نصائح للزوجات اليائسات
نعلم كلنا أن الزواج أمر صعب. نكتشف هذا في الأسبوع الثاني. ولكن هناك أنواع مختلفة من الصعوبة. هناك الصعب والمبشر بالخير، وهناك الصعب والميئوس منه. الزواج الأكثر صعوبة هو بالطبع الزواج الصعب وأطرافه متباعدون و لا يدعو كثيرًا إلى التغيير. في بعض هذه الحالات، قد لا يكون هناك خيانة صريحة أو قسوة في المعاملة أو خطايا ظاهرة يراها الأبناء. لكن يكون… مخيبًا للآمال، وفاقدًا للحيوية، ومهجورًا.
لجعل الأمر أكثر صعوبة، قد تشهد زيجات تبدو سعيدة، أو على الأقل أفضل من زواجك. فترى أزواجًا يستمتعون ببعضهم البعض. قد تتسلل الغيرة إلى قلبك في تلك الأوقات، لكن نادرًا ما تنتهي بالشماتة. بل بدلاً من ذلك، تتركك هذه التذكيرات أكثر تباعدًا عن الآخرين.
ولجعل الأمر أكثر صعوبة أيضًا، لا يحظى زواجك بالكثير من الاهتمام، بل الزيجات الفاشلة هي التي تحظى به، والتي تعاني لكن تتزايد. لكن الزيجات المُحبِطة لا تحظى بالاهتمام. اعتبري هذا تذكيرًا بأن هناك من يتذكرك بعض الشيء.
ماذا يمكنني أن أفعل؟
قد تشعرين بأنه لم ينفع أي شيء رغم أنك جربت كل شيء. ومع ذلك يظل هذا صحيحًا: يمكن لشخص واحد أن يحدث فارقًا في العلاقة.
يقول الرب: “مَنْ آمَنَ بِي، كَمَا قَالَ الْكِتَابُ، تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ” (يوحنا 38:7). بمعنى آخر، أنت خيمة ماشية على قدميها، والروح الذي يسكن فيك سيكون ماءً حيًا في مكان مقفر. هذا مؤثر جدًا في الواقع. كتب الرسول “بولس” عن زوجات غير المؤمنين اللاتي توافقن على العيش معهم. قال أن الزوجات مقدسات وأن القداسة تنتشر (1 كورنثوس 14:7). يمكن لله أن يستخدم قداستك في المسيح لتوطيد عمل المسيح في الآخرين.
لاحظي كيف يقاوم هذا الميل نحو اليأس. أحد الأسباب التي تجعلنا نفقد الأمل في الزواج هو أنه لا يوجد شيء آخر يمكننا القيام به، لذا نستسلم ونحاول بناء حياة أكثر استقلالية. لكن عندما نثق أن الروح سيستخدمنا، نصبح أكثر مرونة وإبداعًا والتزامًا.
تجنب الصمت والإحباط
فكري الآن في الميول التي برزت داخلك. هل تميلين إلى الصمت، أم إلى الكلمات المنطوية على الإحباط، أم إلى كليهما؟ الصمت ليس استراتيجية دينية. رغم أن هناك أوقاتًا نقرر فيها عدم الكلام، إلا أنه ليس حلاً طويل الأمد في أي علاقة. الحياة مع الله مليئة بالكلام، ونحن نقتدي بطرق الله في علاقاتنا اليومية.
الكلام الذي يُقال بإحباط فشله مضمون. إنه طبيعي ولكنه نادرًا ما يكون روحيًا أو نافعًا. يفرق ولا يشجع. يحتقر الآخر ولا يدعمه.
الهدف بالطبع هو الكلام الحكيم الذي سيجعلك متعلمًا مدى الحياة. إننا لن نبلغ أبدًا الدرجة التي نتقن فيها التكلم بحكمة. الحكمة هي البحث عن كنز يحتوي دائمًا على المزيد. كلما بحثنا أكثر، كلما اكتشفنا المزيد.
أساس الحكمة مخافة الرب (أمثال 10:9)، مما يعني أننا نقف مذهولين من محبته لنا وننمو لنكون سامعين متواضعين أمامه (على سبيل المثال، مزمور 7:5). وبينما نسمع، نلاحظ طرقه المميزة معنا. إنه لطيف، وصبور، وحذر في كلامه. عندما نقرأ في سفر الأمثال، نلاحظ أيضًا أن كلامه منمق ليكون هادفًا وجذابًا. إن كلامه، باختصار، كلام طيب.
حتى توبيخاته جيدة. كل كلامه يدعونا إلى الاقتراب كما يقترب هو إلينا، وينتظر استجابتنا. يتكلم إلينا، ويريدنا
أن نتكلم إليه. طريق الحكمة هو أن تستمتع بكلامه إليك وتتلذذ بالاستماع إليه. ثم تجلب هذه الثقافة إلى كل علاقاتك. علينا أن نعامل الآخرين كما عوملنا.
البحث عن الحكمة والإبداع
هذه المهمة أي التكلم بحكمة مهمة روحية بدون شك. قد تتمتعين بالعديد من القدرات الطبيعية التي تجلبيها إلى علاقاتك، لكن الحكمة شيء مختلف. إنها عطية من الروح. لذا العمل الموضوع أمامك له شقان. أولاً، ترغبين في سماع أقوال الله الحكيمة والصالحة والمُحبة لك والاستمتاع بها. ثم تطلبين منه شيئًا تحتاج إليه بشدة وهو الوحيد القادر على إعطائه لك. اطلبي كلمات لبقة ومنمقة “تُفَّاحٌ مِنْ ذَهَبٍ فِي مَصُوغٍ مِنْ فِضَّةٍ” (أمثال 11:25).
ثم تصبحين مبدعة.
“ذُهلت مؤخرًا من صلاح أقوال الله لنا وصليت كثيرًا كي أنمو في الطريقة التي أتكلم بها إلى الآخرين…”
(يريد زوجك التحدث عن شيء ما “لاحقًا”). “نعم، أنا أيضًا أجد صعوبة في التكلم عن هذه الأمور. لكنها مهمة للغاية. أيمكننا تخصيص بعض الوقت صباح السبت؟”
“ربما يجلب كلانا الكثير من والدينا في أحاديثنا. كيف رأيتني أفعل هذا؟”
“عانيت اليوم كثيرًا من (الأولاد، الشكوى، صحتى…). أيمكنك الصلاة من أجلي؟”
“كنت أفكر في أشياء أود أن أعرفها عنك. أحب أن أعرف شيئًا واحدًا استمتعت به اليوم، وشيئًا واحدًا كان صعبًا. أيمكننا أن نتبادل القصص عن يومنا؟”
عندما تعيشين علاقة محبطة، تكونين غير متأكدة من كيف تتكلمين عنها مع أصدقائك أو تطلبين الصلاة من أجلها. إليكِ طريقة لطلب الصلاة: يمكنك أن تطلبي من الآخرين الصلاة كي تكوني ماهرة في سماع كلمات الله الطيبة لك حتى يمكنك أن تنقليها للآخرين.
تعلمي من اختلافاتكما
كثيرًا ما تنشأ خيبات الأمل من الاختلافات التي توجد بينك وبين زوجك. ربما كنت في الماضي ترين نقاط التشابه بينكما، أو كيف كانت اختلافاتكما مكملة بعضها لبعض. الآن لا ترين إلا الاختلافات. فمثلاً، قد ترغبين في الحديث؛ وهو يريد تجنب النزاع. تريدين أن تشاركي في نشاط ما؛ وهو يفضل المهام والأنشطة الفردية. تتمنين أن تعرفيه ويعرفك؛ وهو يبدو أنه غير مهتم بأن يعرفك أو أن تعرفيه. كقاعدة عامة، الاختلافات تؤدي إلى الإحباط إلا إذا تفهمتي تلك الاختلافات. كلما فهمتي زوجك أكثر، كلما زاد صبرك.
مناقشة نوع الثقافة التي نعيشها في سنواتنا الأولى في البيت هي دائمًا وسيلة مفيدة لفهم الاختلافات. قد تكون أسهل من التحدث عن العلاقة الزوجية. الخطر الرئيسي يكمن في نقد أسرة الطرف الآخر.
الفئة الثانية التي عليكِ فهمها هي الطرق التي تم بها تشكيل عقليكما. الغرض هنا ليس التحدث عن الخطايا بل عن أنماط الشخصية أو القدرات الذهنية. قد يكون لديكِ نموذج أولي يمكنك تقديمه له. على سبيل المثال، ” كنت أفكر فينا وكيف نفكر، كأي زوجين، بطرق فريدة. يبدو أنك تفكر كبنّاء أو مهندس، يرى مشكلة ما ويجد حلاً لها. هذا يجعلني أتخيل أن عندما أريد أن أتكلم، يمكنك أن تعتقد بسهولة أن الأمر يخص مشكلة ما، مشكلة ليس لها حل واضح. هل هذا يبدو معقولاً؟” الفكرة الأساسية لهذا النهج هي أن زوجك لديه أسبابه لردود أفعاله التي هي أكثر من كونه خاطئًا.
خطوات صغيرة
يجد الإحباط المزمن صعوبة كبيرة في رؤية الخطوات الصغيرة المتجهة في الاتجاه الصحيح. إذا كانت تلك الخطوات تتواجد في الماضي، فإنك سرعان ما تراجعتي عنها لذا توقفتي عن البحث عنها. لكن تذكّري أن المسيح يعمل فيكِ، وعمله سيؤثر على من حولك. تذكري أيضًا أن عمل الروح قوي لكنه قد يكون خفيًا في بعض الأحيان. سنفشل في رؤية عمله عندما نتوقف عن البحث عنه. أبقِ عينيكِ مفتوحتين واضعةِ هذا في الاعتبار. ابحثي عن طريقة واحدة يعمل بها الروح فيكِ وعن طريقة واحدة يعمل بها الروح في علاقاتك. عندما ترين شيئًا فمن الجدير أن تذكريه.
هذه الأفكار ليست جديدة. لكن قد تسلط بعض الضوء على حقائق تعرفينها لكنها بهتت. بهذا المعنى، تكون جزءًا من تلك الخطوة الصغيرة من رؤية الروح يعمل بالطريقة اللطيفة التي يذكرنا بها بالأشياء الحقيقية والصالحة.
بقلم
“إد ويلش”
تم ترجمة المقال بالتعاون مع هيئة Desiring God
يمكنك قراءة المقال باللغة الإنجليزية من خلال الضغط على الرابط التالي:
https://www.desiringgod.org/articles/will-my-marriage-ever-be-more