنا بدون ذكر اسمه، يقول:”قس جون، أحب خدمتك، وأحب مدى جديَّتك في التعامل مع الكتاب المقدس، شكرا لك. لقد تجاوزت الأربعين لتوي. تزوجت منذ 11 عامًا ولدينا ثلاثة أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة دون العاشرة. جميعهم يعانون من مرض التوحد أو مشاكل في النمو، أنا أتبع يسوع منذ ثلاثة عشر عامًا، لكن من السهل أن أبدو حزينًا، وأجد أنه من المستحيل أن أكون مبتهجًا دائمًا،كما يقول الكتاب “كَحَزَانَى وَنَحْنُ دَائِمًا فَرِحُونَ، كَفُقَرَاءَ وَنَحْنُ نُغْنِي كَثِيرِينَ، كَأَنْ لاَ شَيْءَ لَنَا وَنَحْنُ نَمْلِكُ كُلَّ شَيْءٍ”(كورنثوس الثانية 10:6). أشعر بالإرهاق الشديد، والإحباط، وأحيانًا بالمرارة والغضب المطلق، لأنني بقدر ما أحب أطفالي، أجد أن الاعتناء بهم أمرًا صعبًا بالنسبة لي ولزوجتي، لقد اعترفت في الماضي بأني أكره دوري كأب. كيف أحب عائلتي كما يريدني الله؟ وكيف أجد السلام والفرح في كل هذا على الرغم من الضريبة الباهظة؟ يبدو الأمر وكأنني -بصرف النظر عن مدى صعوبة المحاولة أو مقدار ما أفعله- بالكاد أُنجز كل شيء. أُبغض أنني أحيانًا أكره أطفالي وزوجتي وهذه الحياة. الآن وصلت لمنتصف العمر وأخشى أن تخور صحتي، أو حتى أن أهرب وأترك كل شيء. هل تستطيع مساعدتي؟”

نعم، أعتقد أنني أستطيع مساعدتك إذا منحني الله نعمةً لأخبرك بالحق، وإذا أعطاك الرغبة في تصديق أن كل ما أقوله صحيحًا. لأنني أؤمن أن الله يعمل فيك ومن أجلك، لذا، أسمح لي أن أخبرك تصوري للأمر، هذا العمل الذي أُحدثك عنه، له جانبين، أحدهما أن الله أعطاك حصنًا مسورًا، الجدران تحميك في الداخل وتمنع الهلاك من الخارج. هذا التصوُّر سأعود إليه لاحقًا.

والجانب الآخر، هو أنه داخل هذا الحصن الذي وهبه لك الله برحمته، حيث تعيشمع زوجتك وأطفالك، كان الله يعمل وسيظل يعمل نيابة عنك بكامل قدرته. هاتان صورتين للأمر. أن الله أحاطك بالأسوار، والله يمدُّكَ بكل ما تحتاجه وأن داخل تلك الأسوار. إذن، الآن سأشرح لك هاتين الصورتين بإيجاز.

أنت بآمان داخل الأسوار

عندما أقول إنه أحاطك بالأسوار، أعني أنه أوضح لك حدود خياراتك المشروعة في الحياة كزوج وأب، ليس عليك أن تؤرَّق في نومك أو تقضي أي وقت عصيبو أنت تحاول أن تقرر ما هي هذه الحدود في الحياة، هذه الحدود (الأسوار) هي لحمايتك، وواحدة منها هي: لا يجوز لك أن تترك زوجتك -ولو لفترة- هي زوجتك بالعهد، والله هو الشاهد على هذا العهد، هو الذي جمعكما معًا “الرَّبَّ هُوَ الشَّاهِدُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ امْرَأَةِ شَبَابِكَ” (ملاخي 2: 14)،”إِذًا لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ” (متى 19: 6)،وهذاسور حماية ثمين يُبقيك في الداخل ويُبعد عنك الهلاك في الخارج.

ثانيًا،لا يجوز لك التخلَّي عن أطفالك “وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَعْتَنِي بِخَاصَّتِهِ، وَلاَ سِيَّمَا أَهْلُ بَيْتِهِ، فَقَدْ أَنْكَرَ الإِيمَانَ، وَهُوَ شَرٌّ مِنْ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ” (1تيموثاوس 5: 8). هذا السور، هو سور حماية ثمين يُبقيك في الداخل ويُبعد عنك الهلاك في الخارج، في الحقيقة، على الرغم من أنه يُقيدك من ناحية ما، إلا أنه من الناحية الأخرىيُحررك، تمامًا مثل مظلة الباراشوت المجهَّزة بإحكام لتقيد الجزء العلوي منجسمك، وبمجرد القفز تمنحك الحياة.

ولكن هنا يوجد شيءٌ هام، داخل هذه الأسوار الحامية الواهبة للحياة، حيث تعيش وتكافح وتشعر بالهزيمة من التعب والإحباط، في نفس المكان كان الله القدير يعمل، ومازال يعمل، ويعد بالعمل من أجل أولاده الواثقين بإنه يعمل بقدرته لخيرهم، قديساعدك كثيرًا عندما تخور أن يقف شخصُ ما بجانبك، وها أنا ذا الآن، لأذكِّرك بروعة معونة الله داخل الحصن الذي أقامه من أجلك. لذلك، سأذكِّرك بلمحة عن كيفية عمل الله في حصنك المحاط بالأسوار.

ثماني حقائق للقديسين المتألمين

  • قبل خلق العالم، اختارك الله لتكون ضمن خاصته، أنتله وابنه، وحتى كنزه”اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ” (أفسس 1: 4)، ولا علاقة لك بهذا على الإطلاق، أنت لم تكن السبب في هذا الاختيار، ربما تعتقد أنك استوفيت بعض الشروط المؤَّهِلة لهذا الاختيار بطريقة ما، وربما لم تستوف أي شروط. الله لم يستشر أحدًا غير نفسه عندما اختارك “الَّذِي فِيهِ أَيْضًا نِلْنَا نَصِيبًا، مُعَيَّنِينَ سَابِقًا حَسَبَ قَصْدِ الَّذِي يَعْمَلُ كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ رَأْيِ مَشِيئَتِهِ (أفسس 11:1). “رَأْي مَشِيئَتِهِ” هوالذي حكم بذلك، وقضى منذ الأزلفي محبته الأبدية، أن يختارك لأجل اسمه.
  • لقد عيّنك أنت يا كنزه المختار، لتكون ابنه، وبالنهاية تشبه ابنه يسوع المسيح “لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ، لِيَكُونَ هُوَ بِكْرًا بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ (رومية 8: 29). هذا هو مصيرك (مجدك) في النهاية: نفسٌ ممجدة، جسدٌ ممجد، عالمٌ مجيد، مكانةٌ مجيدة عن يمينه مع سعادة أبدية “فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الْخَلِيقَةِ تَئِنُّ وَتَتَمَخَّضُ مَعًا إِلَى الآنَ. وَلَيْسَ هكَذَا فَقَطْ، بَلْ نَحْنُ الَّذِينَ لَنَا بَاكُورَةُ الرُّوحِ، نَحْنُ أَنْفُسُنَا أَيْضًا نَئِنُّ فِي أَنْفُسِنَا، مُتَوَقِّعِينَ التَّبَنِّيَ فِدَاءَ أَجْسَادِنَا. لأَنَّنَا بِالرَّجَاءِ خَلَصْنَا. وَلكِنَّ الرَّجَاءَ الْمَنْظُورَ لَيْسَ رَجَاءً، لأَنَّ مَا يَنْظُرُهُ أَحَدٌ كَيْفَ يَرْجُوهُ أَيْضًا؟ وَلكِنْ إِنْ كُنَّا نَرْجُو مَا لَسْنَا نَنْظُرُهُ فَإِنَّنَا نَتَوَقَّعُهُ بِالصَّبْرِ”(رومية 8: 22-25)،”فِي يَمِينِكَ نِعَمٌ إِلَى الأَبَدِ” (مزمور 11:16).

هذا يعني أنه لا يمكن إلغاء اختياره لك دون أن يصبح كاذبًا، حاشا لله!”عَلَى رَجَاءِ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، الَّتِي وَعَدَ بِهَا اللهُ الْمُنَزَّهُ عَنِ الْكَذِبِ، قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ”(تيطس 1: 2)، هذا هو السبب في أن الاختيار المسبق لك ثمين جدًا. لقد قضى بذلك، أي وعد به قبل خلق العالم، أن يكون هذا المصير المجيد لك أنت (على مثاله ابنه يسوع) ما لم يكن الله كاذبًا، فلن يتم إلغاء اختياره لك، وهذا أمرٌ مستحيل!

  • في مرحلة ما من حياتك -قد تتذكرها أو لا تذكُرها- دعاك الله للخروج من الظلمة الروحية إلى الحياة، تمامًا كما فعل مع لعازر عند القبر “وَلَمَّا قَالَ هذَا صَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ:«لِعَازَرُ، هَلُمَّ خَارِجًا!» فَخَرَجَ الْمَيْتُ وَيَدَاهُ وَرِجْلاَهُ مَرْبُوطَاتٌ بِأَقْمِطَةٍ، وَوَجْهُهُ مَلْفُوفٌ بِمِنْدِيل. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«حُلُّوهُ وَدَعُوهُ يَذْهَبْ»” (يوحنا 11: 43-44). لا أعرف كيف حدث لك ذلك، ربما في عِظة، ربما وأنت تقرأ نصًا من الكتاب المقدس في هدوء بغرفتك، ربما من خلال صديق، أو ربما من خلال مدونة، لكن في النهاية فتح الله عينيك لترى الحق في المسيح وترى عظمته ومجده، وهذا ما جعلك حيًّا. يمكنك أن ترى ذلك بنفسك.
  • وهِبَ لكروح الله “الَّذِي فِيهِ أَيْضًا أَنْتُمْ، إِذْ سَمِعْتُمْ كَلِمَةَ الْحَقِّ، إِنْجِيلَ خَلاَصِكُمُ، الَّذِي فِيهِ أَيْضًا إِذْ آمَنْتُمْ خُتِمْتُمْ بِرُوحِ الْمَوْعِدِ الْقُدُّوسِ” (أفسس 1: 13)، لقد وهبك إيمانًا خلاصيًّا، نُلت الإيمان في اللحظة التي نشأ فيها إيمان بداخلك، لم تكن أنت صاحب القرار، بل الله، هذا الإيمان هو عطيته”لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَال كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ” (أفسس 2: 8-9).
  • تمَّ تبريرك من كل خطاياك، في الماضي، والحاضر، والمستقبل، في محكمة السماء الإلهية، تم الحكم بتبريرك إلى الأبد، أنت الآن غير مذنب “مَنْ سَيَشْتَكِي عَلَى مُخْتَارِي اللهِ؟ اَللهُ هُوَ الَّذِي يُبَرِّرُ. مَنْ هُوَ الَّذِي يَدِينُ؟ اَلْمَسِيحُ هُوَ الَّذِي مَاتَ، بَلْ بِالْحَرِيِّ قَامَ أَيْضًا، الَّذِي هُوَ أَيْضًا عَنْ يَمِينِ اللهِ، الَّذِي أَيْضًا يَشْفَعُ فِينَا”(رومية 8: 33-34). اِقفز فرحًا. ارقص خارج قاعة المحكمة هذا اليوم، ليس لأنك بلا خطية، ولكن لأن الذي بلا خطية حمل عقاب خطاياك “الَّذِي حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ، لِكَيْ نَمُوتَ عَنِ الْخَطَايَا فَنَحْيَا لِلْبِرِّ. الَّذِي بِجَلْدَتِهِ شُفِيتُمْ” (1بطرس2: 24). فكِّر في الأمر: أنت مقبول من الله إلى الأبد، بدرجة مائة بالمائة، وليس تسعة وتسعين بالمائة، فإن كان الله معك –وهو بالفعل معك- فلن ينجح ضد كشخصٌ أو شيء “إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا، فَمَنْ عَلَيْنَا؟” (رومية 31:8).
  • سكب الله فيك فيض من روحه القدوس”لأَنَّنَا كُنَّا نَحْنُ أَيْضًا قَبْلاً أَغْبِيَاءَ،غَيْرَ طَائِعِينَ، ضَالِّينَ، مُسْتَعْبَدِينَ لِشَهَوَاتٍ وَلَذَّاتٍ مُخْتَلِفَةٍ، عَائِشِينَ فِي الْخُبْثِ وَالْحَسَدِ، مَمْقُوتِينَ، مُبْغِضِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا. وَلكِنْ حِينَ ظَهَرَ لُطْفُ مُخَلِّصِنَا اللهِ وَإِحْسَانُهُ ­لاَ بِأَعْمَال فِي بِرّ عَمِلْنَاهَا نَحْنُ، بَلْ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ­ خَلَّصَنَا بِغُسْلِ الْمِيلاَدِ الثَّانِي وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، الَّذِي سَكَبَهُ بِغِنًى عَلَيْنَا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ مُخَلِّصِنَا. حَتَّى إِذَا تَبَرَّرْنَا بِنِعْمَتِهِ،نَصِيرُ وَرَثَةً حَسَبَ رَجَاءِ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، (تيطس 3: 4-7). هو موجود بداخلك، إنه ختم ميراثك “الَّذِي فِيهِ أَيْضًا أَنْتُمْ، إِذْ سَمِعْتُمْ كَلِمَةَ الْحَقِّ، إِنْجِيلَ خَلاَصِكُمُ، الَّذِي فِيهِ أَيْضًا إِذْ آمَنْتُمْ خُتِمْتُمْ بِرُوحِ الْمَوْعِدِ الْقُدُّوسِ، الَّذِي هُوَ عُرْبُونُ مِيرَاثِنَا، لِفِدَاءِ الْمُقْتَنَى، لِمَدْحِ مَجْدِهِ”(أفسس 1: 13-14). إنه القوة التي في قلبك التي تجعلك تعرف وتحب الله والناس، الله لم يتركك وحيدًا داخل حصن الطاعة، الله حاضر بقدرته ويعمل بروحه.
  • لديك “رَجَاءُ الْمَجْدِ” (كولوسي 27:1)، قد تبدو كل ظروفك-لفترة ما- مزعجة تمامًا، أتفهَّم ذلك. ما قلته عن أطفالك، بالفعل مؤلم ومزعج. هكذا كان الأمر بالنسبة ليسوع، وهذا هو الحال بالنسبة لجميع القديسين، أولاً المعاناة، أولاً كل أمور الحياة المحزنة والمخزية، ثم المجد. وأريد أن أذكِّرك: “فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا” (رومية 8: 18). وإذا نظرت إلى نص رسالة رومية 8: 17-25 ، ستعرف أن هذه الآلام ليست مجرد آلام اضطهاد، إنها آلام الحياة اليومية التي يئنُّمنها المسيحيون في كل أنواع الأعباء التي وصفتها أنت للتو.
  • لقد أعطاك الله وعودًا في كلمته، وعودًا عظيمة لا توصف، وأنت من بين أكبر المستفيدين منها في العالم. هذه الوعودمن أعظم المراحم في العالم. إنها جديدة كل صباح “إِنَّهُ مِنْ إِحْسَانَاتِ الرَّبِّ أَنَّنَا لَمْ نَفْنَ، لأَنَّ مَرَاحِمَهُ لاَ تَزُولُ. هِيَ جَدِيدَةٌ فِي كُلِّ صَبَاحٍ. كَثِيرَةٌ أَمَانَتُكَ”(مراثي أرميا 3: 22-23). لقد وعد بأنيقويك ويساعدك ويدعمك “لاَ تَخَفْ لأَنِّي مَعَكَ. لاَ تَتَلَفَّتْ لأَنِّي إِلهُكَ. قَدْ أَيَّدْتُكَ وَأَعَنْتُكَ وَعَضَدْتُكَ بِيَمِينِ بِرِّي”(إشعياء 10:41)، لقد وعد بأن يحول كل مشقة لخير “وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ”(رومية 8:28). لقد وعدك أن يعمل فيك لتفعل ما هو مرضيًا في عينيه ويحثُّك على السير في شريعته”إِذًا يَا أَحِبَّائِي، كَمَا أَطَعْتُمْ كُلَّ حِينٍ، لَيْسَ كَمَا فِي حُضُورِي فَقَطْ، بَلِ الآنَ بِالأَوْلَى جِدًّا فِي غِيَابِي، تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ، لأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ الْمَسَرَّةِ (فيلبي 2: 12-13)، “وَأَجْعَلُ رُوحِي فِي دَاخِلِكُمْ، وَأَجْعَلُكُمْ تَسْلُكُونَ فِي فَرَائِضِي، وَتَحْفَظُونَ أَحْكَامِي وَتَعْمَلُونَ بِهَا” (حزقيال 27:36)، لقد وعد بألاَّ يمنع عنك كل ما هو صالحٌ “لأَنَّ الرَّبَّ، اللهَ، شَمْسٌ وَمِجَنٌّ. الرَّبُّ يُعْطِي رَحْمَةً وَمَجْدًا. لاَ يَمْنَعُ خَيْرًا عَنِ السَّالِكِينَ بِالْكَمَالِ (مزمور 11:84). نعم، نعم، حتى موقفك المؤلم هذا يأتي بيده الطيبة.

النعمة تحيطك من جديد

وأختتم بهذه الآية، إنها ثمينة جدًا وتلمس القلب في وقتك الصعب في الحياة: “وَاللهُ قَادِرٌ أَنْ يَزِيدَكُمْ كُلَّ نِعْمَةٍ، لِكَيْ تَكُونُوا وَلَكُمْ كُلُّ اكْتِفَاءٍ كُلَّ حِينٍ فِي كُلِّ شَيْءٍ، تَزْدَادُونَ فِي كُلِّ عَمَل صَالِحٍ” (2 كورنثوس 9 : 8).

بمعنى آخر، لن يطلب الله منك أن تقوم بأي شيء وأنت داخل هذه الأسوار، دون أن يمنحك النعمة لاحتماله والقيام بعمله، بل وحتى تفعل ذلك بفرح!

 

إجابة سؤال للقس/ جون بايبر

تم ترجمة هذا المقال بالتعاون مع هيئة 

Desiring God 

يمكنك قراءة المقال باللغة الإنجليزية من خلال هذا الرابط 

https://www.desiringgod.org/interviews/my-life-is-endless-drudgery-how-do-i-find-joy-in-christ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى