Desiring Godمقالات

مساعدة أولئك الذين يصارعون مع الانتحار

تسبب ما تردد مؤخرًا عن انتحار الممثل الشهير روبن ويليامز في إحداث هزة عنيفة في جميع أنحاء العالم.

كان ويليامز رجلًا مفعمًا بطاقة جنونية، وشخصية عملاقة، وموهبة تمثيلية جبَّارة، وعبقرية كوميدية فذَّة بكل معنى الكلمة. كان باستطاعته أن يجعلنا نقع على الأرض من شدة الضحك، وبإمكانه أيضًا أن يدفعنا للبكاء بحرارة. إن العديد منَّا لديه ذكريات منذ الطفولة من أعماله.

والآن، وعلى نحوٍ مفاجئٍ، يبدو أنه قد قتل نفسه، وهو في سن الـ 63 من عمره. في الحقيقة، يُعد الوقت مبكرًا جدًّا للحديث عن هذه الفاجعة، لكن دعونا نلتزم الصمت، وفقط نبكي ونصلي من أجل عائلته.

لكن موت ويليامز أثَّر بشدة على البعض منَّا، نحن أفراد عائلة الرب يسوع، وهذا يرجع لأسباب شخصية إلى حدٍّ كبير. بالنسبة للبعض، فإن الأمر بمثابة ظلام دامس قابِض للنفس يهدد النور الضعيف والرجاء الضئيل اللذَيْنِ مازالوا يرونهما في هذا العالم، حيث إنهم يقاتلون بكل ما أوتوا من قوة لكي يظلوا واعين ومُصَدِّقين أن هذا العالم يحمل من الجمال ما يستحق العيش في استمتاعٍ به. ولكن استسلام روبن ويليامز استنزف الأمل في كونهم قادرين على مواصلة هذا القتال.

إذا كان هذا أنت، فإني أود فقط أن أقترح عليك بعض الأشياء ترشدك إلى الرجاء:

  1. اقرأ سفر الجامعة: قد يبدو هذا غريبًا لأن البعض يجد هذا السفر كئيبًا نوعًا ما، لكنني أدركت عِظَم قيمة هذا السفر في أكثر أوقات حياتي ظلمةً. سترى أثناء قراءتك له أن الكتاب المقدس يتعامل مباشرةً مع كآبة البُطْل، الذي هو محاولة إيجاد رجاء في العالم، في هذا الدهر، بمنأى عن الله. كما ستجد في سفر الجامعة أيضًا إشارات واضحة للرجاء.
  2. اقرأ، بعد ذلك، إنجيل يوحنا: هنا نجد الرجاء الحقيقي (الرب يسوع المسيح)؛ حيث إن نور العالم (الرب يسوع المسيح) يُشرِق بسطوعٍ فريدٍ داخل هذا الإنجيل، وبنوره نرى نورًا (مزمور 36: 9). عند اليأس من الحياة، نحتاج لأن نُمضي وقتًا مُكَثَّفًا في الاستماع إلى الحياة الحقَّة (الرب يسوع المسيح) (يوحنا 14: 6).
  3. ابحث في قائمة المصادر المجانية لدينا التي تقدم عونًا في التعامل مع الاكتئاب واليأس.
  4. منذ فترة، كتبتُ مقالًا عمَّا تعلمته في واحدة من العواصف الروحيةالمظلمة التي مررتُ بها، وقد يكون الرجوع إليه مفيدًا لك.

أنت لست وحدك:

إن الشيء الوحيد الذي تحتاج أن تتذكره جيدًا هو أن الظلمة الخانقة وإمكانية الدخول في تجربة اليأس هي أمور يتعرض لها البشر بوجه عام؛ فأنت لست وحدك. كما أن حوالي رُبع المزامير مكتوبة لمساعدتك. واستسلام رجلٌ واحدٌ لظلمة اليأس لا يعني على الإطلاق أن هذا هو المكان حيث سينتهي بك المطاف. إن هذا الوعد الثمين لك:

لَمْ تُصِبْكُمْ تَجْرِبَةٌ إِلاَّ بَشَرِيَّةٌ. وَلكِنَّ اللهَ أَمِينٌ، الَّذِي لاَ يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ، بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ التَّجْرِبَةِ أَيْضًا الْمَنْفَذَ، لِتَسْتَطِيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوا (1 كورنثوس 10: 13).

الصراع من أجل الأمل

أما بالنسبة للبعض الآخر من أفراد عائلة الرب يسوع، فإن انتحار روبن ويليامز يُذكِّرهم بفقدان أحباء وأعزاء غالين، انتهت حياتهم على نحو مماثل من الاستسلام الذي يتعذَّر فهمه، وأعاد بهذه الذكرى الأليمة فَتْح الجرح داخلهم، الذي لن يلتئم إلى التمام ونحن في هذا الدهر. والآن، ما لا يمكن وصفه بكلمات من مشاعر الحب والحسرة والحيرة، وربما الغضب، قد صعد إلى السطح مجددًا، تاركًا إياهم في صراع من أجل الأمل ألا يكون الانتحار هو الكلمة الأخيرة في هذه الحياة، وأن الإله (الله) الذي لم يتدخل لمنعه هو صالح، أو موجود في الأساس.

إذا كان هذا أنت، فإني أود أن أرشدك أنت أيضًا لبعض المصادر المفيدة:

  1. ليس الانتحار هو الخطية التي لا تُغتَفَر: لقد شارك جون بايبر ببعض الأفكار المُساعدة في حلقة من برنامج “اسألوا القس جون” في مايو الماضي بعنوان “الانتحار والخلاص”[1].
  2. لقد وعظ جون أيضًا في عدد من الجنازات لمؤمنين قد انتحروا، واحدة في سنة 1988[2]، والأخرى في 2007[3]، وهما مليئان بالرجاء والمساعدة بصورة خاصة.
  3. مؤتمرنا في سنة 2005 كان تركيزه الرئيسي على موضوع “الألم”[4]، وأنا أنصح بكل محاضرة فيه. ولكن هناك خدمة مؤثرة بصورة خاصة وهي خدمة مارك تالبوت بعنوان “رؤية يد الله الرحيمة في الأذى الذي يفعله الآخرون بنا”[5].

استمع للنور

شيءٌ واحدٌ لك لتتذكره هو ما قاله الأسد أسلان في رواية سيإس لويس “نارنيا” في مرة: “أنا لا أخبر أحدًا قصة إلا قصته”. هذا ما قد أجاب به الرب يسوع على بطرس عندما أراد أن يعرف خطته للرسول يوحنا “مَاذَا لَكَ؟ اتْبَعْنِي أَنْتَ!” (يوحنا21: 22). نحن لا نجرؤ على أن نتكهن كثيرًا فيما لا يمكننا رؤيته أو معرفته عن قصة إنسان أخر. يجب أن نستريح في الحق الذي يخبرنا أن ديَّان الأرض كلها يصنع عدل (تكوين18: 25). وتذكَّر أنه في يوم ما:

سَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ، لأَنَّ الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ (رؤيا 21: 4).

بالنسبة لمعظمنا، الاكتئاب هو مؤشر لما نؤمن به. دعونا لا نستمع إلى الظلمة وأكاذيبها المغرية القاتلة للرجاء، فهي تقودنا إلى ثقب أسود! استمع إلى النور وتحرك باتجاهه. فالنور سيشرق حتمًا في الظلمة للمستقيمين (مزمور 112: 4)، هذا هو وعد الله.

بقلم جون بلوم.

[1]https://www.desiringgod.org/interviews/suicide-and-salvation

[2]https://www.desiringgod.org/messages/funeral-meditation-for-a-christian-who-committed-suicide-1988

[3]https://www.desiringgod.org/messages/funeral-message-for-luke-kenneth-anderson

[4]https://www.desiringgod.org/series/2005-national-conference/messages

[5]https://www.desiringgod.org/messages/all-the-good-that-is-ours-in-christ-seeing-gods-gracious-hand-in-the-hurts-others-do-to-us

يمكنك قراءة المقال باللغة الإنجليزية من خلال هذا الرابط

https://www.desiringgod.org/articles/help-for-those-fighting-or-grieving-a-suicide

تم ترجمة هذا المقال بالتعاون مع هيئة

Desiring God

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى