مقالات

الخلافات الزوجية للزوجات الجدد

 

تعد الأشهر والسنوات الأولى من أي زواج تغييرًا هائلاً. يتضمن الزواج انتقال شخص على الأقل أو شخصين للانضمام كزوج وزوجة تحت سقف واحد. تغير الزوجة الشابة اسمها لتبين أنها تنتمي الآن لزوجها إذ يشكل الاثنان أسرة جديدة. يخطو كل من الزوجين إلى آفاق جديدة لم يسبق لهما دخولها من قبل! مع كل التغيرات والانتقالات لن يدهشنا الأمر عندما تنشب الصراعات أو الخلافات أو سوء الفهم.

 

إذا كنت شابة تستعد للزواج، لا تقلقي من أن الخلافات الزوجية ستفسد السنوات الأولى، ولا تفترضي أنك وزوجك لن تواجها أي عثرات أو توترات. بل بالأحرى يمكنك الاستعداد لتكوني الزوجة التي تتعامل مع الخلافات بنضوج ورحمة وسلام داخلي، مما يعني أنه يمكنك الاستعداد لتكوني زوجة مسيحية.

 

هو ليس أنتِ

السر العميق للزواج هو أن الاثنين يصبحان واحدًا ـ زوجًا وزوجة، متميزين ومختلفين، متحدين معًا في اتحاد جسد واحد، ومع ذلك، في هذا الاتحاد الجسدي، لا يذوب العقلان ليصبحا واحدًا. ستفكرين في الأمور بنفس الطريقة التي كنت تفكرين بها دائمًا، وكذلك زوجك الجديد.

 

مع مرور وقت كثير وبعد مجهودات ضخمة، ستبدآن تفكران معًا ـ ستفكرين جنبًا إلى جنب مع زوجك، وتعرفيه كيف تتطور أفكارك، وأيضًا تتفهمين وتقدرين أنه دائمًا سيفكر بطريقة مختلفة عنك، بغض النظر عن جودة التواصل بينكما. هذه إحدى نعم الزواج الكبرى: إنه ليس أنت!

 

مسرعة في الاستماع، مبطئة في التكلم

بسبب هذه الاختلافات الطبيعية والجيدة في العقلية وطريقة التفكير، الزوجة الجديدة يمكنها الاستعداد لأوقات عدم الاتفاق بالتحلي بالصبر عندما لا تقتنع برأي زوجها أو قراره. تذكري، إنه ليس أنت. قد يكون لديه أكثر من سبب وراء تفكيره وكلامه وتصرفاته وقيادته. ربما يرى جانبًا لا ترينه أنت، ربما لديه أولوية لم تضعيها في الاعتبار.

 

يقول “يعقوب”: “إِذًا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعًا فِي الاسْتِمَاعِ، مُبْطِئًا فِي التَّكَلُّمِ، مُبْطِئًا فِي الْغَضَبِ، لأَنَّ غَضَبَ الإِنْسَانِ لاَ يَصْنَعُ بِرَّ اللهِ” (يعقوب 19:1ـ20). إذا استطعت أن أقدم لك نصيحة واحدة هامة قبل الزواج فهي ستكون هذه: تمهلي واسمعي قبل أن تردي أو تتصرفي.

 

أعتقد أن الخطية التي كنت أحتاج إلى طلب المغفرة منها في الزواج هي التسرع في الحكم على طريقة زوجي غير المؤذية (أو حتى الطيبة) في التفكير أو التصرف. كنت أُخَطىء وأتحدى اختياره أو مبادرته لاعتقادي أن طريقة تفكيري كانت صائبة وعادية، وطريقته هو غير طبيعية وبالتالي خاطئة. كنت دائمًا أتفاجأ بمدى اختلافنا.

 

الآن، بعد 21 سنة من مساعدة الله لي على التمهل والاستماع، يمكنني القول إنني أشكر الله أن عقلية زوجي وطريقته في التفكير مختلفة عني. إنها هبة من الله أن أكون متزوجة من رجل تقي، يختلف عني. لا تحاولي أن تجعلي زوجك مثلك أو مثل أقرب صديقاتك. اشكري الله على الاختلافات، وكوني صبورة كلما زاد تقديرك له.

 

همسات تحرق الزواج

يقول أمثال 20:26 “بِعَدَمِ الْحَطَبِ تَنْطَفِئُ النَّارُ، وَحَيْثُ لاَ نَمَّامَ يَهْدَأُ الْخِصَامُ”. هذا الجزء الصغير من الحكمة الموحى بها من الله تشبه الشجار بالنار. وما هو وقود نار الشجار؟ النمام، أي الشخص الذي يشارك معلومات أو اسرار أو مسائل خاصة مع من لا يجب أن يعرفها.

 

ينبغي أن تدرك الزوجة الشابة، منذ البداية، أن زواجها أمانة مقدسة. ستقطع هذه القاعدة الذهبية شوطًا طويلاً في مساعدتنا على فهم ما يجب وما لا يجب أن نشاركه مع الآخرين: هل سأريد أن زوجي يشارك (….) عني؟   يخبرنا أمثال 11:31ـ12 أن قلب الزوج يثق بزوجته التقية وبالتالي لا تؤذيه بل تصنع له خيرًا كل أيام حياته.

 

في سنوات زواجنا الأولى، أدركت أن بعض النساء يريد تحويل الحديث إلى شكوى من أزواجهن ويستمتع بمشاكل الآخرين بجانب مشاكله. ويتوق البعض الآخر إلى معرفة أكثر مما ينبغي معرفته عن التفاصيل الشخصية للحياة الزوجية للآخرين.

 

ما قد لا يكون واضحًا لك هو أن المشاركة في ذلك النوع من “النميمة” الحمقاء يمكن أن يسبب خلافات في زواجك. عندما تشتكين من زوجك لصديقاتك أو تشاركين أكثر مما ينبغي من التفاصيل الحميمة لحياتكما معًا، توقعي أن احترامك لزوجك أو معاملتك له ستبدأ في ففقد بعض الكرامة والاحترام. ولا تندهشي عندما تصل الأمور التي “شكوت” منها إلى آذانه.

 

قرري الآن عدم المشاركة في هذا النوع من الحديث. كوني الزوجة التي يمكن لزوجك أن يثق بها في كل شيء. إذا كانت هناك بعض الأمور الخاصة التي تحتاجين فيها أنت وزوجك إلى مساعدة خارجية، اذهبا إلى قس تثقان به أو إلى زوجين تقيين ليعطيكما النصح والإرشاد. لكن لا تشوهي سمعة رباط الثقة المقدس الذي يربطك بزوجك بالشكوى والنميمة.

 

معارضة الخضوع

حتى عندما نتجنب الكلام المتسرع ونلتزم الحذر، وحتى عندما يحبك زوجك كما أحب المسيح الكنيسة، فإن الخلافات الشرعية ستظل تنشأ في بعض الأحيان. وعندما يحدث هذا، فإن موقف الزوجة العام غالبًا ما سيحدد إذا كانت مساهمتها مرحبًا بها للنظر فيها أم عقبة يصعب تجاوزها.

 

عندما تتقي الزوجة الله في كل جوانب حياتها، وتطلب الخير لزوجها، وتخضع له، فإن الزوج المؤمن لن يتردد في تقبل أو يشعر بالتهديد بسبب عدم اتفاقها المخلص (والمقدم باحترام) في الرأي معه. قد تندهشين من مدى اهتمامه بالتفكير في آرائك، رغم أنه غير مجبر على تنفيذها (ولا تريديه أن يكون كذلك!). بل تريدينه رجلاً يخاف الله ويسلك كما لو كان سيعطي حسابًا عن الطريقة الي قاد بها زوجته وأسرته.

 

عندما تنظر الزوجة الشابة إلى “النِّسَاءُ الْقِدِّيسَاتُ أَيْضًا الْمُتَوَكِّلاَتُ عَلَى اللهِ”، مثل “سارة ” التي كانت تخضع لـ”إبراهيم” داعية إياه سيدها، سيمكنها التمتع بسلام داخلي أثناء الخلاقات الزوجية (1 بطرس 5:3ـ6). لماذا؟ لأنه، كما يخبرنا “بطرس”، اتكالها على الله، وليس على النتيجة المرجوة أو على قدرة زوجها على اتخاذ القرار السليم. عندما تستند الزوجة على الله وتضع ثقتها فيه، يمكنها أن تثق في عمله في قلب زوجها وفيها هي أيضًا.

 

 

 

 

بقلم

“أبيجايل دودز”

 

تم ترجمة المقال بالتعاون مع هيئة      Desiring God

 

يمكنك قراءة المقال باللغة الإنجليزية من خلال الضغط على الرابط التالي:

https://www.desiringgod.org/articles/marital-conflict-for-new-wives

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى