مقالات نوثيتيكية

الحاجة إلى التطهير الشامل

الحاجة إلى التطهير الشامل

ديفيد هانت

مؤسس ومدير The Berean call

 

 

بينما قد يكون هناك بعض علماء النفس المسيحيين الذين يستخدمون الكتاب المقدّس فقط في مشورتهم، فإن تسمية أنفسهم بأنهم “علماء النفس” لهو أمر مؤسف.

 

إن هذه الكلمة لها معنى ثابت معروف، ذلك المعنى الذي لا يمكنه سوى التسبب في الحيرة           والتشويش إذ يستمد شهرته وقوته من نظام مُلحِد لا يستحق أي ارتباط بالمسيحية على الإطلاق.

 

ومما يؤسف له أن هناك أيضًا علماء النفس من المسيحيين يقبلون ويمارسون كل نوع تقريبًا من أنواع علم النفس والعلاجات النفسية التي تم اختراعها.

 

وبهذه الطريقة استطاعت الاعتقادات والممارسات الملحدة والتي أثبتت بالفعل عدم فاعليتها، ولها العديد من النقاد من أطباء وعلماء النفس الدنيوين أنفسهم، أن تتسلل إلى داخل الكنيسة.

ولكي تعود الكنيسة إلى المسيحية الكتابية، عليها أن تطهّر نفسها من تلك النظريات النفسية          ومصطلحاتها، ومن ثم تُخلّص نفسها من هذه الديانة المنافسة لها التي قبلتها واحتضنتها.

ولكن بدلاً من أن تطهر نفسها من هذا الخمير (الدخيل)، ما فتئت الكنيسة تعطي المزيد من الثقة والتكريم لعلم النفس، وصار المسيحيون مدعوّين لقبول علم النفس كمصدر إضافي للحق، وليس هذا فقط بل ووضعه على قدم المساواة مع كلمة الله التي قال المسيح عنها أنها هي وحدها “الحق” (يوحنا 17: 17).

ومع ذلك فعلم النفس غير ثابت (متقلّب) شأنه في ذلك شأن المياه، فرسالته الكاذبة في حالة تغير مستمر إذ لا تتوقف نظرياتها المتضاربة عن المد و الجذر، و يلمع نجم مرشدوها الروحيين تارة ويأفُل تارة أخرى.

 

أشار لورانس ليشان، الرئيس السابق لرابطة علم النفس الإنساني، إلى أن العلاج النفسي سيكون معروفًا باسم خدعة القرن العشرين. إن صفوة علماء النفس الدنيويين الآن يفضحون مهنتهم على صفحات كتبهم ومقالاتهم التي تحمل عناوين مثل: أسطورة المرض العقلي، أسطورة العُصاب (الاضطراب العصبي)، والعلاج النفسي، العلاج الخطر، فناء علم النفس، التحليل النفساني – المهنة المستحيلة، إلخ.

وعلى الرغم من أن موضوعات علم النفس التي خدعت الكنيسة وألحقت بها الضرر قد فقدت مصداقيتها، إلا أن الكنيسة مازالت تتبناها وتعمل بها.

 

علّق مارتن ل. جروس قائلاً:

“إن عالم النفس وأقرب أقربائه، الطبيب النفساني، قد نصّبوا أنفسهم “سليمان” العصر الحديث …الناظر الحكيم والبصير الجديد الذي ينطق ببيانه وكأنه مرسوم بابوي، في موقف يثير رهبة حتى أكثر الدنيويين ثقة بنفسه.

 

يُتوقع منا أن نفرح بأن الكتاب المقدّس قد تبين أخيرًا أنه في اتفاق مع الفلسفة الإنسانية، والأفضل من ذلك هو أن هذا يعني أن المسيحيين لم يعودوا بحاجة لأن ينظروا لأنفسهم نظرة بائسة مثيرة للشفقة، بل يمكنهم الآن أن يرفعوا رؤوسهم عالية أمام العالم، وخاصة في الأوساط والدوائر الأكاديمية. كل هذا بفضل “الإصلاح الجديد” الذي صبغ المسيحية بصبغة علم النفس، قد كشف عن تفسيرات جديدة للكتاب المقدّس لم تكن معروفة من قبل في تاريخ الكنيسة، وبالتالي جعل المسيحية تتماشى مع النظريات المعادية للمسيحية (ضد المسيحية) من أناس مثل فرويد ويونج.

هذه “المسيحية الجديدة المُحَسَّنة” أصبحت تلقى تجاهلاً واستخفافًا واضحين نظرًا للإقرار المتزايد من علماء النفس أنفسهم بأن العلاج النفسي قد أفلس حقًا.

ر.د. لينج، واحد من كبار علماء النفس وأكثرهم احترامًا، قد أعطى رأيه مؤخرًا قائلاً “إن قرنًا كاملًا من العلاج النفسي لم ينتج عنه أي تبصر (فهم عميق) للعلاقات بين البشر.” بيد أن نظريات علم النفس التي فقدت مصداقيتها قد نتج عنها فهم عميق وأساسي عن “حق الله أو الحق الإلهي”!

وقبل الاعتقاد بهذا السيناريو المشكوك فيه، فسوف نصنع حسنًا أن ننتبه إلى تحذيرات الكثير من علماء وأطباء النفس، كالتحذيرات التالية التي أطلقها إي فوللر توري، الكاتب والعالم النفساني والتي لاقت قبولاً عالميًا.

إن التقنيات التي يستخدمها أطباء النفس في الغرب هي – مع استثناءات قليلة – على نفس المستوى العلمي للتقنيات التي يستخدمها السحرة. إن الطب النفسي ما هو إلا … المسيح الكذاب.

 

 

ما هي الحقيقة؟

ألا يجب علينا أن نعتبر أنه من الغريب أن الله على ما يبدو قد أوحى لغير المسيحيين مثل فرويد ويونج، ومؤخرًا ماسلو وروجرز “بالحقائق” التي خفيت على الرسل والأنبياء وكل تاريخ الكنيسة وآباءها حتى وقتنا الحاضر؟

لا، لأننا قد أُخبرنا لطمأنتنا، أننا لا يجب أن نعتبر هذا غريبًا على الإطلاق.

إن ما نحتاج أن نفهمه، كما يزعمون، هو: “أن كل حق هو حق الله (الحق الإلهى)” وهناك الكثير من المصادر للوصول إلى ذلك الحق من خارج الكتاب المقدّس.

 

المقصود بالحق نادرًا ما يتم التفكير فيه. هل نتكلم عن الحقائق العلمية التي تتعلق بالمخ والجسم، أم عن حق الله الذي يُخلّص ويرفع النفس والروح؟ قال يسوع: “كلامك هو حق” و”أنا هو الحق” ليس جزءًا من الحق. يتناول العلاج النفسي موضوعًا قد تحدث عنه الله بشكل حاسم ويدّعي أنه – فيما يختص بهذا الموضوع – أن الله أعلن في كلمته الحق كاملاً:

لا يوجد جزء مفقود من هذا الحق في الكتاب المقدّس أو متروك ليُكتشَف فيما بعد فى نظرية من نظريات الملحدين.

إن الإشارة إلى وجود مثل هذا القصور يناقض الشهادة الواضحة للكتاب المقدّس وتعليم الكنيسة الراسخ لتسعة عشر قرنًا. تلك الكنيسة التي صمدت أمام الاضطهاد الروماني ومحاكم التفتيش وحفرت بأحرف غائرة وبدم شهدائنا الطابع المميز للحياة المسيحية المنتصرة على صفحات التاريخ قبل فترة طويلة من ظهور فرويد أو خلفائه على الساحة ليعكّروا صفو ماء الحياة.

إنها لسخرية من الله وكلمته أن يقال أن الله قد أوحى إلى فرويد بالبصيرة والفهم ليتوصل إلى طرق تشخيص وعلاج (أمراض) النفس والروح الإنسانية. وإنه لمن التجديف أن يشار إلى أن “ضد المسيحية” قد أوحي إليه (ألهمه) اكتشاف هذا الجزء المفقود من الحق، الذي أعلن الله بنفسه أنه قد أعلنه كاملاً في كلمته المقدّسة.

إن فكرة علم النفس المسيحي نفسها تمثل انتهاكاً للمبادىء الكتابية الأساسية، وبدأت أعداد متزايدة من معتنقي هذه الفكرة في الإقرار بذلك ورفض هذه الديانة الباطلة.

كتب بولس: “لأَنْ مَنْ مِنَ النَّاسِ يَعْرِفُ أُمُورَ الإِنْسَانِ إِلاَّ رُوحُ الإِنْسَانِ الَّذِي فِيهِ؟ هَكَذَا أَيْضاً أُمُورُ اللهِ لاَ يَعْرِفُهَا أَحَدٌ إِلاَّ رُوحُ اللهِ.” (كورنثوس الأولى 2: 11).

من الواضح في السياق أن بولس لا يتحدث عن الاكتشافات العلمية على يد ملحدين من خلال فهم عميق لخبايا الطبيعة او شهادة الضمير الأخلاقى الذي أعطاه الله لكل إنسان. لكن بولس لا يشير إلى الحقائق الطبيعية بل إلى الحقائق الروحية. ويقول عنها على وجه التحديد أن الله هو الذي يعلنها للمؤمنين الحقيقيين وحدهم.

يُعلن الكتاب المقدّس بوضوح أنه كُتِب لأولئك المنتمون إلى الرب، وأن الحق الذي يبلغه (يوصله) يُدعى “أمور روح الله”. لقد أخبرنا بهذا الكلام بعبارات صريحة جلية لا لبس فيها.

“… الإنسان الطبيعي (غير المُخلَّص) لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهاله، ولا يقدر أن يعرفه لأنه إنما يحكم فيه روحيًا” (كورنثوس الأولى 2: 14).

 

تقويض (إضعاف) سلطة الكتاب المقدّس

كيف يمكن أن “حق الله” يُبلَّغ إلى أنصار الفلسفة الإنسانية الذين رفضوا حتى شهادة الخليقة والضمير؟

هل هؤلاء الأشخاص هم حقًا أواني الله المختارة التي أوكلها الإعلان والبوح بالحقائق الروحية غير المكتشفة والخفية لجسد المسيح؟

وفقاً للكتاب المقدّس “الحقيقة” الوحيدة من الله التي يستطيع الإنسان غير المُخلَّص أن يفهمها هي أنه خاطيء ويحتاج إلى مُخَلِّص. وحتى يولد الولادة الثانية من الروح القدس (روح الله) بالإيمان بالمسيح، لا يستطيع أن يفهم “أمور الله” التي لا يمكن إدراكها إلا “بالروح”.

يقول بولس أن حق الله لا يمكن أن يفهمه سوى “الإنسان الروحي” الذي وُلِد الولادة الثانية من روح الله في عائلة الله. ويُعلن بولس أن هذا الانسان هو الوحيد الذي “له فكر المسيح” (كورنثوس الأولى 2 : 16).

قال يسوع لغير المُخلَّصين: “اَلَّذِي مِنَ اللَّهِ يَسْمَعُ كلاَمَ اللَّهِ. لِذَلِكَ أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَسْمَعُونَ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ اللَّهِ” (يوحنا 8: 47)

ومع ذلك هناك كل من يطالبنا أن نؤمن بأن جزء من الحق الإلهي (حق الله) الذي لم يُعرِّفه حتى الآن للذين هم من الله ولهم فكر المسيح قد اكتشفه مؤخرًا مَن هم ليسوا من الله. فضلاً عن أن هذا الفهم (أو هذا التبصُّر) يجب أن يدمج ويتحد بفهم الكنيسة لكلمة الله.

ولكن قبل أن نقبل مثل هذه المواضيع غير الكتابية وغير المنطقية نحتاج إلى حُجّة أقوى من الحجة التي تقول: “حق الله هو كل الحق”!

إن الحياة المسيحية ليست أن تُصر بأسنانك وتحبس أنفاسك أثناء ركوب لعبة الأفعوانية (في مدينة الملاهي)، بل هي المسيح الذي يحيا حياة قيامته في أولئك الذين فتحوا له أبواب قلوبهم.

 

هناك من يقترح ويقول إن تقنيات العلاجات النفسية التي اُكتشفت مؤخرًا على يد فرويد وآخرين أصبحت ضرورية الآن لمسيحي اليوم حتى يختبروا الحياة الأفضل في المسيح.

إن هذا الاقتراح هو بالتأكيد إنجيل حديث ينكر كفاية المسيح وكلمة الله.

 

وياللأسف، إذ أن الكتاب المقدّس كله يجري الآن تفسيره من جديد على أساس نظريات علم النفس الملحدة.

 

هذه السلطة الجديدة قد قوضت (أضعفت) الثقة التي كانت عند المسيحيين في قدرة المسيح على الخلاص، والحماية، والإشباع، وسد الاحتياج.

إن هذه الحقيقة يعترف بها حتى علماء النفس الدنيويون.

كتب بيرنيزلبرجيلدBernieZilbergeld:

” لقد أصبح علم النفس كبديل عن أنظمة معتقداتنا القديمة.”

مدارس مختلفة في أساليب العلاج أصبحت تقدم رؤيتها الخاصة عن الحياة الطيبة وكيفية العيش فيها.

وأولئك الذين كان أجدادهم يجدون راحتهم وتعزيتهم في كلمة الله وكانوا يتعبدون عند مذبح المسيح ويهوه، صار عزاؤهم وعبادتهم عند مذبح فرويد، ويونج، وماسلو، وسكينر، وكارل روجرز، وألبرت إليس، وورنرإرهارد، وإريك إريكسون، ومجموعة من السلطات المماثلة.

 

قضية حيوية

خلاصة القول، من خلال قبولها “لتفسير جديد” للكتاب المقدّس مفروض من الخارج ويناقض في الواقع الكتاب المقدّس فإن الكنيسة بذلك قد احتضنت (تبنّت) إنجيلاً غريبًا تقدمه فئة جديدة من الكهنة (والقسوس) تدعمها سلطة المذهب الإنساني (الفلسفة الانسانية).

وبمفرداتها الخاصة وطقوسها ومعرفتها الأكاديمية، استطاعت هذه الفئة من “رجال الدين” أن تكتسب سلطة على أولئك الذين لا يعرفون إلا الله وحده وكلمته، ولكنهم يعتبرون غير مؤهلين لتقديم المشورة من الكتاب المقدّس.

إن هذه الوظيفة المعروفة منذ وقت طويل قد اتخذت معنًى جديدًا: فهي الآن تنطوي على تشخيص المشكلات النفسية ووصف الحلول النفسية ولذا لابد أن تكون تحت إشراف المدربين في هذا المجال المتخصص.

ولم يعد من الممكن الاحتكام إلى الكتاب المقدّس بصفته الوسيلة لتصحيح هذه الفئة الجديدة من الكهنة، لأنهم وحدهم، كما يزعمون، يملكون مفاتيح الجزء الحيوي من “الحق الإلهي”، الذي لا يكتمل الكتاب المقدّس بدونه.

ولكي نكون منصفين مع علماء النفس المسيحيين نقول أن العديد منهم كانوا يعملون بدافع من رغبة حقيقية في مساعدة جموع المجروحين الذين لا يحصلون على الرعاية والتوجيه من إخوتهم وأخواتهم في جسد المسيح.

وأحد أهم الاحتياجات الشديدة داخل الكنيسة هو الاحتياج للمشورة الشخصية والعائلية، والمشورة في الارتياط/الزواج. لكنها يجب أن تكون مشورة كتابية وليست نفسية.

ولكي ما يتم سد هذا الاحتياج، على الكنيسة أن تكون مستعدة لدعم المشيرين الكتابيين، وبالتالي يمكنهم توفير المساعدة اللازمة دون طلب المقابل.

ربما يشعر الشباب بدعوة الله لحياتهم للعمل في هذا المجال الحيوي المهم. غير أن السبيل الوحيد للحصول على الدعم قد يكون هو طلب المقابل. مما يعني أنهم يجب أن يكونوا حاصلين على تصريح رسمي من الدولة لمزاولة المهنة تماشيًا مع معايير التعليم والكفاءة الدنيوية.

 

يجب أن ترجع الكنيسة إلى كلمة الله، المرشد الوحيد الكافي “للحياة والتقوى” (بطرس الثانية 1: 3-4)

ولكن مع الأسف، فالمعاهد والكليات المسيحية كلها تقريبًا قد استسلمت للضغوط لتكون معتمدة من قِبل هيئات دنيوية. ونتيجة لذلك، صارت المقررات الدراسية عن “المشورة الرعوية” عمومًا مُفعمة بعلم النفس لكي ما تفي بالمعايير الإنسانية (معايير المذهب الانساني).

علاوة على ذلك، لا يمكن شفاء حياة محطمة منهارة عن طريق ساعة من المشورة مرة أو عدة مرات في الأسبوع. يمكن أن يتم ذلك في إطار رعاية ومحبة عائلة الله – جسد المسيح الذي يهمه خير وسعادة كل عضو فيه. ومن الضروري وجود أزواج من كبار السن الناضجين روحيًا في الرب ويمثلون نموذجًا يحتذى به، ولهم حياة القيادة الممتلئة بالروح، ويكونون مستعدين لإعطاء الوقت وبذل الجهد ليأخذوا تحت رعايتهم الأزواج والزوجات الذين قد يمرون بمشاكل مالية أو زوجية أو غيرها.

إن استعادة وإحياء المسيحية الحقيقية هي مسألة فردية، فالنهضة تبدأ من كل واحد منا. حذار أن ننتظر حتى يأتي شخص آخر ليقول أو ليفعل ما هو مطلوب، بل على كل واحد منا أمام الرب أن يتقدم بقيادة وقوة الروح القدس ليتمم هذه الخدمة التي دعانا الله لها. إن كلمة الله تلزمنا:

وَنَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ: أَنْذِرُوا الَّذِينَ بِلاَ تَرْتِيبٍ. شَجِّعُوا صِغَارَ النُّفُوسِ، أَسْنِدُوا الضُّعَفَاءَ. تَأَنَّوْا عَلَى الْجَمِيعِ.” (تسالونيكي الأولى 5: 14)

مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الرَّأْفَةِ وَإِلَهُ كُلِّ تَعْزِيَةٍ،الَّذِي يُعَزِّينَا فِي كُلِّ ضِيقَتِنَا،حَتَّى نَسْتَطِيعَ أَنْ نُعَزِّيَ الَّذِينَ هُمْ فِي كُلِّ ضِيقَةٍ بِالتَّعْزِيَةِ الَّتِي نَتَعَزَّى نَحْنُ بِهَا مِنَ اللهِ.”(كورنثوس الثانية 1: 3، 4)

اِحْمِلُوا بَعْضُكُمْ أَثْقَالَ بَعْضٍ وَهَكَذَا تَمِّمُوا نَامُوسَ الْمَسِيحِ.” (غلاطية 6: 2)

 

 

الحق الإلهي (حق الله) أمام حقائق الطبيعة

أولئك الذين ينادون بأن “كل الحقائق هي الحق الإلهي” يخلطون بين الحق ومجرد حقائق الطبيعة. ويظهر بوضوح في أقوال يسوع أن حقائق الطبيعة ليست مُدرجة ضمن الحق الإلهي: “… متى جاء ذاك، روح الحق (الذي لا يستطيع العالم أن يقبله) فهو يرشدكم إلى جميع الحق” (يوحنا 16: 13؛ 14: 17).

بما أن كل الحق (جميع الحق) لا يعلن إلا بالروح القدس “الذي لا يستطيع العالم أن يقبله”، وبما أن “الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله” (كورنثوس الأولى 2: 9 – 14) وإذا كان العلم جزء من “الحق الإلهي” إذن لكانت كل الاكتشافات العلمية لم تُكتشف إلا على يد المسيحيين ونحن نعرف أن اكتشافات علمية عظيمة قام بها علماء من غير المسيحيين.

 

وعليه، فإذا اعتبرنا أن علم النفس من العلوم (وهو غير صحيح)، فهو مع ذلك لا يمكن أن يكون جزءًا من “الحق الإلهي” الذي لا يعلنه الله إلا لخاصته (الذين يحبونه).

 

دعونا نضع ثقتنا كليةً في الله وفي كلمته، واثقين تمامًا؛ فبهذا الإيمان وحده، سنعيش الحياة الأفضل التي وعد بها الله أولئك الذين يسكن فيهم المسيح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى