Zehn Gadid Ministry https://zehngadid.org خدمة ذهن جديد Thu, 25 Apr 2024 10:01:46 +0000 ar hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.5.2 https://zehngadid.org/wp-content/uploads/2023/12/cropped-zg_logo-32x32.png Zehn Gadid Ministry https://zehngadid.org 32 32 النساء الصاخبات والهادئات الصورة الجميلة عند الله https://zehngadid.org/2024/04/25/%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b3%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%a7%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%87%d8%a7%d8%af%d8%a6%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ac/ https://zehngadid.org/2024/04/25/%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b3%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%a7%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%87%d8%a7%d8%af%d8%a6%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ac/#respond Thu, 25 Apr 2024 10:01:46 +0000 https://zehngadid.org/?p=1915 في يوم كأيامنا الحالية، لا يمكنك إثارة غضب شخص ما أكثر من الإشارة إلى أن النساء يجب أن تصمتن. إن وقع هذه الكلمات ـ بالنسبة للكثيرين ـ مثل حطام سيارة فهي تنعق مثل طيور من ماضٍ همجي. قد يفضل الكثيرون صوت صافرة من مسافة قريبة.

الارتداد ليس غير مبرر تمامًا. في أماكن وأوقات كثيرة، تم فرض الصمت على النساء بشكل غير لطيف وبدون مبرر ولا يمكن الدفاع عنه. النساء، اللاتي يشاركن جنس الحكمة نفسها (أمثال 1:9ـ6)، غالبًا ما تم كتم كلماتهن، وإسكات ذكائهن، ورفض مشورتهن الضرورية. عرف العالم (ولا يزال يعرف) رجالاً كثيرين على شاكلة “نابال” يعيشون بحماقة جنبًا إلى جنب “أبيجايل” التي لا يسمع لها أحد.

لكن في مرحلة ما، حتى في يوم كأيامنا هذه، نجد أنفسنا في مواجهة مع أقوال “بطرس” و”بولس”:

“بَلْ إِنْسَانَ الْقَلْبِ الْخَفِيَّ فِي الْعَدِيمَةِ الْفَسَادِ، زِينَةَ الرُّوحِ الْوَدِيعِ الْهَادِئِ، الَّذِي هُوَ قُدَّامَ اللهِ كَثِيرُ الثَّمَنِ”       

 (1 بطرس 4:3)

“لِتَتَعَلَّمِ الْمَرْأَةُ بِسُكُوتٍ فِي كُلِّ خُضُوعٍ” (1 تيموثاوس11:2)

أكتب بالطبع كإنسان، وهي حقيقة ربما تكون محبطة للبعض. لكنني أكتب كإنسان شهد لمحات من هذا الجمال الخفي وأدرك في تلك اللحظات لماذا وصفه الله بـ”كثير الثمن”. أجد نفسي صامتًا أمام هذا السكون السماوي، هذا الهدوء الخالد. أنا، باختصار، من محبي الهدوء، وأتمنى ببعض الكلمات أن أفوز بالمزيد.

تأملوا معي إذًا في فضيلة الهدوء الأنثوي المهددة بالانقراض.

هدوء معاد النظر فيه

لنفتش عن تعاليم الكتاب المقدس عن الهدوء وقد تلاحظ بعض الملامح المدهشة.

قد تلاحظ، أولاً، أنه على الرغم من التطبيقات الخاصة بالنساء في (1 بطرس 3) و(1 تيموثاوس 2)، فإن الله يوصي ويأمر بالهدوء لكلا الجنسين. في العهد القديم، على سبيل المثال، نقرأ عن “داود” الجبار الذي يهدئ قلبه ويُسكنه (مزمور 131: 2)، وعن الحكماء الذين يحثون على الهدوء كالطريق إلى الحكمة (أمثال 29: 11؛ جامعة 4: 6؛ 9: 17)، وعن كل شعب الله المتحلي بالقوة الهادئة (إشعياء 30: 15).

وبالمثل كان الرسل يوصون كل من الرجال والسيدات بالهدوء. “وَأَنْ تَحْرِصُوا عَلَى أَنْ تَكُونُوا هَادِئِينَ”، هكذا يوصي “بولس” أهل “تسالونيكي”، ثم بعدها يحرض الكسالى بالكنيسة على أن “يَشْتَغِلُوا بِهُدُوءٍ” (1 تسالونيكي 11:4؛ 2 تسالونيكي 12:3). ثم قبل وصيته “لِتَتَعَلَّمِ الْمَرْأَةُ بِسُكُوتٍ” ببضعة جمل، يقدم السبب التالي للصلاة من أجل ذوي المناصب العليا: “لِكَيْ نَقْضِيَ (رجال ونساء) حَيَاةً مُطْمَئِنَّةً هَادِئَةً فِي كُلِّ تَقْوَى وَوَقَارٍ” (1 تيموثاوس 2:2). كما هو الحال مع الخضوع، فإن كل من الرجال والسيدات مدعو إلى التزام الهدوء، حتى لو أخذت الدعوة أشكالاً مختلفة.

وبعد ذلك، ثانيًا، قد تلاحظ أن الصفات التي تزين الهدوء في الكتاب المقدس تختلف كثيرًا عن تلك التي قد يستخدمها مجتمعنا. اطلب من الكثيرين اليوم أن يذكروا الكلمات التي يربطونها بالهدوء (خاصة الهدوء النسائي)، وستحصل على انطباع المآزر الرمادية والبلوزات الفضفاضة: ضعيف، سلبي، خامل، قليل الأهمية، مهمش، مظلوم. ولكن عندما تفكر في أوصاف الكتاب المقدس، تجد زيًا مختلفًا بالفعل:

  • غير خائف (1 بطرس 6:3)
  • متوكل على الله (1 بطرس 5:3)
  • مطمئن (إشعياء 17:32ـ18)
  • كثير الثمن (1 بطرس 4:3)
  • عديم الفساد (1 بطرس 4:3)
  • قوي (إشعياء 15:30)
  • راض (جامعة 6:4)

في سكون حديقة متنامية، قد لا يسمع البعض سوى صوت الصمت المؤلم، بينما يسمع آخرون نبض حياة هادئة، مما يأتي بنا إلى الملاحظة الثالثة، وهي أقل وضوحًا من الملاحظتين الأوليين لكن على نفس القدر من الأهمية: الهدوء لا يتعلق فقط بالفم بل بالقلب.

قلب هادئ وساكن

بدون شك عندما دعا “بطرس” و”بولس” المرأة إلى أن تتعلم بسكوت وتزين نفسها بروح وديع هادئ، كان الفم هو ما يخطر على بالهما. شرح “بولس” كيف تتعلم بسكوت عندما قال: وَلكِنْ لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ، بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ (1 تيموثاوس 12:2). ويصف “بطرس” المرأة الهادئة بأنها تربح زوجًا غير مؤمن “بِدُونِ كَلِمَةٍ” (1 بطرس 1:3). إذًا هناك نتائج تترتب على الكلام: في بعض المواقف ـ مع الوعظ بالكلمة، والخضوع المتعقل للزوج ـ يؤدي الهدوء بالمرأة إلى أن تتكلم قليلاً أو لا تتكلم على الإطلاق.

ورغم ذلك يذهب الهدوء إلى مستوى أعمق من الديسيبل (وحدة قياس الصوت)، أعمق بكثير. في (1 تيموثاوس 2:2)، ليس المقصود من “حَيَاةً مُطْمَئِنَّةً هَادِئَةً” حياة صامتة، بل حياة هادئة ومنظمة، “فِي كُلِّ تَقْوَى وَوَقَارٍ” أي حياة تعزز ملكوت الله بدون صخب. وبالمثل يتكلم “بطرس” عن إِنْسَانَ الْقَلْبِ الْخَفِيَّ” و“الرُّوحِ الْوَدِيعِ الْهَادِئِ” ـ الزينة الداخلية للمرأة التي تتكل على الله وتخشاه هو فقط (1 بطرس 4:3ـ6). يتعلق الهدوء بروح المرأة أكثر من كلامها.

في الخلفية الكتابية، يصف “إشعياء” الهدوء كصوت نفس راجعة ومستندة على الله (إشعياء 15:30)، بينما يربطه “صفنيا” بقلب منسحق تحت ترنيم محبة الله (صفنيا 17:3). ثم نرى في سفر الأمثال طبيعة الهدوء بتقديم النقيض لها، إذ نسمع صوت امرأة مضطربة: امرأة حمقاء.

صخابة وجامحة

عندما يخبرنا “سليمان” أن الحماقة صَخَّابَةٌ هِيَ وَجَامِحَةٌ” (أمثال 11:7)، يرينا امرأة وقحة ليس فقط بالفم بل مختلة ومتمردة وعاصية في قلبها، ولهذا السبب الترجمة الحديثة للكتاب المقدس تترجم “بصوت عال” إلى “جامحة”. لسانها الصاخب لا يسكت بسبب روحها المفعمة بالضجيج، كلماتها الصارخة مرادفة لروحها الصاخبة. اغلق فمها، وتظل الحماقة عالية الصوت.

على النقيض مما سبق، نسمع الهدوء في صورة الحكمة، رغم إنها تتكلم وفي بعض الأحيان بصوت عالٍ (أمثال 20:1ـ21؛ 1:9ـ6). كلامها الموزون والحكيم كجداول مياه كثيرة تتدفق من قلب خائف الرب (أمثال 9: 10). تتكلم “بِأُمُورٍ شَرِيفَةٍ” لأن قلبها نبيل وشريف. وتنطق بما هو “اسْتِقَامَة”، لأن نفسها مستقيمة عند الله (أمثال 8: 6). حتى عندما تفتح فمها، تظل هادئة.

يمكننا إذًا أن نصف الهدوء بأنه شعور القلب المتصالح مع الله ومكانته في عالمه. تستند المرأة الهادئة والمتزنة على الله وتعرف أنه يعتني بها. وبعد ذلك، انطلاقًا من تلك القوة والراحة الروحية تقرر متى تصمت ومتى تتكلم.

سوف يتشكل صوتها الحالي، جزئيًا، بشخصيتها وثقافتها (ليس بالخطأ). لكن مهما كانت شخصيتها وبغض النظر عن المكان الذي تعيش به، تجتهد المرأة الهادئة أن تزين كلامها بنفس المجد اللطيف الذي يزين قلبها الخفي. وتنفث جمالاً إلهيًا من روح وديع وهادىء.

أعلى أنواع الهدوء

الحكمة لديها العديد من البنات الهادئات عبر قصص الكتاب المقدس، “النِّسَاءُ الْقِدِّيسَاتُ أَيْضًا الْمُتَوَكِّلاَتُ عَلَى اللهِ” (1 بطرس 5:3) أخرسن الخطية والشيطان من خلال جمال الحياة الهادئة. يشير “بطرس” إلى “سارة”، التي جعلها خضوعها الهادىء لـ”إبراهيم” أمًا لأمم كثيرة (1 بطرس 6:3). وإلى جانبها نذكر “راعوث” و”حنة”، “أبيجايل” و”أستير”، “أليصابات” و”مريم”، من بين الآخريات ـ نساء تكلم صمتهن بصوت أعلى من صوت الحماقة.

قم بدراسة هذه النساء، ولن تلاحظ أي شعور بالدونية، كما لو لم يكن أقل قوة من الرجال الذين بجانبهن. ربطت “راعوث” الوداعة بطلبها الجريء المقدم إلى “بوعز” وأصبحت جدة “داود” الكبرى نتيجة لذلك. خلطت “حنة” محبة هادئة لـ”أليمالك” مع حياة صلاة قوية وتحت الرعاية الإلهية هزت كلماتها السرية العالم.

“أبيجايل” ذات البصيرة الفطنة والطبيعة المتحفظة نحو أكثر الرجال حماقة، أنقذت حياته بكل هدوء واكتسبت اسمًا بين الحكماء. وبعد ذلك، بالطبع، لا يمكننا أن ننسى كيف دخل سيدنا العالم من خلال امرأة أجابت الملاك بوداعة جديرة بالثناء أكثر من وداعة “زكريا” قائلة: “هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ” (لوقا 38:1).

تكفي مثل تلك النساء لتوضيح أن الهدوء لا يعني الوقوف على هامش الحياة أو السير في العالم دون إحداث أدنى فارق. بل يعني رفض الاعتقاد بأن ضجيج تأكيد الذات هو أفضل طريقة لاتمام عمل الله. ويعني الإيمان بأن حياة هادئة تحت الرعاية الإلهية في حد ذاتها سلاح بل خطر وتهديد لمملكة الظلمة التي يسودها صخب الخطية.

جمالها الخفي

ربما سمعنا حتى الآن كلمة “هدوء” وتأملنا فقط في الجوانب السلبية: الهدوء يعني عدم التكلم أو عدم التدريس. الهدوء يعني الفقدان والخواء، الفراغ والنقصان. لم يكن من الممكن أن يصف الرسول “بطرس” الهدوء بطريقة مختلفة: الهدوء لا يعني الشيء الفارغ بل بالأحرى هو زينة: “بَلْ إِنْسَانَ الْقَلْبِ الْخَفِيَّ فِي الْعَدِيمَةِ الْفَسَادِ، زِينَةَ الرُّوحِ الْوَدِيعِ الْهَادِئِ” (1 بطرس 4:3)

عندما نسمع كلمة “هدوء”، يجب ألا نتخيل أنه عدم الكلام، بل السكون والسلام، الأمل الذي لا يعرف الخوف والجمال الذي ليس له نهاية. علينا أن نكتسي بالهدوء في أبهى وأحلى ألونه، فرغم أن قلب المرأة الهادئة مخفي عن الأنظار إلا أنه يلفت انتباه السماء. الصوت الوحيد الذي يهم في النهاية اسمه هدوء “كثير الثمن” وجميل جمالاً أبديًا.

وعندما يخفض الله يومًا ما الصوت من هذا العالم الصاخب الثائر، ستظل المرأة الهادئة باقية ولن يكون جمالها مخفيًا.

 

بقلم

“سكوت هابارد”

تم ترجمة المقال بالتعاون مع هيئة      Desiring God

يمكنك قراءة المقال باللغة الإنجليزية من خلال الضغط على الرابط التالي:

https://www.desiringgod.org/articles/loud-and-quiet-women

 

]]>
https://zehngadid.org/2024/04/25/%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b3%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%a7%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%87%d8%a7%d8%af%d8%a6%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ac/feed/ 0
أما الرجل الأمين فمن يجده؟ https://zehngadid.org/2024/04/11/%d8%a3%d9%85%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%ac%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d9%81%d9%85%d9%86-%d9%8a%d8%ac%d8%af%d9%87%d8%9f/ https://zehngadid.org/2024/04/11/%d8%a3%d9%85%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%ac%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d9%81%d9%85%d9%86-%d9%8a%d8%ac%d8%af%d9%87%d8%9f/#respond Thu, 11 Apr 2024 13:23:58 +0000 https://zehngadid.org/?p=1907

تعرفت لأول مرة على الرجل الذي أصبح حماي عندما بدأت مواعدة ابنته الجميلة التقية. كان ذلك قبل نصف حياته، وثلثي حياتي. لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً قبل أن أعرفه معرفة شخصية. كان “جلين” يتسم بنزاهة وشفافية هائلة.

سبقته سمعته، فقد كان معروفًا في كنيستنا أنه رجل يحب “الرب يسوع”، ويحب زوجته وابنتيه. كان الجميع يحبه ويحترمه كقائد.

ولكن عندما أعطتني ابنته الجميلة التقية امتياز الاقتراب منه، اكتشفت شخصيته الحقيقية: لقد فاق سمعته بكثير. والآن، بعد أربعين سنة من التجربة المباشرة يمكنني القول بكل أمانة أن احترامي لهذا الرجل قد زاد.

إذا كان يجب أن ألخص شخصية حماي في كلمة واحدة (وهي لا تفيه حقه في الواقع)، سأختار كلمة “أمين”. “جلين” رجل أمين، وأعني بهذا أنه صادق في كلمته، ويعني ايضًا أنه رجل نادر في هذا العالم الساقط.

نادر كالذهب

كان الكاتب الحكيم الموحى إليه بالروح دقيقًا حيت كتب هذه الكلمات:

“أَكْثَرُ النَّاسِ يُنَادُونَ كُلُّ وَاحِدٍ بِصَلاَحِهِ، أَمَّا الرَّجُلُ الأَمِينُ فَمَنْ يَجِدُهُ؟” (أمثال 6:20)

يشير الحكيم إلى ذلك النوع من الرجال الذي يُظهر ثباتًا تامًا بين أقواله وأفعاله، بين ما يعلن أنه يؤمن به وكيف يسلك، بين ما يعد به وما يفعله.

هكذا يريد كل رجل أن يفكر عن نفسه ـ أو على الأقل يريد الآخرين أن يفكروا عنه هكذا. لكن الحقيقة هي أن لا يتصف الكثير من الرجال بالأمانة بصورة ثابتة ودائمة.

لكن حماي هو واحد من هؤلاء الرجال الاستثنائيين. إنه كالذهب، كنز نادر الوجود. في واقع الأمر، نوع نادر من الأمانة، نوع فاق النعم والإحسانات الإلهية المتنوعة. أمانته هي نتيجة إيمانه بـ”الرب يسوع”، سيده. أمانته هي ثمرة من ثمر الروح القدس (غلاطية 22:5).

وواحدة من الفوائد الرائعة التي اكتسبتها من امتياز قربي من مثل هذا الرجل هي أن اشهد كيف تبدو هذه الثمرة بعد حياة من الأمانة.

عطية أن تكون أمرًا مسلم به

إحدى هذه الثمار هي أن حماي رجل يمكنك أن تعتبره أمرًا مسلم به. لئلا يبدو هذا مهينًا لا مدحًا، إليك ما أعني: “جلين” رجل يمكنك الوثوق به. كما شرحت في كتابي “صادق في كلامه” True to His Word:

“في الكتاب المقدس حين يوصف شخص بالأمانة فهذا لا يشير أبدًا إلى كم إيمان هذا الشخص، بل إلى مقدار الثقة التي يمكن للآخرين أن يضعوها فيه ـ إلى أي مدى يمكن للآخرين أن يثقوا به لينفذ ما وعد به. الشخص الأمين يكرم، ويعتز، ويحافظ، ويصون ثقة من وثق به” (12).

هناك عطايا قليلة يمكن للمرء أن يهبنا إياها أكثر قيمة من عطية قدرتنا على الاستفادة من إخلاصه وأمانته. قد نميل إلى القول إن المحبة أغلى، لكن في الأساس، الأمانة هي إعلان واضح عن المحبة (1 كورنثوس 7:13ـ8). إنها محبة الشخص التي تكرم، وتعتز، وتحافظ، وتصون ثقة من وضعوا ثقتهم فيه. هذه هي محبة الله، ويصف الكتاب المقدس الله أكثر من مرة بأنه يظهر “رحمة وحق” لشعبه (مزمور 10:25).

هذه هي الهدية التي أهداها حماي لزوجته، وابنتيه، وأفراد أسرته، وأصدقائه، وأعضاء كنيسته، وجيرانه، وعدد لا يُحصى من الذين عمل عندهم ومعهم خلال حياته المهنية: هدية الاستفادة من إخلاصه.

من يمكنه أن يضع سعرًا لهذا؟

ما يبنيه الرجل الأمين

يكاد يكون الأمر شاعريًا أن يقضي حماي حياته المهنية في أعمال البناء، إذ أن ما بناه بأمانته يتسم بالقوة والثبات والجمال، مثل ما كان يبنيه بيديه الماهرتين.

أرى هذا في زواجه. فمحبته الثابتة وإخلاصه لزوجته الجميلة التقية يعنيان أن لمدة 57 سنة (والعد مستمر) استطاعت “لوئيس” الاستناد على العهود التي قطعها لها “جلين” أمام الله بدون خوف من أن تنهار أرض إخلاصه من تحتها.

أرى هذا في أسرته. مثل أي أب وأي جد، فإنه يحصل على نصيبه من المضايقات ويعاني من الإهانات الناتجة عن حاجته لتعلم الثقافة الشعبية ووسائل التكنولوجيا الحديثة. لكنه يتمتع بالمحبة المغلفة بالاحترام من بناته وأزواجهم وأحفاده لأنهم كانوا جميعًا المستفيدين من محبته الثابتة وإخلاصه. كلهم يثقون به. ربما يظهر هذا بأوضح صورة عندما يأتي إليه واحد منهم ويعترف له بخطأ أو خطية ما، فإنه يفعل هذا لأنه يعرف أنه يمكن الوثوق به.

أرى هذا في الكنيسة حيث كان عضوًا أمينًا وخادمًا لأكثر من أربعين سنة. إنه لا يزال يُعرف بأنه رجل يحب “الرب يسوع” ويحب زوجته وأسرته وكنيسته محبة شديدة. ولا يزال يحظى بالاحترام كقائد، ليس فقط لما يقوم به بل لما هو عليه. ينال احترام الخدام والناس العادية لأنه يهتم بهم حقًا، ويسمع لهم، ويخدمهم، ويشجعهم، ويصلي لأجلهم ـ بمعنى آخر يبسط لهم محبته الثابتة وإخلاصه. لذا يثقون به.

أرى هذا في جيرانه، أو جيرانه السابقين، إذا صح القول. السنة الماضية، بعد ما اشتريت أنا وزوجتي البيت الذي عاش فيه “جلين” و”لوئيس” لمدة 44 سنة وانتقلنا إليه، كان علينا أن نحضر حفل وداع أقامه لهما الجيران. وإذا كان فقط بإمكانك سماع القصص! بينما كنت أسمعهم يتحدثون، أدركت أن هؤلاء الجيران أصبحوا ينظرون إلى “جلين” كقسيس الحي. لم يكن فقط يعرف الجميع، بل كان يعرفهم شخصيًا. كان يهتم بكل واحد منهم اهتمامًا خاصًا، كان يساعد من كان بحاجة للمساعدة، ويستمع إليهم، وينصحهم، ويصلي لأجلهم وسط آلامهم. حتى الآن، عندما يأتي لزيارتنا، يبدأ جيرانه السابقون في المجيء للسلام عليه. رجل يتحدث عن نفسه، أليس كذلك؟

قام حماي ببناء عدة أشياء مبهرة بيديه في حياته. لكن في تقديري ـ والأهم، في تقدير الله ـ من أكثر الأشياء إبهارًا بناها هي علاقات المحبة والثقة من خلال محبته الثابتة وإخلاصه.

إظهار الله

كبنَّاء ماهر، كان حماي يعرف أكثر من غيره مدى أهمية الأساس للبناء الذي يدعمه. لذا، ليس بالأمر الهين أن أقول إن أساس حياة “جلين” المتين، الجرانيت الذي بنى عليه كل شيء آخر في حياته، هو الله وكل مواعيد الله له في المسيح.

لكن كرجل يحب مجد الله، لن يريد “جلين” إساءة فهم هذه الاستعارة. كما يقول “جون بايبر”:

“لا تكون أساسات البيت مرئية ونادرًا ما يفكر فيها أحد في الحياة اليومية، بل تؤخذ

كأمر مسلم به. ويُفترض وجودها بصمت. لكن الله لا يريد أن يكون فقط الأساس

الضخم والصامت وغير المرئي تحت جدران … حياتنا، بل أيضًا يريد أن يكون حجر

الزاوية المرئي المزين للقمة وبهاء المجد الذي يملأ البيت كله كي يراه الجميع”.

لهذا السبب، عندما تقابلت مؤخرًا مع “جلين” لتناول الإفطار، قال لي، كما كررها لي على مدة سنوات طوال، وهذه المرة بالدموع: “أريد فقط أن أظهر الله”. هذه هي صرخة نابعة من قلب رجل استثنائي، رجل اختبر بالتجربة محبة الله الثابتة وأمانته ولا يسعه إلا أن يبسط هذا النوع من المحبة للآخرين على أمل أن يعرفوا من خلاله الينبوع الذي تنبع منه تلك المحبة.

وبالفعل، استطاع “جلين” أن يظهر الله، بالفعل والقول. لم يكن الله أساس حياة “جلين” الثابت فحسب، بل كان الله مرئيًا على كل مستوى في حياته بأكملها.

شرف العُمر

يوصينا الرسول “بولس” قائلاً: “فَأَعْطُوا الْجَمِيعَ حُقُوقَهُمُ”… وَالْخَوْفَ لِمَنْ لَهُ الْخَوْفُ. وَالإِكْرَامَ لِمَنْ لَهُ الإِكْرَامُ” (رومية 7:13). لذا فمن الصواب أن أحترم وأكرم هذا الرجل الأمين. إنه دين هائل ومفرح من الشكر والامتنان العميق.

لكن “جلين” سيحظى بنصيب أفضل من الاحترام والإكرام. سيأتي مباشرة من فم الإله الذي يحبه بشدة ويظهره بصورة جميلة. إنه نصيب يفوق الوصف من الاحترام والإكرام سيعطيه الله لكل أبنائه الأمناء، وسوف يسدد أكثر من كل الديون المستحقة على أي منا تجاه بعضنا البعض:

نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ” (متى 21:25)

بقلم

“جون بلوم”

 

تم ترجمة المقال بالتعاون مع هيئة      Desiring God

 

يمكنك قراءة المقال باللغة الإنجليزية من خلال الضغط على الرابط التالي:

https://www.desiringgod.org/articles/a-faithful-man-who-can-find

 

 

]]>
https://zehngadid.org/2024/04/11/%d8%a3%d9%85%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%ac%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d9%86-%d9%81%d9%85%d9%86-%d9%8a%d8%ac%d8%af%d9%87%d8%9f/feed/ 0
لديك الوقت لتقضيه مع الله https://zehngadid.org/2024/02/26/%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%83-%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%82%d8%aa-%d9%84%d8%aa%d9%82%d8%b6%d9%8a%d9%87-%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87/ https://zehngadid.org/2024/02/26/%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%83-%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%82%d8%aa-%d9%84%d8%aa%d9%82%d8%b6%d9%8a%d9%87-%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87/#respond Sun, 25 Feb 2024 23:37:10 +0000 https://new.zehngadid.org/?p=1751 عندما نتوقَّف لنتذكَّر أن الله موجود –أنه خلق كل ما هو كائن من العدم؛ وأنه يضبط كل شيء نعرفه، لحظة بلحظة، بكلمة فقط من فمه؛ وأنه يحكم كل حكومة على وجه الأرض؛ وأنه جاء وسط خليقته، آخذًا جسدًا، محتملًا الضعف والتجربة، وقد عانى من العداوة حتى الموت، موت الصليب، وكل هذا ليغمرنا بالرحمة، ويطهِّرنا من خطيتنا، ويضمن أبديتنا معه في الفردوس. إنه لأمر مذهل أن نتجاهله ونهمله كما نفعل، أليس كذلك؟

أليس من المدهش أن الله كان موجودًا ببساطة قبل أن يبدأ الزمن، ومع هذا نصارع أحيانًا لنجد حتى عشر دقائق نقضيها معه؟ أليس هذا محيِّرًا، ويتجاوز حدود الجنون، أننا أحيانًا نفضِّل تشتيت أنفسنا بهواتفنا عن أن نستفيد من حقنا في الوصول إلى عرش نعمة المسيح، ذلك الحق الذي يخطف الأنفاس؟ أليس هذا شيء لا يمكن تفسيره؛ كيف أننا كثيرًا ما نعيش كما لو لم يكن لدينا وقت لنجلس ونستمتع بالله؟

إنه أمر مذهل وعجيب ومحيِّر، ومع ذلك مألوف بشكل مؤلم. يعرف كل من تبع يسوع معنى أن يتشتَّت عن تبعيَّة يسوع. وهذا يعني أننا جميعًا، وكل واحد منَّا على حدة، يمكن أن نتعاطف مع مرثا القلقة.

مُشتَّتة بفعل الخوف

عندما رأت مرثا أن يسوع قد جاء إلى المدينة، رحَّبت به في بيتها حيث تعيش هي وأختها (لوقا 10: 38). عندما رأت مريم يسوع، جلست على الفور عند قدميه، وتعلَّقت بكل كلمة منه (لوقا 10: 39). يخبرنا لوقا: “وَأَمَّا مَرْثَا فَكَانَتْ مُرْتَبِكَةً فِي خِدْمَةٍ كَثِيرَةٍ” (لوقا 10: 40).

واعترافًا بفضلها، يقول الكتاب إنها لم تكن مرتبكة في خدمة قليلة، بل في خدمة كثيرة. ومن الصعب على بعضنا أن يقسوا عليها. لقد كانت تستضيف المسيَّا –المشير العجيب، الإله القدير، الأب الأبدي، رئيس السلام– وكانت هي وحدها تعد الطعام. أدركت مريم من هو يسوع، وجلست لتنصت إليه. أدركت مرثا من كان يسوع، فذهبت لتفعل كل ما باستطاعتها من أجله.

لم تكن الخدمة في حد ذاتها هي المشكلة –أو على الأقل لم تكن هي المشكلة الرئيسيَّة– خاصة في ضوء مستوى التوقُّعات الاجتماعيَّة للكرم في أيَّامها. فماذا كانت المشكلة إذن؟ كان القلق يلتهم مرثا. عندما اشتكت ليسوع من أن مريم لا تساعدها، أجاب: “مَرْثَا، مَرْثَا، أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لأَجْلِ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ” (لوقا 10: 41). لقد فتح تذمُّرها نافذة مُتَّسعة في قلبها. لم تكن المحبَّة هي ما يلهمها لتخدم؛ بل القلق. كان اضطرابها يسوقه خوف ليس في محله. كم ينطبق هذا علينا؟

وليس مجرَّد الخوف، بل مخاوف كثيرة. “مَرْثَا، مَرْثَا، أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لأَجْلِ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ”. لم يكن الأمر يتعلَّق بكرم الضيافة فحسب. كانت مرثا مُشتَّتة عن يسوع لأن عقلها كان غارقًا في هموم هذا العالم. ولأنها ما كانت لتتوقَّف وتنصت ليسوع. كانت تخسر الهدوء الذي هي في أشد الاحتياج إليه.

الحاجة إلى واحد

يعرف يسوع كيف يهدِّئ أمواج القلق الثائرة. لاحظ أنه يقول اسمها مرتين وليس مرَّة واحدة: “مَرْثَا، مَرْثَا …” بإمكانك أن تسمعه تقريبًا يبطئ في المرة الثانية. إنه يستخدم صوته، مثل المكابح، ليهدِّئ اضطراب قلبها. إنه يعرف كم هي مُشتَّتة، وكيف يتسابق عقلها بجموح من مشغوليَّة إلى أخرى، ولهذا بدأ بمساعدتها على التركيز: “مَرْثَا، مَرْثَا …”.

وتابع ليقول: “أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لأَجْلِ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ، وَلكِنَّ الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ. فَاخْتَارَتْ مَرْيَمُ النَّصِيبَ الصَّالِحَ الَّذِي لَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا” (لوقا 10: 41-42). في عبارتين قصيرتين فحسب، واجه قلقها الخاطئ –قلقنا الخاطئ– بالاحتياج، ثم مصدر السعادة، وأخيرًا الأمان والضمان.

الاحتياج

قال: “أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لأَجْلِ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ، وَلكِنَّ الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ”. بعبارة أخرى، كل ما يبدو ضاغطًا بشدَّة، خطيرًا جدًّا، ساحقًا جدًّا هو في النهاية أمر غير ضروري بجوار سماع ومعرفة يسوع. لقد كانت مخاوفها تصرخ بعكس ذلك: ماذا سنقدِّم له؟ ماذا سيكون رأيه في الطعام؟ كيف سيبدو هذا مقارنةً بالأماكن الأخرى التي ذهب إليها؟ هل لاحظ الجيران أن يسوع جاء إلى بيتنا؟ لماذا لا تساعدني مريم؟ لا نعلم بالتحديد ما هي المخاوف التي كانت تضايق مرثا، ولكننا نعلم أنها كانت كثيرة –وأن كل هَم كان يبدو جوهريًّا ومُلِحًّا. ولكن كان هناك أمر واحد فقط ضروري بحق.

قبل ولادة مرثا بمئات السنين، كان الملك داود قد تعلَّم هذا الدرس بالفعل: “وَاحِدَةً سَأَلْتُ مِنَ الرَّبِّ وَإِيَّاهَا أَلْتَمِسُ: أَنْ أَسْكُنَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي، لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى جَمَالِ الرَّبِّ، وَأَتَفَرَّسَ فِي هَيْكَلِهِ” (مزمور 27: 4). قال هذا بينما كان الأشرار يهاجمونه (الآية 2)، والجيوش تعسكر ضده (الآية 3)، والأكاذيب والتهديدات تقع مثل السهام من حوله (الآية 12). بعبارة أخرى، كان لديه كل الأسباب ليكون خائفًا، ولكن حتى في هذا الوقت، عرف الشيء الوحيد الذي ينبغي أن يفعله: أن يطلب الرب.

سيحاول إبليس أن يجعل كل شيء يبدو أكثر إلحاحًا من الجلوس لتكون مع يسوع. لكن في النهاية، هناك أمر واحد ضروري بحق. وهو ليس الحوار الصعب الذي تخشاه، أو كومة المواعيد النهائيَّة لتسليم العمل، أو مأساة بعيدة على مواقع التواصل الاجتماعي، أو الامتحان الذي تحتاج أن تنجح فيه الأسبوع المقبل، أو الدين الذي تخشى من عدم سداده. هناك أمر واحد ضروري –اليوم، وغدًا والثلاثاء القادم، وكل يوم– أن تعرف يسوع وتطيعه وتتمتَّع به.

مصدر السعادة

لكن ضرورة هذا المسعى الوحيد لا تجعل منه مسعى غير سعيد. قال يسوع: “وَلكِنَّ الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ. فَاخْتَارَتْ مَرْيَمُ النَّصِيبَ الصَّالِحَ”. بينما يبدو أن مريم تخلَّت عن مسؤوليَّاتها وتركت أختها دون أن تعيرها اهتمامًا، إلَّا أنها كانت في الواقع قد اختارت بحكمة ومحبَّة.

فلكي تختار الشيء الضروري الوحيد، قبلت مريم النصيب الصالح. لم يكن الضروري يمثِّل تضحيةً بالنسبة لها؛ لقد كان كله مكسبًا. لقد كانت تشرب من البئر الذي لن يجف أبدًا وكانت تحتفل وتأكل من مائدة فائضة بالخير، وتسبح في محيط الرجاء والسلام والفرح. ولأن محضره كان نصيبها، لم يكن نصيبها موفَّقًا فحسب، بل صالحًا. لقد عبَّر جلوسها وإنصاتها عمَّا سيقوله الرسول بولس يومًا في فيلبي 3: 8: “بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضًا خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي”.

في الوقت الراهن، كانت مارثا تشرب من بئر آخر في هذا اليوم –بئر تركها أكثر عطشًا. وبينما جلس نبع المياه الحيَّة في غرفة معيشتها، كانت تنقر هي لنفسها آبارًا، “أَبْآرًا مُشَقَّقَةً لاَ تَضْبُطُ مَاءً” (إرميا 2: 13). وهذه هي الطريقة التي يسحقنا بها الخوف الإنساني: إنه يناشد ويتوسَّلليأخذ انتباهنا، ولكنه لا يشبع أبدًا. الخوف يولِّد الخوف ويستمر في توليده. ولكن النبع الصالح –النصيب الصالح– يولِّد السلام والرضا ويطفئ ظمأنا، ويشبع اشتياقاتنا، ويعطي لأرواحنا راحة. بالنسبة لمريم ولنا، الاحتياج هو أيضًا مصدر سعادتنا.

الضمان والأمان

أخيرًا، هذا المسعى الضروري والسعيد هو أيضًا مسعى آمن بشكل عميق. “فَاخْتَارَتْ مَرْيَمُ النَّصِيبَ الصَّالِحَ الَّذِي لَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا”. لم تختر مريم بحكمة فحسب، إذ جلست عند قدميه لتقبل كلماته، بل لقد اختارت السعادة. وليس أي سعادة فحسب، بل سعادة كاملة ووافرة لا يستطيع أي شخص أو ظرف أن يسلبها منها. هل هناك أي كلمة أفضل بالنسبة لقلب يشتِّته القلق؟ الشيء الصالح الذي أعطيه لكم، لن تفقدوه أبدًا.

مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضَيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟ … وَلكِنَّنَا فِي هذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا. فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ، وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ، وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً، وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ، وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى، تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا. (رومية 8: 35، 37-39)

هل شتَّتتك هموم هذا العالم عن الجلوس عند قدمي يسوع؟ هل جعلتك مخاوفك تشعر بعدم الراحة، عدم الأمان، عدم الاستقرار؟ ما زال إله الكون يتكلَّم، الآن، في كلمته. اسمع صوته، وهو يدعوك باسمك اليوم، ويأمرك أن تأتي وتستمتع بمنهو ضروري لحياتك، الشيء الوحيد المشبع، الشيء الوحيد الآمن. لديك الوقت لتقضيه مع الله.

بقلم مارشال سيجال

تم ترجمة المقال بالتعاون مع هيئة 

Desiring God 

يمكنك قراءة المقال باللغة الإنجليزية من خلال الرابط التالي 

https://www.desiringgod.org/articles/you-have-time-to-sit-with-god

]]>
https://zehngadid.org/2024/02/26/%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%83-%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%82%d8%aa-%d9%84%d8%aa%d9%82%d8%b6%d9%8a%d9%87-%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87/feed/ 0
فرح الرب فينا: لماذا يُثمر الروح القدس فرحًا https://zehngadid.org/2024/02/26/%d9%81%d8%b1%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a8-%d9%81%d9%8a%d9%86%d8%a7-%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d9%8a%d9%8f%d8%ab%d9%85%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%88%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d8%b3-%d9%81/ https://zehngadid.org/2024/02/26/%d9%81%d8%b1%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a8-%d9%81%d9%8a%d9%86%d8%a7-%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d9%8a%d9%8f%d8%ab%d9%85%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%88%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d8%b3-%d9%81/#respond Sun, 25 Feb 2024 23:36:04 +0000 https://new.zehngadid.org/?p=1748 عندما نقرأ في العهد الجديد، فإننا نتقابل مع علاقة فريدة بين الروح القدس والفرح. سأعطيكم بعض الأمثلة. يخبرنا لوقا كيف “تَهَلَّلَ يَسُوعُ بِالرُّوحِ”في وقت معيَّن (لوقا 10: 21)، ويخبرنا بولس كيف أنَّ مسيحيِّي تسالونيكي قبلوا “الْكَلِمَةَ فِي ضِيق كَثِيرٍ، بِفَرَحِ الرُّوحِ الْقُدُسِ” (1 تسالونيكي 1: 6-7). كما يعلّمنا بولس في رسالة رومية “أَنْ لَيْسَ مَلَكُوتُ اللهِ أَكْلًا وَشُرْبًا، بَلْ هُوَ بِرٌّ وَسَلاَمٌ وَفَرَحٌ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ” (رومية 14: 17).

أُسمِّيه ارتباطًا فريدًا (ويستحق مزيدًا من التأمُّل) لأن العهد الجديد يربط بين الفرح والروح القدس بطريقة لا يستخدمها مع المشاعر الأخرى. على سبيل المثال، لا نقرأ عن الأشخاص الذين يعانون من “الحزن بالروح القدس (أو في الروح القدس)” أو “الغضب بالروح القدس (أو في الروح القدس)”، على الرغم من أنه من الواضح أن الروح يمكن أن يحزن (أفسس 4: 30) ويغضب (رومية 1: 18).

إذًا، لماذا يربط العهد الجديد الفرح بالروح القدس بشكل فريد؟ لفحص هذا السؤال، سننظر بإيجاز إلى من هو (وما هو) الروح القدس، وماذا يعني لنا أن نختبر هذا الفرح المُعطى بالروح القدس، وما الفرق الذي يحدثه في الحياة المسيحيَّة.

روح الفرح

هناك نقطتان قبل أن أخوض في المزيد. أولاً، إن الكلمات القليلة التي سأشاركها بشأن طبيعة الروح القدس هي، كما أعتقد، مفيدة بشكل أساسي لفهم الفرح الذي يثمره الروح القدس فينا. ومع ذلك، فإنني لا أمتلك المساحة الكافية هنا لأقدِّم عرضًا كاملًا لهذه الحقيقة المعقَّدة، لذلك إن كنت ترغب في استكشاف هذا الأمر بشكل أكبر، فإنَّ هذه العظة التي كتبها جون بايبر وهذه المقالة بقلم سكوت سوين هما مكانًا جيِّدًا للبدء.

ثانيًا، من المفيد أن نتذكَّر أنه بينما يصف الكتاب المقدَّس الروح القدس بأنَّه أقنوم إلهي، متمايز عن الآب والابن (يوحنا 15: 26)، فإنه يصفه أيضًا بأنه روح الآب (متى 10: 20) وروح الابن (1 بطرس 1: 11). وفي موضع واحد، يشير بولس إلى الروح القدس بالطرق الثالوثيَّة الثلاث في ثلاث آيات (رومية 8: 9-11). وعندما نتحدَّث عن فرح الروح القدس، فإننا نحتاج أن نتذكَّر وحدانيَّة الله.

الآن، دعونا نتعمَّق أكثر في طبيعة الثالوث من حيث صِلته بالفرح. نقلاً عن نصوص العهد الجديد مثل 1 يوحنا 4: 16 -“اَللهُ مَحَبَّةٌ، وَمَنْ يَثْبُتْ فِي الْمَحَبَّةِ، يَثْبُتْ فِي اللهِ وَاللهُ فِيهِ”- فهم اللاهوتيُّون، على الأقل منذ عهد أوغسطينوس، أن الروح القدس هو المحبة الحيَّة المتجسِّدة التي تتدفَّق بين الآب والابن (يوحنا 17: 26). وجون بايبر يقولها بهذه الطريقة -ولاحظ العلاقة بين محبة الله وفرح الله:

إن الله الروح القدس هو الأقنوم الإلهي الذي “ينبثق” (إلى الأبد!) من الآب والابن في محبَّتهم لبعضهم البعض. وهذهالمحبة ليست محبة “تعاطُف” وكأنهم بحاجة إلى الشفقة، بل هي محبة إعجاب، وابتهاج، وتهلُّل. إنَّها فرح. إن الروح القدس هو فرح الله في الله. من المؤكَّد أن الروح القدس مليء بكل ما هو بداخل الآب والابن، وأنه أقنوم إلهي في حدِّ ذاته. لكن هذا يعني أنه أكثر من فرح الله، وليس أقل. (“هل يمكننا شرح الثالوث؟”)

يتابع بايبر قائلًا: “هذا يعني أن الفرح في قلب الحقيقة. إن كَوْن الله محبة، يعني بعمق أن الله هو الفرح الذي في الله”. إذا كانتإحدى الأبعاد الأساسيَّة لطبيعة الروح القدس هي تجسيد “فرح الله في الله”، فهذا يساعدنا على فهم ما يجعل الفرح الذي يُثمره فينا فرحًا مميَّزًا.

فرح الله فينا

عندما نختبر فرح الروح القدس، فإننا نتذوَّق الفرح الذي هو جوهر الحقيقة المطلقة. لأننا عندما نُولد مرة أخرى بالروح القدس(يوحنا 3: 6-7)، فإننا نتلقَّى عطيَّة الروح القدس المذهلة والمشجِّعة والتي لا تصدَّق ولا تقدَّر بثمن، كما وعدنا يسوع:

“وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّيًا آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ، رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ، لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ”. (يوحنا 14: 16-17)

وعندما يسكن الروح القدس فينا، يكون الآب والابن فينا -ونحن فيهما (يوحنا 17: 20-21):

“إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كَلاَمِي، وَيُحِبُّهُ أَبِي، وَإِلَيْهِ نَأْتِي، وَعِنْدَهُ نَصْنَعُ مَنْزِلًا”. (يوحنا 14: 23)

وبالنظر إلى كل ما يقوله يسوع عن الروح القدس في يوحنا 14-16، فإننا نعلم أن الروح هو العامل الأكبر الذي قصده يسوع عندما قال:

“كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا لِكَيْ يَثْبُتَ فَرَحِي فِيكُمْ وَيُكْمَلَ فَرَحُكُمْ” (يوحنا 15: 11).

لأن الطريقة الوحيدة التي تُمكِّننا من أن نثبت في الابن (يوحنا 15: 4-5)، والطريقة الوحيدة التي يمكن أن يثبت بها الابن والآب فينا (يوحنا 14: 23)، والطريقة الوحيدة التي يمكن أن تثبت فيها كلمات الابن حقًّا فينا (يوحنا 15: 7)، والطريقة الوحيدة التي يمكن أن يثبت بها فرح الابن بالآب وفرح الآب بالابن فينا هي بواسطة المُعِين، الروح القدس، الساكن فينا.

لهذا قال يسوع إنَّ اختبارنا للروح القدس سيكون مثل امتلاك “أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ” (يوحنا 7: 38-39). إن الروح القدس هو ينبوع الفرح بالله الذي نختبره إذ نحيا “فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ” (غلاطية 2: 20).

فرح الإيمان

يقودنا هذا إلى الاختبار الفريد للفرح الذي يختبره المؤمن بقوة الروح القدس في هذا العصر. ونحن نراه في جميع أنحاء العهد الجديد، لكن بولس صوَّره بشكل جميل في رومية 15: 13:

“وَلْيَمْلأْكُمْ إِلهُ الرَّجَاءِ كُلَّ سُرُورٍ وَسَلاَمٍ فِي الإِيمَانِ، لِتَزْدَادُوا فِي الرَّجَاءِ بِقُوَّةِ الرُّوحِ الْقُدُسِ”.

يصف بولس أساس هذا الرجاء الممنوح من الروح القدس والذي يُثمر فرحًا في رومية 5:

“فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ أَيْضًا قَدْ صَارَ لَنَا الدُّخُولُ بِالإِيمَانِ، إِلَى هذِهِ النِّعْمَةِ الَّتِي نَحْنُ فِيهَا مُقِيمُونَ، وَنَفْتَخِرُ عَلَى رَجَاءِ مَجْدِ اللهِ. … وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي، لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا”. (رومية 5: 1-2، 5)

ويصف بطرس الفرح الذي لا يُنطَق به الذي يُثمر من المحبة التي نكنَّها ليسوع الذي لا نراه الآن، ولكننا نؤمن به بسبب كلمته المُعلَنة بالروح القدس:

“الَّذِي وَإِنْ لَمْ تَرَوْهُ تُحِبُّونَهُ. ذلِكَ وَإِنْ كُنْتُمْ لاَ تَرَوْنَهُ الآنَ لكِنْ تُؤْمِنُونَ بِهِ، فَتَبْتَهِجُونَ بِفَرَحٍ لاَ يُنْطَقُ بِهِ وَمَجِيدٍ، نَائِلِينَ غَايَةَ إِيمَانِكُمْ خَلاَصَ النُّفُوسِ”. (1 بطرس 1: 8-9)

هذه هي الطريقة التي يصف بها العهد الجديد الفرح الذي نستقبله من الروح القدس: أنه الرجاء في مجد نعمة الله، الذي نناله بالإيمان، فيملأنابفرح عميق بالروح القدس.

لقد رأى يسوع الآب وهو يكشف إنجيل ملكوت الله “لأولاده الصغار” بقوَّة روحه، ويملأهم بالرجاء في مجد نعمة الله تجاههم إذ يؤمنون بها، وهذا أدَّى إلى تهلُّل يسوع بالروح (لوقا 10: 21). كان الرجاء في مجد نعمة الله تجاه التلاميذ هو الذي ملأهم “مِنَ الْفَرَحِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ”، إذ آمنوا بالإنجيل (أعمال الرسل 13: 52). وكان الرجاء في مجد نعمة الله تجاه أهل تسالونيكي هو الذي ملأهم “بِفَرَحِ الرُّوحِ الْقُدُسِ” لأنهم آمنوا برسالة الإنجيل، رغم أنهم تلقُّوها “فِي ضِيق كَثِيرٍ” (1 تسالونيكي 1: 6-7).

فرح للسعي

نعلم جميعًا من خبرتنا الشخصيَّة ومن الملاحظة أن المؤمنين لا يكونون دائمًا ممتلئين بفرح الروح القدس. إن حقيقة أن العهد الجديد يلفت انتباهنا مرارًا وتكرارًا إلى حالات محدَّدة اختبر فيها المؤمنون هذا الفرح تُظهِر أن المسيحيِّين الأوائل لم يختبروا ذلك بشكل دائم أيضًا.

لكن بولس قال إن “[الفَرَح] فِي ٱلرُّوحِٱلْقُدُسِ” هو بُعد مهم لملكوت الله (رومية 14: 17). إنه شيء علينا أن نصل إليه. لأن الفرح يقع في قلب الحقيقة. وإن كان الروح القدس يسكن فينا، فإن الفرح المطلق يسكن فينا. لذا، فإن اختبار فرح الروح القدس هو اختبار فرح الحياة الأبديَّة (1 تيموثاوس 6: 19).

وليس هذا فقط، بل إنه اختبار الفرح الذي لا يقهر. لأن هذا الفرح المُعطَى بالروح القدس لا يمكن أن يُهدم بالاضطهاد (كولوسي 1: 24)، أو الضيق (رومية 5: 3-4)، أو التجارب المتنوِّعة (1 بطرس 1: 6-7)، أو الحزن (2 كورنثوس 6: 10)، أو الموت (فيلبي 1: 21). ففي الواقع، إن رجاء هذا الفرح الموضوع أمامنا هو الذي يساعدنا على تحمُّل كل أنواع الشدائد والألم والموت مثل يسوع (عبرانيِّين 12: 2). وذلك لأن فرح الله هذا هو فرح أبدي -سيصمد بعد الموت ويزداد فينا إلى الأبد (مزمور 16: 11؛ مرقس 10: 21). بالفعل، إن رجاء هذا الفرح الأبدي الممنوح لنا، والذي نتمسَّك به بالإيمان، يجعلنا “أعظم من منتصرين” على أي عقبة أمام محبَّة الله في المسيح يسوع (رومية 8: 35– 39).

“[وَلْيَمْلأنا] إِلهُ الرَّجَاءِ كُلَّ سُرُورٍ وَسَلاَمٍ فِي الإِيمَانِ، [لِنَزْدَاد] فِي الرَّجَاءِ بِقُوَّةِ الرُّوحِ الْقُدُسِ”.

بقلم جون بلوم

تم ترجمة المقال بالتعاون مع هيئة 

Desiring God 

يمكنك قراءة المقال باللغة الإنجليزية من خلال الضغط على الرابط التالي 

https://www.desiringgod.org/articles/the-joy-of-god-in-us

]]>
https://zehngadid.org/2024/02/26/%d9%81%d8%b1%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a8-%d9%81%d9%8a%d9%86%d8%a7-%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d9%8a%d9%8f%d8%ab%d9%85%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%88%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d8%b3-%d9%81/feed/ 0
أسعد عائلة على الإطلاق: كيف يمجِّد كلٌّ من الآب والابن الآخر https://zehngadid.org/2024/02/26/%d8%a3%d8%b3%d8%b9%d8%af-%d8%b9%d8%a7%d8%a6%d9%84%d8%a9-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b7%d9%84%d8%a7%d9%82-%d9%83%d9%8a%d9%81-%d9%8a%d9%85%d8%ac%d9%90%d9%91%d8%af-%d9%83%d9%84%d9%8c%d9%91/ https://zehngadid.org/2024/02/26/%d8%a3%d8%b3%d8%b9%d8%af-%d8%b9%d8%a7%d8%a6%d9%84%d8%a9-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b7%d9%84%d8%a7%d9%82-%d9%83%d9%8a%d9%81-%d9%8a%d9%85%d8%ac%d9%90%d9%91%d8%af-%d9%83%d9%84%d9%8c%d9%91/#respond Sun, 25 Feb 2024 23:34:53 +0000 https://new.zehngadid.org/?p=1744 يمكن أن تكون أسعد العائلات تنافسيَّةًجدًا. وليس فقط في لحظات اللعب والترفيه عندما نتنافس ضد بعضنا البعض في محبَّةٍ، ولكن الأكثر من ذلك في المنافسة اليوميَّة لتكريم ومباركة بعضنا البعض.

يكتب بولس للكنيسة بأكملها: “مُقَدِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فِي الْكَرَامَةِ” (رومية ١٠:١٢)، ومثل هذه الرؤية تبدأ منداخل البيت. ومع ذلك، فإن المجد والفرح لمثل هذه “المنافسة” أكبر بكثير وأكثر جوهريَّة من مجرَّد وجودهفي بيوتنا وكنائسنا. فقد نرى في التاريخ كله الآب السماوي والابن يسعيان إلى “تقديم بعضهما بعضًا في الكرامة”.

كتب دونالد ماكلويد (Donald Macleod): “الخدمة عظيمة. ويمكن للمرء أن يتسائل … ما إذا كانت الأقانيم الإلهيَّة تتنافس من أجل امتياز الخدمة” (“شخص المسيح“، 88). إنها منافسة مذهلة ومقدَّسة، تلكالتي يمكننا أن نتتبَّعها في صفحات الكتاب المقدَّس وقصة الخلق -قصة مجد الأقانيم الثلاثة التي يبتهج بها كلالذين انضمُّواإلى أعظم عائلة.

تصميم واحد عظيم – ووسيط عظيم

أن نُعجب بالتقديم الواضح من كلٍّ من الآب والابن للآخَر لا يعني التقليل من مركزيَّة الله ككل بين أقانيمه، بل بالأحرى التعمُّق فيها. لقد خلق الله العالم ليتمجَّد. وباختصار، فإن هذا هو “تصميم الله الواحد العظيم”، كما قال جوناثان إدواردز في ديسمبر 1744، في عِظة بعنوان “الاقتراب من نهاية تصميم الله العظيم”. ولكن إلى أيِّ مدى يمكننا أن نقول أكثر من هذا؟ يقول إدواردز المزيد.

فهو يتحدَّث أيضًا عن “وسيط الله الوحيد”، قائلاً: “إن الوسيط الوحيد الذي يُمجِّد الله نفسه من خلاله في كل شيء هو يسوع المسيح، الله المتجسِّد”. يقول إدواردز:

“[خَلَق الله العالم] لكي يقدِّم لابنه عروسًا،في مجدٍ كامل،من بين البشر الخطاة البائسين، مبارِكًا كل من يخضع لإرادته، وهازمًا كل أعدائه الذين يقاومونها، وهكذا يمجِّد نفسه من خلال يسوع المسيح، الله المتجسِّد”.

إنمركزيَّة الله ككل بين أقانيمه لا تتعارض مع مركزيَّة المسيح. ففي الواقع، لا يمكننا الحصول على إحداهما دون الأخرى.فأحدهما هو التصميم العظيم، والآخرهو الوسيط العظيم. إن الله يمجِّد نفسه من خلال ابنه.

يحثنا إدواردز أن نعود إلى كلمة الله لنرى إن كانت هذه الديناميكيَّة موجودة هناك، ولكي نشاهد بسرور أبينا الآب مع ربنا يسوع وهما يتنافسان، كما لو أنهما يسعيان في تقديم بعضهما بعضًا في الكرامة.

لكي يكرم الآب الابن

تأمَّل أولًا تلك السمة غير المتوقَّعة لمجد الابن في السطور الافتتاحيَّة الرائعة لرسالة العبرانيِّين. “كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ، الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيْءٍ” (عبرانيين 1: 2). وفقط بعد توثيق هذا التعيين، يضيف كاتب رسالة العبرانيين: “الَّذِي بِهِ أَيْضًا عَمِلَ الْعَالَمِينَ”. قبل الخلق، عيَّن الآب ابنه وارثًا لكل شيء. ثم خلق الآب كل شيء به وله. ويؤيِّد بولس ذلك في كولوسي 1: 16: “الْكُلُّ بِهِ [بالابن] وَلَهُ قَدْ خُلِقَ”.

بعبارة أخرى، خلق الآب العالم ليعطيه لابنه. فالآب يحب ابنه (يوحنا 3: 35؛ 5: 20) -محبة مطلقة جدًّا وواسعة جدًّا وعميقة جدًّا وغزيرة لدرجة أنَّه فاض ليخلق عالمًا له. لقد صنع الآب الكون، ورتَّب التاريخ كلهليمجِّد ابنه، وليُظهر بهجته ومحبَّته اللامتناهية لابنه. وهذا لا يُنقِص من مجد الآب، إن جاز التعبير، بل يزيده من خلال تمجيد ابنه. وبينما يبحث الآب عن مجده في الخليقة، فإنه يفعل ذلك في ابنه ومن خلال تكريم وتمجيد ابنه.

لذلك، في ملء الزمان، أرسل الآب ابنه في الطبيعة والجسد البشريَّين، بشكل مرئي ومسموع -كإنسان كامل، دون أن يتوقَّف عن كونه الله- ليأتي إلى هذا الميراث المعيَّن العظيم.

الابن يمجِّد الآب

عاش يسوع، الله المتجسِّد، حياته البشريَّة في تكريسٍ تامٍّ لأبيه. لقد أعلنت الملائكة “الْمَجْدُ للهِ” عند ولادة يسوع (لوقا 2: 14)، حيث برز مجد الآب في حياة وخدمة الابن. وفي “حالة الاتِّضاع” التي كان فيها الابن من المزود إلى الصليب، لم يمجِّد المسيح يسوع، الإنسان، نفسه (يوحنا 8: 54؛ عبرانيين 5: 5)، ولكن كلماته وأفعاله وتأثير حياته البشريَّة وغايتها كانوا في خضوعٍ كامل وبهيج لإرادة ومجد أبيه. كما يقول فييوحنا 8: 49: “لكِنِّي أُكْرِمُ أَبِي”.

فالابن يحب أبيه (يوحنا 14: 31)، وقد عاش كإنسان، وسار نحو الصليب، مدفوعًا بمسرَّته العظيمة بأبيه وبمحبَّته له. كما أَمَرَ تلاميذه بأن يعيشوا ويثمروا حتى يتمجَّد أبيه (متى 5: 16؛ يوحنا 15: 8)، وعلَّمهم أن يصلُّوا من أجل تقديس اسم أبيه (متى 6: 9؛ لوقا 11: 2). وفي الليلة التي سبقت موته، لخَّص يسوع عمل حياته في صلاته قائلاً: “أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ” (يوحنا 17: 4). وعندما رأى أن “ساعته” قد جاءت أخيرًا، صلَّى يسوع قائلًا: “أَيُّهَا الآبُ مَجِّدِ اسْمَكَ” (يوحنا 12: 28).

ومع اقتراب الابن من الصليب، نتعجَّب إذ نرى كلا المجدين -مجد الآب ومجد الابن- يظهران في المقدِّمة، دون منافسة، ومع ذلك في سعيٍ لإبرازبعضهما البعض. والمثير للدهشة أن ارتفاع الابن، مجيئه إلى مجده كالله المتجسِّد، لا يبدأ فقط عند قيامته، بل حتى في الخزي والرعب من كونه “مرفوعًا” على الصليب (يوحنا 3: 14؛ 8: 28؛ 12: 32). عندما رأى يسوع أن ساعته قد جاءت، وأنه سيتخطَّى الآن “حالة اتِّضاعه”، ويدخل إلى المجد (لوقا 24: 26)، من خلال عمله الأخير العظيم بأن يضع نفسه (فيلبي 2: 8)، قال:

“الآنَ تَمَجَّدَ ابْنُ الإِنْسَانِ وَتَمَجَّدَ اللهُ فِيهِ”. (يوحنا 13: 31)

ولم يستمر الابن المتجسِّد فقط في تمجيد أبيه، كما فعل منذ وجوده في بيت لحم، ولكنه الآن يفعل ذلك بمقياس جديد –وكذلك سوف يمجِّد الآب ابنه. يعلِّق د. أ. كارسون (D.A. Carson) قائلًا: “تتشابك أعمال الآب والابن، لذلك يمكننا النظر إلى المهمَّة بأكملها بطريقة أخرى… يمكن للمرء أن يعكس الترتيب”(يوحنا، 482). إنَّهما يمجِّدان بعضهما البعض.

الآب يمجِّد الابن

في أعظم منعطف في التاريخ، بدأ الصليب بكل خزيه وعاره الذي لا يوصف في رفع الابن المتجسِّد. فهنا في الجلجثة، يبدأ تمجيد الابن، الذي ينتظره الآب، في التحقُّق، ذلك التمجيد الذي تكلَّم عنه الابن وصلَّى من أجله. لقد مجَّد الآب ابنه في حياته الممسوحة وخدمته (يوحنا 8: 54؛ 11: 4)، ولكن الآن يأتي مجده بشكل حاسم وكامل على الصليب، وفي قيامته مرة أخرى (يوحنا 7: 39؛ 12: 16، 23). وسوف تعلن عظة بطرس في يوم الخمسين أن الله “مَجَّدَ فَتَاهُ يَسُوعَ … الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ مِنَ الأَمْوَاتِ” (أعمال الرسل 3: 13، 15). أو كما كتب بطرس لاحقًا، رابطًا بين قيامة الابن وتمجيده، “اللهِ … أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَأَعْطَاهُ مَجْدًا” (1بطرس 1: 21).

إذًا، قيامة المسيح -ومعها صعوده وجلوسه على العرش في السماء- تبشِّر بعهدٍ جديد، عهد الكنيسة والروح القدس الذي نعيش فيه. فإنْ ظَهَر أن الآبيقدِّم الابن في الكرامة أمام الخليقة، فقد حاول الابن أن يقدِّم الآب في حياته الأرضيَّة، وفي التاريخ،أبرز الآب مجد ابنه في الصليب الرهيب والقيامة المنتصرة، فإننا الآن -كأبناء الله الفرحين وكإخوة المسيح– نبتهج لأن أبينا وابنه يسعون أكثر من أجل امتياز تمجيد بعضهما بعضًا.

مُمَجَّدان معًا الآن

يمتلئ العهد الجديد بمجد الله ومجد المسيح، إذ يرى القدِّيسون ما يسمِّيه إدواردز “التصميم العظيم” و”الوسيط العظيم” يظهران أمام أعيننا. إن المجد الذي نراه في المسيح، الكلمة الأبدي المتجسِّد، لا يستثني الآب، بل هو “مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ” (يوحنا 1: 14). تقول 2 كورنثوس 1: 20 إنَّ كل وعود الله تجد “النعم” في يسوع -“لأَنْ مَهْمَا كَانَتْ مَوَاعِيدُ اللهِ فَهُوَ فِيهِ «النَّعَمْ» وَفِيهِ «الآمِينُ»، لِمَجْدِ اللهِ، بِوَاسِطَتِنَا”. إن ثمر البر الذي نحمله في حياتنا يأتي من خلال الابن ونقدِّمه إلى الآب، “مَمْلُوئِينَ مِنْ ثَمَرِ الْبِرِّ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لِمَجْدِ اللهِ وَحَمْدِهِ” (فيلبي 1: 11).

تقول 1بطرس 4: 11 إننا نخدم “مِنْ قُوَّةٍ يَمْنَحُهَا اللهُ، لِكَيْ يَتَمَجَّدَ اللهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ”.ففي آلامنا في الزمان الحاضر نتطلَّع إلى إله كل نعمة، الذي دعانا إلى “مَجْدِهِ الأَبَدِيِّ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ” (1بطرس 5: 10). وفي التمجيد العظيم الذي نجده في الرسالة إلى العبرانيين، نحن نتطلَّع إلى الآب “الَّذِي أَقَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ رَاعِيَ الْخِرَافِ الْعَظِيمَ، رَبَّنَا يَسُوعَ” ليعمل فينا ما يحسن في عينيه “بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي لَهُ الْمَجْدُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ”(عبرانيين 13: 20-21).

ولعل الأفضل هو المذكور في فيلبي 2: 9-11: “لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ”، دون غيرة أو تحفُّظ. هذه عطيَّة مذهلة –إنها واحدة من الحقائق العظيمة التي لا بد أنَّها كانت في ذهن الآب عندما عيَّن ابنه ليكون “وارثًا لكل شيء”، وهو الآن مسرور بتحقيقها. ولئلَّا نشعر بالقلق من أن التنافس المقدَّس قد تجاوز الحد عندما نعلم أنَّه “تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ”، أضاف بولس عبارة أخيرة تسحرنا جميعًا في هذه العائلة السعيدة: “لِمَجْدِ اللهِ الآبِ”.

مُمَجَّدان في النهاية

الآن، بينما يجلس المسيح على عرشه في السماء، فإن الآب يضع كل شيء تحت قدميه، وعندما يتم عمل الفداء العظيم هذا (رؤيا 21: 6)، فحينئذٍ “الابْنُ نَفْسُهُ أَيْضًا سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ” (1كورنثوس 15: 27-28). فهل في النهاية سيصبح الآب هو آخر مُتَلَقِّي للمجد، إذسيتفوَّق عليه الابن أخيرًا في إظهار الكرامة؟ يشجِّعنا ماكلويد على “ألَّا نتغاضى عن مدى تعقيد الوضع” (88).

هنا، وبالتحديد مع نهاية المشهد، يُلاحظ ماكلويدكيف يبدو أن الآب والابن “يتنافسان مع بعضهما البعض من أجل امتياز الخدمة”. وبينما نجتهد للنظر في المستقبل، نجد أعماقًا وأبعادًا للمجد الإلهي الذي يجب أن نحرص على عدم التقليل منه. فمن ناحية، تخبرنا رسالة يهوذا 24-25 أن الآب سيوقفنا​​أمامه،بينمافي أفسس 5: 27، يُحضِر المسيح الكنيسة لنفسه. وهكذا أيضًا، ليس فقط أنَّ الابنسيقدِّم الملكوت للآب (1 كورنثوس 15)، بل سيقدِّم الآب العروس لابنه (رؤيا 21: 2، 9). يقول ماكلويد: “إن فكرة تسليم الآب العروس إلى المسيح هي فكرة حاسمة مثل فكرة تسليم الابن المُلك للآب” (88).

لقد أدَّت هذه التوكيدات المزدوجة على مدى ألفي عام إلى أن تعترف الكنيسة مع المسيح، وبرهبة، بذلك السر المبارك: “أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ” (يوحنا 10: 30).

مجد كافٍ للجميع

يا له من شيءٍ عظيم أن نرى أن أبينا، وأخينا البكر، لا يحتفظ كل واحد منهم بالمجد لنفسه. فليس هناك ندرة في المجد عند الأقانيم الإلهية ليتم تخزينه وتكديسه. إن الأقانيم الإلهية لا يتنافسون على المجد، لكنهم يتنافسون لإظهار الكرامة لبعضهم بعضًا. يعلن دان أورتلوند (Dane Ortlund): “يتذبذب العهد الجديد كثيرًا بين الابن والآب كالهدف الأول للتمجيد، بحيث يصبح من غير المعقول تصوُّر أقنومًا واحدًا من الثالوث يتم تمجيده دون الأقنومين الآخرين”.

كإلهٍ، يسعى إلهنا حقًّا بكل برٍّ ومحبة إلى مجده، لكن لا ينبغي أن نفكِّر في مجده على أنه شيء يخشى أن يعطيه فينضب، أو أن الله بخيل فيه. نعم، لا يعطي الله مجده لآخر، حتى مع كونه “أَبُو الْمَجْدِ” (أفسس 1: 17)، ويسوع هو “رَبَّ الْمَجْدِ” (1كورنثوس 2: 8؛ يعقوب 2: 1) -وكذلك الروح القدس هو “رُوحَ الْمَجْدِ”(1 بطرس 4: 14)– فإنهم يتنافسون، مقدِّمين بعضهم بعضًا في الكرامة.

لقد صنعت مثل هذه “المنافسة” أسعد عائلة على الإطلاق.

بقلم / ديفيد ماتيس

تم ترجمة هذا المقال بالتعاون مع هيئة

Desiring God

يمكنك قراءة المقال باللغة الإنجليزية من خلال هذا الرابط التالي

https://www.desiringgod.org/articles/the-happiest-family-of-all

]]>
https://zehngadid.org/2024/02/26/%d8%a3%d8%b3%d8%b9%d8%af-%d8%b9%d8%a7%d8%a6%d9%84%d8%a9-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b7%d9%84%d8%a7%d9%82-%d9%83%d9%8a%d9%81-%d9%8a%d9%85%d8%ac%d9%90%d9%91%d8%af-%d9%83%d9%84%d9%8c%d9%91/feed/ 0
خطاياك الخفية تؤذي الآخرين أيضًا https://zehngadid.org/2024/02/26/%d8%ae%d8%b7%d8%a7%d9%8a%d8%a7%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%81%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d8%a4%d8%b0%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a2%d8%ae%d8%b1%d9%8a%d9%86-%d8%a3%d9%8a%d8%b6%d9%8b%d8%a7/ https://zehngadid.org/2024/02/26/%d8%ae%d8%b7%d8%a7%d9%8a%d8%a7%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%81%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d8%a4%d8%b0%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a2%d8%ae%d8%b1%d9%8a%d9%86-%d8%a3%d9%8a%d8%b6%d9%8b%d8%a7/#respond Sun, 25 Feb 2024 23:33:26 +0000 https://new.zehngadid.org/?p=1740 لقد كان جي سي رايل محقًا حين لاحظ أن الخطية “لا تُعلن لنا عن نفسها أبدًا ولا تكشف عن نواياها.. لا تقول لك أبدًا أنا عدوك المُميت، وأريد تدميرك للأبد في جهنم (القداسة، ص9)، لكنها تُظهر لنا المتعة بينما تخفي الألم، تُظهر بريقها وتُخفي الموت “لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ..” (رومية 6: 23).

لكن ليس هذا هو كل ما تفشل الخطية أن تعلنه في لحظة السقوط، لكنها أيضًا لا تكشف عن خططها لأذية الآخرين، لا يمكن بأي حال أن تقدم نفسها لك هكذا “أنا العدو المميت لك ولكل شخص تعرفه، أريد هلاكك وهلاكهم في جهنم، سأستخدم خطاياك وخطاياهم لتنفيذ خططي!”.

واحدة من أكثر الأكاذيب غدرًا، يمكن أن نصدقها عن الخطية–خاصة عندما نعتبر الخطية خاصة أو خفية- هو أننا نحن فقط سنحصد تبعاتها، أو حتى ربما لن يُضرّْ أحدًا، نادرًا ما نفكر أن خطايانا حتمًا ستؤثر على الآخرين بطريقة أو بأخرى.

الخطية لا تستمر بمفردها!

حتى عندما نخطيء (في الخفاء) ولا يرانا أحد، السماء ترى. وخطيتنا لا تستمر بمفردها، لكن ترافقنا وتنتقل معنا من الخفاء إلى علاقاتنا بالآخرين، نحن أعضاء في المجتمع حتى وإن كنا نرتكب الخطية بمفردنا، يساعدنا في فهم ذلك ما يشير إليه هيرمان بافيك في الخطية الأولى لوالدينا الأولين.

لم يخطئ آدم وحواء كأفراد أو أشخاص عاديين، بل أخطئا أيضًا كزوج وزوجة، كأب وأم؛ كانا يعبثان بمصيرهما ومصير عائلتهما ومصير الجنس البشري بأكمله (العائلة المسيحية، ص10).

من المؤكد أن خطايانا لا تحمل نفس عواقب ممثل البشرية الأول آدم،خطيته كانت أصلية، وخطايانا مشتَّقة منها، لكننا في الحقيقة مثل آدم، لا نخطئ أبدًا كبشر معزولين–كأفراد- نحن لا نعبث بمصيرنا بمنأى عن الآخرين تمامًا، كلٌ منا يخطئ كإنسان مرتبط بالأشخاص الآخرين، ونخطيء بقدر مايخطئون هم أيضًا، كالآباء والأمهات، والبنات والأبناء، والجيران وزملاء العمل والمواطنين، وأيضًا كأعضاء جسد المسيح إذا كنا مؤمنين.

الإيحاء بأن بعض الخطايا تؤثر علينا فقط، هي فكرة يحاول بها إبليس أن يجردنا منضرورة محاربة الخطايا الخاصة الخفية مثل: للقلق، نيران الحسد غير الظاهر للآخرين، الولائامالخفية من المواد الإباحية..يخدعنا بأن مثل هذه الخطايا ستبقى محجورًا عليها بداخلنا، لأن كل شخص يستلقي على فراشه- لن يشاركه أحد أفكاره.

بهذه الطريقة يكون الشيطان كالعنكبوت الماكر، يغزل شبكة من الخيوط الخفية لتلتصق بهؤلاء الذين لا ننوي أذيتهم أبدًا، يخفي إبليس عنا عاقبة الخطية، كيف تجعلنا عاجزين عن تقديم المساعدة لصديق، وكيف نصبح غير مبالين تجاه أطفالنا لأن الخوف من شخصٍ ما يستحوذ على انتباهنا، وكيف تظل الصور الشهوانية عالقة في رؤوسنا، كل هذا يعيقنا عن المحبة الأخوية في المسيح. لن يجرؤ الشيطان أبدًا على تذكيرنا بالآثار الجانبية الرهيبة للخطية، مثلالتشتيت والنفور وقساوة القلب، التي تسمِّم جميعها محبتنا لله وأعمالنا الصالحة تجاه أحبائنا.

الحماقة المُعديّة

بصفتي واحدٌ من الأشخاص الذين ارتكبوا خطايا لا حصر لها، أفترض أننا جميعًا نعرف أن هذا هو الحال بناءً على التجربة. لكن هل نرى هذا المبدأ في الكتاب المقدس؟ كل قصة تلو الأخرى تُظهر أن خطية الفرد لم تبقى فردية، كما نستخلص ذلك من حكمة سفر الأمثال.

“اَلابْنُ الْحَكِيمُ يَسُرُّ أَبَاهُ، وَالابْنُ الْجَاهِلُ حُزْنُ أُمِّهِ” (أمثال 10: 1)، الرجل الجاهل ليس جاهلًا لنفسه وحده، بل هو ابن أحمق لأمه. عندما خان يهوذا الرب-وهو رجل شرير- لم يفعل ذلك فقط كيهوذا بذاته، ولكن أيضًا كـ “ابن سمعان” (يوحنا 13: 2 ، 26).

فكر أيضًا في هذا المثل في سفر الأمثال: “حَافِظُ التَّعْلِيمِ هُوَ فِي طَرِيقِ الْحَيَاةِ، وَرَافِضُ التَّأْدِيبِ ضَالٌّ” (أمثال 10: 1). الأب، الأم، الابنة، الابن الذي يرفض التوبيخ الإلهي لا يضل نفسه فحسب، بل  يسحب الآخرين معه مثل تيار قوي، الشخص صلب الرقبة لا يؤذينفسهفقط.

وبالمثل، فإن الزوجة والأم الحمقاء لا تفسد علاقتها بالمسيح فحسب، بل تقضي على بيتها كله معها”حِكْمَةُ الْمَرْأَةِ تَبْنِي بَيْتَهَا، وَالْحَمَاقَةُ تَهْدِمُهُ بِيَدِهَا”(أمثال 14: 1)، عندما نزرع بذورًا للجسد، فإننا نحصد الفساد ليس فقط لأنفسنا ولكن لجميع نواحي الحياة حولنا، السُّم الذي في داخلنا يخرج ليؤذي معظم أحبائنا.

هل الخطية التي تقترفها، ضدك أنت فقط؟!

إذا كانت خطايانا لها عواقب وخيمة لكنها خفية عن الآخرين، فلماذا يتوب داود عن خطاياه الجسيمة والصريحة (الزنا والقتل) ضد أوريَّا كما فعل في المزمور الحادي والخمسون؟

“إِلَيْكَ وَحْدَكَ أَخْطَأْتُ، وَالشَّرَّ قُدَّامَ عَيْنَيْكَ صَنَعْتُ، لِكَيْ تَتَبَرَّرَ فِي أَقْوَالِكَ، وَتَزْكُوَ فِي قَضَائِكَ”(مزمور 51: 4).

هل أخطأ داود في حق الله فقط؟! هل كان يقصد حقًا أن تُغنِّي عائلة أوريَّا تلك القصائد الموجودة في كتاب ترانيم شعب إسرائيل، عندما يقول”إِلَيْكَ وَحْدَكَ أَخْطَأْتُ، وَالشَّرَّ قُدَّامَ عَيْنَيْكَ صَنَعْتُ”  كما لو كان أوريا حبيبه المخلص المؤمن لم يتعرض للخيانة الشديدة ثم القتل؟!

ما قصده داود هو أنه أخطأ ضد الله وحده مقارنةً بالآخرين، لم تكن له تلك النظرة التي تضع الخطأ ضد الإنسان فوق الخطأ ضد الله،هذههي العقيدة الحديثة للعالم اليوم: “إن أخطأت فقد فعلت ذلك ضد الإنسان، وعلى الإنسان وحده”. أما داود فكان يعلم جيدًا أن يديه ملطختان بدم أوريَّا”نَجِّنِي مِنَ الدِّمَاءِ يَا اَللهُ”(مزمور 14: 51). ولكنه اعتبر حتى هذه الخيانة العظمى(ضد أوريَّا) هي أيضًا ضدخالقه.

عرِفأن خطيته كانت ضد الله بالدرجة الأولى، لكنه أيضًا أخذ في الإعتبار تلكالسلسة من العواقب لهذه الخطية، لأنه عندما أخطأ فعل ذلك كزوج، كأب، وكابن ليسى، كأخ ورفيق في الحرب لأوريَّا، كملك إسرائيل، كرجل سيؤثر على العديد من الأبناء والبنات والأزواج والزوجات، والمواطنين والأرواح لفترة طويلة بعد رحيله عن هذا العالم، كانت خطيته ضد الله وحده، لكن عواقب تلك الخطية لم تؤثر عليه وحده.

لن تجني ثمار طاعتك وحدك

غالبًا ما نكتشف بعد فوات الأوان أن آثار الخطية أكثر تدميرًا بكثير، وأن السيطرة عليها أصعب كثيرًا مما نتخيلعند بداية السقوط فيها،وهذا يقودنا إلى التناقض المذهل.

سيخفي عنا الشيطان تأثير خطيتنا الهائل على الآخرين، لكنه سيُخفي أيضًا التأثير الخطير لما نعتبره في كثير من الأحيان أفعالًا خفية مشتركة بيننا جميعًاكالإيمان والحب والطاعة، فهو يُريدنا أن نعتقد بأن الخطية والقداسة كلاهما أمور غير مهمة، وكلاهما يتلاشى كالضباب إلى أمور مبهمة. لا شيء أقوىمن الحقيقة الملموسة.

هل رأيت ذلك يحدث، في هذه الحِكم من سفر الأمثال؟

“حَافِظُ التَّعْلِيمِ هُوَ فِي طَرِيقِ الْحَيَاةِ، وَرَافِضُ التَّأْدِيبِ ضَالٌّ” (أمثال 10: 1)

“حِكْمَةُ الْمَرْأَةِ تَبْنِي بَيْتَهَا، وَالْحَمَاقَةُ تَهْدِمُهُ بِيَدِهَا”(أمثال 14: 1)

الرجل الحكيم ليس حكيمًا لنفسه فقط، لكنه الابن الحكيم الذي يجعل الأب سعيدًا، ولا تستطيع المرأة الحكيمة أن تستفيد بعطية الحكمة لنفسها فقط، لكنها تبني بيتها كله على مخافة الرب ومحبته وطاعته، يشهد سفر الأمثال والقصص الكثيرة في الكتاب المقدس بذلك”حَافِظُ التَّعْلِيمِ هُوَ فِي طَرِيقِ الْحَيَاةِ، وَرَافِضُ التَّأْدِيبِ ضَالٌّ” (أمثال 10: 1).

إنها بركة لا تُحصى تلك التي تتدفق للآخرين من منبع علاقتنا غير الظاهرة مع المسيح! حينها يصير الإنسان التقي، الذي يتأمل بقلبه وعقله في كلمة الله كشجرة معطاءة للآخرين” كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِيَاهِ، الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ، وَوَرَقُهَا لاَ يَذْبُلُ. وَكُلُّ مَا يَصْنَعُهُ يَنْجَحُ. (مزمور1: 3).

السماء فقط يمكنها أن توضح لنا بالتفصيل كيف يمكننا إحداث تحول، وكيف يؤثر أسلوبنا في الصلاة إلى الله على آلاف المواقف والأشخاص الذين يجب علينا متابعتهم، تغير طفيف لمنعطف الدفة يغير مسار السفن الكبيرة. عندما نعتزّ بالمسيح أكثر من ملذات الخطية، ونؤمن بوعوده رغم أكاذيب الشيطان، نغمر كل ما هو حولنا بأمواج من البركة، الخطية التي نفعلها في الخفاء مثل الأعمال الصالحة التي نفعلها أيضًا في الخفاء“لا يمكن أن تبقى مستترة”(1 تيموثاوس 5: 25).

بقلم/  جريج مورس

تم ترجمة هذا المقال بالتعاون مع هيئة
Desiring God

يمكنك قراءة المقال باللغة الإنجليزية من هذا اللينك

https://www.desiringgod.org/articles/secret-sins-will-harm-others

]]>
https://zehngadid.org/2024/02/26/%d8%ae%d8%b7%d8%a7%d9%8a%d8%a7%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%81%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d8%a4%d8%b0%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a2%d8%ae%d8%b1%d9%8a%d9%86-%d8%a3%d9%8a%d8%b6%d9%8b%d8%a7/feed/ 0
قد يكون الضعف هو أعظم نقاط قوَّتك https://zehngadid.org/2024/02/26/%d9%82%d8%af-%d9%8a%d9%83%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b6%d8%b9%d9%81-%d9%87%d9%88-%d8%a3%d8%b9%d8%b8%d9%85-%d9%86%d9%82%d8%a7%d8%b7-%d9%82%d9%88%d9%8e%d9%91%d8%aa%d9%83/ https://zehngadid.org/2024/02/26/%d9%82%d8%af-%d9%8a%d9%83%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b6%d8%b9%d9%81-%d9%87%d9%88-%d8%a3%d8%b9%d8%b8%d9%85-%d9%86%d9%82%d8%a7%d8%b7-%d9%82%d9%88%d9%8e%d9%91%d8%aa%d9%83/#respond Sun, 25 Feb 2024 23:32:33 +0000 https://new.zehngadid.org/?p=1736 ما مقدار جودة استثمارك لنقاط الضعف التي أُعطيت لك؟

ربما لم يسبق أن سألك أحد هذا السؤال من قبل. وربما يبدو غير منطقي. على أي حال، يستثمر الناس الممتلكات لكي يزيدوا من قيمتها. لكنهم لا يستثمرون العوائق، بل يحاولون أن يمحوا أو يقلِّلوا أو حتى يخفوا العوائق. من السهل علينا أن نرى نقاط قوَّتنا كممتلكات أو أصول نستثمرها. ولكن معظمنا يعتبرون نقاط ضعفنا بالطبيعة وكأنها عوائق –عيوب ينبغي الوصول بها إلى الحد الأدنى أو تغطيتها.

ولكن الله، في عنايته، يمنحنا نقاط ضعفنا تمامًا كما يمنحنا نقاط قوَّتنا. في تدبير الله، حيث أكثر عائد استثمار يقدِّره هو “ٱلْإِيمَانُ ٱلْعَامِلُ بِٱلْمَحَبَّةِ” (غلاطية 5: 6)، تصبح نقاط الضعف ممتلكات –بل ويمكننا حتى أن نسمِّيها وزنات– ينبغي أن نكون وكلاء عليها، لكي تُستثمر. وقد لا تكون أكثر ممتلكاتك التي أعطاها لك الله من حيث القيمة لكي تكون وكيلًا عليها هي نقاط القوَّة، بل نقطة ضعف معيَّنة.

ولكن إن كنَّا سنقدِّر نقاط الضعف كممتلكات، نحتاج أن نرى بوضوح أين يعلِّم الكتاب المُقدَّس بهذا. يمدنا الرسول بولس بأوضح مفهوم لاهوتي يخص قيمة الضعف التي لا تُقدَّر بثمن. لقد وجدت أن 1 كورنثوس 1: 18-2: 16، وكل الرسالة الثانية إلى أهل كورنثوس، مفيدة بشكل هائل في فهم الدور الذي لا يُعوَّض الذي يلعبه الضعف في تقوية إيمان وشهادة المسيحيِّين كأفراد، والكنائس ككل.

المفارقة الكامنة في قوَّة الضعف

يظهر أشهر تصريح قاله بولس بشأن القوة الروحيَّة للضعف والتي تمثِّل مفارقة في 2 كورنثوس 12. إذ يخبرنا عن اختباره المثير بأنه “اخْتُطِفَ إِلَى الْفِرْدَوْسِ”، حيث تلقَّى إعلانات غامرة تفوق الوصف (2 كورنثوس 12: 1-4). ولكن نتيجة لهذا،

وَلِئَلاَّ أَرْتَفِعَ بِفَرْطِ الإِعْلاَنَاتِ، أُعْطِيتُ شَوْكَةً فِي الْجَسَدِ، مَلاَكَ الشَّيْطَانِ لِيَلْطِمَنِي، لِئَلاَّ أَرْتَفِعَ. مِنْ جِهَةِ هذَا تَضَرَّعْتُ إِلَى الرَّبِّ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنْ يُفَارِقَنِي. فَقَالَ لِي: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ». فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ. لِذلِكَ أُسَرُّ بِالضَّعَفَاتِ وَالشَّتَائِمِ وَالضَّرُورَاتِ وَالاضْطِهَادَاتِ وَالضِّيقَاتِ لأَجْلِ الْمَسِيحِ. لأَنِّي حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌّ. (2 كورنثوس 12: 7-10)

في هذه العبارات القليلة، يعيد بولس صياغة الأسلوب الذي يجب على المسيحيِّين أن يروا به الضعفات بالكامل، حتى تلك شديدة الإيلام والتي قد يبدو أنها تعوق دعوتنا، والتي تسعى قوى الظلام إلى استغلالها. ما قد يبدو لنا لأول وهلة أنه عائق مكلِّف يتبيَّن أنه ميزة قَيِّمة مُعطاة من الله.

الضعف والخطيَّة

قبل أن نتوغَّل في دراستنا، نحتاج أن نوضِّح أن بولس لم يشمل الخطيَّة في وصفه للضعف هنا. الكلمة اليونانيَّة التي يستخدمها بولس هي “أسثينيا” (astheneia)، وهي أكثر كلمة شائعة تعني “ضعف” في العهد الجديد. يشرح جي. آي. باكر، في دراسته المفيدة لرسالة كورنثوس الثانية، “الضعف هو الطريق” (Weakness Is the Way)، كلمة “أسثينيا” على هذا النحو:

 الفكرة من البداية للنهاية هي فكرة عدم الكفاية أو عدم الأهليَّة. إننا نتكلَّم عن ضعف جسدي [يشمل المرض والعجز] … الضعف الفكري … الضعف الشخصي … موقف ضعيف عندما يفتقر المرء إلى الموارد المطلوبة ولا يقدر أن يحرِّك الأوضاع إلى الأمام أو يؤثِّر على الأحداث بالشكل المرغوب … الضعف في العلاقات عندما يفشل الأشخاص الذين يُفترض بهم أن يقودوا أو يرشدوا في القيام بدورهم –آباء ضعفاء، رعاة ضعفاء، وهكذا. (13-14)

ولكن عندما يتحدَّث بولس عن الخطيَّة، نرى أن بذهنه ما يفوق الكفاية والأهليَّة. الكلمة اليونانيَّة المترجمة “خطيَّة” التي عادة ما يستخدمها هي “همارتيا” (hamartia)، والتي تشير إلى شيء يجلب الذنب على المرء أمام الله. تحدث الـ “همارتيا” عندما نفكِّر، أو نتصرَّف، أو نشعر بطرق تتعدَّى الحدود، بما ينهى عنه الله.

رغم أن بولس كان يعي أن الـ “همارتيا” يمكن أن تؤدِّي إلى “أسثينيا” (1 كورنثوس 11: 27-30) والـ “أسثينيا” يمكن أن تؤدِّي إلى “همارتيا” (متى 26: 41)، فإنه، وبشكل واضح، لم يعتقد أن “الضعف” مرادف “للخطيَّة”. لأنه وبخ من تفاخروا بأن خطاياهم أظهرت قوَّة وعظمة نعمة الله (رومية 6: 1-2). لكنه افتخر “بسرور” بضعفاته لأنها تظهر قوَّة وعظمة نعمة الله (2 كورنثوس 12: 9).

في الخطيَّة، نتحوَّل عن الله إلى الأوثان، وهو ما يهين الله، ويدمِّر الإيمان، ويشوِّه صورة الله في عيون الآخرين. ولكن الضعف يميل إلى زيادة اعتمادنا الواعي على الله، وهو ما يمجِّده، ويقوِّي إيماننا، ويعلن قدرته بطرق لا تقدر قوَّتنا أن تفعلها البتَّة.

وهذه هي القيمة المفاجئة لضعفاتنا: أنها تعلن قوَّة الله فينا بطرق لا تفعلها نقاط قوَّتنا. وهذا ما كان يسوع يقصده عندما قال لبولس: “قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ” (2 كورنثوس 12: 9) – “تُكمل” يعني تُنجز بالكامل أو تتم. نقاط ضعفنا هي أمور لا غنى عنها لأن الله يعلن كمال قدرته من خلالها.

أصول متنكِّرة في صورة عوائق

عند هذه النقطة، قد تفكِّر: “أيًّا كانت شوكة بولس، فنقطة ضعفي ليست مثلها”. هذا صحيح. هذا ما نظنه جميعًا.

لدي نقطة ضعف تشبه الشوكة، ويعرفها فقط أقرب المُقرَّبين إليَّ. إذا شاركتك بها، فقد تتفاجأ. إنها تلازمني يوميًّا بينما أسعى لتنفيذ مسؤوليَّاتي تجاه عائلتي ودعوتي وخدمتي. وهي تجعل تقريبًا كل شيء أصعب وعادة ما تدفعني حتى أشعر بالحنق. وهي ليست ضعفًا رومانسيًّا، وقطعًا ليست أمرًا بطوليًّا. إنها تذلني بطرق محرجة، وليست نبيلة. وأكثر ما يؤلمني، هو أنني أقدر أن أرى كيف تجعل حياة من أعيش وأعمل معهم أصعب من نواحٍ معيَّنة. وكثيرًا ما بدت لي عائقًا. وقد تضرَّعت إلى الرب، بدموع، حتى يزيلها أو يمنحني مزيدًا من القوَّة حتى أتغلَّب عليها. ولكنها ما زالت موجودة.

رأى بولس كذلك، في البداية، أن ضعفه عائقًا محزنًا وتضرَّع بشكل متكرِّر حتى يتخلَّص منه. ولكن ما أن فهم مقاصد المسيح منه، حتى رآه بنور جديد تمامًا: ملكيَّة لا تُقدَّر بثمن متنكِّرة في صورة عائق. وافتخر بأعماق معرفة الله وحكمته ونعمته كليَّة القدرة.

لقد كنت أبطأ من بولس في أن أتعلَّم أن أرى شوكتي كشيء ثمين أمتلكه (وللأمانة، لا زلت أتعلَّم هذا). ولكنني أرى على الأقل بعض النواحي التي قوَّاني فيها هذا الضعف. فقد أجبرني على أن أعيش يوميًّا بإيمان يعتمد على نعمة الله. كما زاد امتناني من أجل من وضعهم الله من حولي ممَّن لديهم نقاط قوَّة في النواحي التي أنا ضعيف فيها. وإذ أنا منزعج من ضعفي، أميل بالأكثر إلى أن أتعامل بلطف وصبر مع من يصارعون مع نقاط ضعف تختلف عن نقطة ضعفي (العبرانيِّين 5: 2). وأستطيع أن أرى الآن أنها قد زيَّنت الكثير ممَّا كتبت على مدى السنين، بأفكار ثاقبة معيَّنة، أشك في أنها كان من الممكن أن ترد على ذهني بطريقة أخرى. بعبارة أخرى، أرى طرقًا أعلن بها الله عن قوَّته بشكل أكمل من خلال ضعفي المحيِّر.

حقيقة أننا لا نعرف ماذا كانت شوكة بولس هو دليل على حكمة الله. لأننا إذا عرفنا، لكان من المحتمل أن نقارن نقاط ضعفنا بنقطة ضعفه ونستنتج أن نقاط ضعفنا ليس لها مثل هذه القيمة الروحيَّة. وكنَّا سنصبح مخطئين عندئذ.

وكلاء على وزنات مدهشة

قال بولس إن ضعفه، شوكته التي “فِي الْجَسَدِ”، قد “أُعْطِيت” له (2 كورنثوس 12: 7). ومن الذي أعطاها؟ أيًّا كان الدور الذي لعبه إبليس، في ذهن بولس كان إبليس شخصًا ثانويًّا. لقد قبل بولس هذا الضعف، وكذلك “الشَّتَائِمِ وَالضَّرُورَاتِ وَالاضْطِهَادَاتِ وَالضِّيقَاتِ” (2 كورنثوس 12: 10)، كأملاك مُعطاة له من ربه. وكـ “وُكَلاَء سَرَائِرِ اللهِ” (1 كورنثوس 4: 1)، اعتبر نقاط ضعفه جزءًا حاسمًا من ملف الأصول الذي ائتمنه سيِّده عليه. وهكذا، صمَّم على استثمارها جيِّدًا لكي ما يرى سيِّده أكبر عائد ممكن.

إن كنت تعرف المَثَل الذي قاله يسوع عن الوزنات جيِّدًا (متى 25: 14-30)، فقد تدرك أنني أعتمد على التصوير الموجود به. لقد أعطى يسوع لكل واحد منَّا “وزنات” مختلفة لنكون وكلاء عليها، أصول لها قيمة هائلة في الملكوت، “كُل وَاحِدٍ عَلَى قَدْرِ طَاقَتِهِ” (متى 25: 15). وهو يتوقَّع أن نستثمرها بصورة جيِّدة بينما ننتظر عودته.

بعض هذه الوزنات عبارة عن نقاط قوَّة وقدرات منحها لنا ربنا. ولكن بعضها عبارة عن نقاط ضعف، أوجه قصورنا ومحدوديتنا، والتي منحها لنا هي أيضًا. وقد منحنا نقاط الضعف تلك ليس فقط ليزيد فينا كنز الاتضاع الذي لا يُقدَّر بثمن والذي يمكننا أن نشاركه مع غيرنا (2 كورنثوس 12: 7)، بل وكذلك لنزيد قوَّتنا في أهم جوانب كياننا: الإيمان والمحبة (2 كورنثوس 12: 10).

لكن نقاط ضعفنا لا تُمنح لنا كأفراد فحسب؛ بل إنها معطاة للكنيسة أيضًا. وأوجه قصورنا بقدر قدراتنا، هي أمور حاسمة في تصميم المسيح ليجهِّز جسده بحيث يعمل بشكل سليم و “يُحَصِّلُ نُمُوَّ الْجَسَدِ لِبُنْيَانِهِ فِي الْمَحَبَّةِ” (أفسس 4: 16). تجعلنا نقاط ضعفنا نعتمد على بعضنا بعضًا بطرق لا تحقِّقها نقاط قوَّتنا (1 كورنثوس 12: 21-26). وهو ما يعني أنها مُعطاة للكنيسة لنفس السبب التي أُعطيت لأجله لنا كأفراد: بحيث تنمو الكنيسة وتصبح قويَّة في الإيمان (1 كورنثوس 2: 3-5) والمحبَّة (1 كورنثوس 13) –وهما سمتان تعلنان بشكل فريد حقيقة يسوع وقدرته للعالم (يوحنا 13: 35).

لا تدفن نقاط ضعفك

يومًا ما، عندما يعود سيِّدنا، سوف يطلب منَّا أن نعطي حسابًا عن الوزنات التي ائتمننا عليها. بعض هذه الوزنات ستكون نقاط ضعفنا. ونحن لا نريد أن نقول له إننا قد دفنَّاها. فقد يتَّضح أن أكثر الوزنات قيمة في ملف استثمارنا هو ضعفنا.

وإذإنه “يُسْأَلُ فِي الْوُكَلاَءِ لِكَيْ يُوجَدَ الإِنْسَانُ أَمِينًا” (1 كورنثوس 4: 2)، فسيكون من الحكمة أن نمتحن مقدار أمانتنا في إدارة وزنات ضعفنا. إذن، إلى أي مدى أنت جيِّد في استثمار نقاط الضعف التي أُعطيت لك؟

بقلم جون بلوم

تم ترجمة هذا المقال بالتعاون مه هيئة 

Desiring God

يمكنك قراءة المقال باللغة الإنجليزية من خلال الرابط التالي 

https://www.desiringgod.org/articles/weakness-may-be-your-greatest-strength

]]>
https://zehngadid.org/2024/02/26/%d9%82%d8%af-%d9%8a%d9%83%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b6%d8%b9%d9%81-%d9%87%d9%88-%d8%a3%d8%b9%d8%b8%d9%85-%d9%86%d9%82%d8%a7%d8%b7-%d9%82%d9%88%d9%8e%d9%91%d8%aa%d9%83/feed/ 0
يمكنك أن تتمهَّل: ابدأ اليوم بصوت الله https://zehngadid.org/2024/02/26/%d9%8a%d9%85%d9%83%d9%86%d9%83-%d8%a3%d9%86-%d8%aa%d8%aa%d9%85%d9%87%d9%8e%d9%91%d9%84-%d8%a7%d8%a8%d8%af%d8%a3-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%a8%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87/ https://zehngadid.org/2024/02/26/%d9%8a%d9%85%d9%83%d9%86%d9%83-%d8%a3%d9%86-%d8%aa%d8%aa%d9%85%d9%87%d9%8e%d9%91%d9%84-%d8%a7%d8%a8%d8%af%d8%a3-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%a8%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87/#respond Sun, 25 Feb 2024 23:31:05 +0000 https://new.zehngadid.org/?p=1733 الإذن بالتمهُّل –ربما يكون هذا ما تتألَّم من أجله مرَّة أخرى. ربما تكون قد تذوَّقته لأسابيع قليلة، وربما شهور، عندما ضربت جائحة كورونا العالم، بينما تم إلغاء الحدث تلو الآخر. ولكن الآن، مع حقن اللقاحات في أذرعنا، والاندفاع الجماعي للعودة إلى الحياة الطبيعيَّة (بقدر ما يمكن)، أصبحت تشعر بالحاجة مرة أخرى إلى أن تسير الحياة بشكل أبطأ من السرعة التي يبدو أن العالم الحديث يسمح بها.

لست وحدك، وقد تكون هذه الحالة مفهومة بقدر كبير.

عصر التسارع

بحسب توماس فريدمان (Thomas Friedman)، الكاتب بجريدة نيويورك تايمز، نحن نعيش في “عصر التسارع“، لقد أصبح عالمنا يسير بخطوات سريعة بصورة متزايدة من خلال تطوُّر التكنولوجيا الرهيب والعوامل المصاحبة له. وكتب يقول إن الآن “وتيرة التكنولوجيا والتغيُّر العلمي تفوق السرعة التي يمكن للناس والمجتمعات عادة أن يتكيَّفوا معها” (Thank You for Being Late, 39). يدعي فريدمان أننا “نعبر بواحدة من أكبر المنعطفات في التاريخ” (3) –ربما لا يضاهيها شيء في الـ 500 عام الأخيرة.

لقد وصلنا إلى “نقطة تحوُّل جوهريَّة في التاريخ” (4)، وربما تكون قد شعرت بآثار ذلك، كما شعرت أنا أيضًا. يبدو أنَّ قوائم الواجبات الضروريَّة تكبر بشكل أسرع من الوقت المتاح لدينا. نحن نُسرع في الصباح. ونُسرع على الطريق. ونُسرع في العمل. ونُسرع بين الاجتماعات، وفي الاجتماعات، وفي أثناء تناول الوجبات. ونُسرع لإعداد العشاء، ونُسرع لنأكل، ونسرع لتنظيف الأطفال، ولتوصيلهم للمدارس، ثم نعيدهم إلى البيت، ونذهب إلى الفراش. ثم نُسرع لفعل المزيد في المساء وفي عطلات نهاية الأسبوع أكثر من الوقت المتاح لدينا في الواقع. ثم نُسرع إلى الفراش، ونحصل على قدر قليل جدًّا من النوم. ونبدأ كل هذا من جديد في اليوم التالي.

والأكثر أهميَّة ممَّا تفعله السرعة الدائمة لحياتنا العمليَّة، وحياتنا الأسريَّة، وعلاقاتنا، وصحَّتنا العاطفية، هو ما تفعله لأرواحنا. أطلق دالاس ويلارد(Dallas Willard) (1935-2013) صافرة الإنذار قرب نهاية حياته: “الإسراع هو العدو الكبير للحياة الروحيَّة في أيامنا”.

ابحث عن اتِّزانك أولًا

سوف نتناول تحدِّي العيش في مجتمع تتزايد سرعة خطواته، والعثور على طرق معتدلة لإبطاء حياتنا لتصل إلى السرعة البشريَّة الواقعيَّة على الكثير من المحاور. تُقدِّم كتب بأكملها، مثل كتاب جون مارك كومر “إزالة الإسراع بلا شفقة” (Ruthless Elimination of Hurry)، العديد من الأفكار والاستراتيجيات. ولكنني أود أن أركِّز هنا على فكرة واحدة فقط، ولكنها قد تكون على نفس القدر من الأهميَّة، إن لم يكن أكثر، من أي واحدة غيرها:

ابدأ اليوم بسرعة كلمة الله.

سرعة من؟ صوت من؟

في “عصر التسارع” الذي نعيش فيه، تُغمر حياتنا بالكلمات. كلمات على الشاشات، كلمات نسمعها في سماعات الأذن، كلمات مكتوبة في مقالات وكتب إلكترونيَّة، كلمات نسمعها من البودكاست والراديو، وكلمات نسمعها من أفواه أفراد عائلاتنا، زملائنا في السكن، جيراننا، زملائنا في العمل. والسؤال ليس هو هل توجد أصوات في رأسك؟ ولكن أصوات مَن – وأيها يقود اليوم في تشكيل رغبات واتجاهات أرواحنا وحياتنا؟

عندما نبدأ اليوم بصوت الله في الكتاب المُقدَّس، نحن نرحِّب بحقه، ومفاهيمه، وذهنه، ومشيئته، وقلبه، لتوجِّهنا وتُشكِّل حياتنا. نحن نبذل مجهودًا لنرى العالم من خلال كلمات الله، بدلًا من رؤية الله من خلال كلمات العالم. من دون قبول كلمات الله بالقدر الكافي، وبإعطائه الأولويَّة التي تليق به، سوف نتبع حتمًا “دهر هذا العالم” (أفسس 2: 2) وسنشاكل “هذَا الدَّهْرَ” (رومية 12: 2). ومع الوقت ستسود علينا أنماط العالم وصوته وسرعته.

لذا فواحدة من الطرق المهمَّة في مقاومة تيَّار العالم هي أن تبدأ اليوم بصوت الله.

تحرَّك بحسب سرعة كلمة الله

يُعَدُّ المجيء إلى الله أولًا أمرًا خطيرًا، ولكن كذلك السرعة التي نتحرَّك بها ما أن نأتي. هذا الاندفاع -الذي تتَّسم به الحياة العصريَّة الآن- في دخولنا وخروجنا في أثناء قراءتنا لكلمة الله، ستستفيد منه أرواحنا ولكن بقدر قليل عن تلك الإفادة التي سنحصل عليها عندما نترك إيقاع كلمات الله يضبط سرعتنا.

ولكن كيف يمكننا فعل هذا؟ كيف يمكننا أن نترك الله نفسه يضبط السرعة؟ فكِّر في (1) تصميم الكتب القديمة، ولا سيَّما الكتاب المُقدَّس، (2) وكيف ينبغي أن نقرأها، (3) والتأثير الذي يمكن أن تتركه القراءة علينا.

تصميم النصوص القديمة

على عكس الكثير من كتبنا اليوم، ومحتوى الإنترنت، لم تُكتب النصوص القديمة بسرعة، ولا كُتبت لتُقرأ بسرعة. لقد صُمِّمت لتُقرأ ببطء، وليستمتع بها قارئها ويعيد قراءتها ويتأمَّل فيها. فعلى أي حال، كان يلزم نسخها باليد. لذلك كانت الكلمات المنشورة ثمينة. لم يُقصد لها أن تُقرأ مرة واحدة، بل مرارًا وتكرارًا. والكتاب المُقدَّس المسيحي، من بين كل النصوص، القديمة والجديدة، يكافئ إعادة القراءة، والقراءة البطيئة.

علاوة على هذا، هذه كلمات الله. وإذ كُتب بواسطة أنبيائه ورسله، يختلف النص الكتابي جوهريًّا عن أي نص آخر كتبه البشر فحسب، ويستحق منَّا نهجًا مميَّزًا –ممَّا يعني، على الأقل، القراءة دون اندفاع. الكتاب المُقدَّس هو الكتاب الذي تنفَّسه الله (2 تيموثاوس 3: 16)، لكي نستنشقه نحن بينما نلتقط أنفاسنا.

عندما “نبطئ” ونتأمَّل ونحفظ وندرس الكتاب المُقدَّس بمُعدَّل غير متسرِّع، بل وبتروِّي، فنحن لا نتناوله بطريقة غريبة وغير متوقَّعة. لقد قصد الله لكلمته أن تُقرأ ببطء، وأن نتأمَّل فيها وألَّا نسرع في قراءتها.

دعوة للإدراك –والاختبار

كذلك سنحتاج أن نبطئ، عن سرعتنا الطبيعية في قراءة الأخبار والنصوص المعاصرة، بحيث يمكننا أن ندرك ما لدى الكاتب القديم ليقوله، متكلِّمًا نيابةً عن الله. لقد كُتبت الأسفار المقدَّسة قبلنا بقرون، بل وآلاف السنين –في أماكن وأوقات تختلف عن أماكننا وزمننا. وليس هذا فحسب، لكن الكتاب المُقدَّس هو كتاب إلهي في محتواه. كتب بطرس يقول إنه ما من نبوَّة كتابيَّة “بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللهِ الْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ” (2 بطرس 1: 21).

كما لم يُصمَّم الكتاب المُقدَّس ذاته لنتعامل معه بشكل مختلف فحسب –بشكل أبطأ وبصورة متكرِّرة– عن كلماتنا المنشورة اليوم، بل ونحتاج نحن أيضًا البشر والعصريِّين، إلى مزيد من العناية، والسرعة المقصودة لنتمكَّن من فهم معنى الكلمات –ولنختبر الحق. تتطلَّب قراءة الكتاب المُقدَّس، والتأمُّل فيه بالذات، استجابة على المستوى العاطفي.

لهذا السبب، تُعتبر القراءة السريعة وقراءة الكتاب المُقدَّس أمرين غير متوافقين. عندما تكون لدينا أسئلة (كما يحدث كثيرًا) عن معنى كلمة أو عبارة أو جملة في السياق، لا نستمر فحسب لننتهي من القراءة، ونضع علامة على إتمام الواجب، ونسترسل في التقدُّم. بل نحتاج إلى هامش من الوقت لنتوقَّف ونتأمَّل. نحتاج أن نعطي لأنفسنا وقتًا ومساحة لطرح الأسئلة بشأن الأمور التي تعوقنا عن الفهم، ثم نبحث عن إجاباتها.

ابحث عن أن تشبع وتُطعم لا أن تعرف مجرَّد معلومة

أخيرًا، هناك جانب آخر بشأن عدم فهم نص الكتاب المُقدَّس فحسب، بل واختباره، يمكننا أن نصفه تحت عنوان “اسعَ لكي تشبع، لا لتحصل على مجرَّد معلومة”.

في التأمُّل والشركة مع الله، يتكلَّم جاك دافيز (Jack Davis) عن “تعامل أكثر تأمُّلًا وتمهُّلًا مع الكتاب المُقدَّس” في زمننا (20). بحسب دافيز، فإن طبيعة الحياة العصريَّة، و”التحميل الزائد بالمعلومات” الذي نُحمَّل به من خلال التلفاز، والهواتف الذكيَّة، والوسائط التي لا تنتهي “يجعلان القراءة البطيئة، غير المتسرِّعة، والتأمُّليَّة للكتاب المُقدَّس أمرًا أكثر حيويَّة من أي وقت مضى” (22).

التروِّي لا يعني الخمول. قد تكون القراءة الجيِّدة متأنية، وممتعة، بينما في نفس الوقت حريصة ونشطة. في الواقع، الجانبان وجهان لعملة واحدة. فالخطوة غير المتسرِّعة تمنح مساحة للملاحظة والتأمُّل بعناية، في حين أن القراءة النشيطة تتطلَّب بطئًا معيَّنًا.

بمرور الوقت، إذ نتوصَّل إلى معرفة أنفسنا، نتعلَّم نوعيَّة أفضل نمط وطريقة تساعدنا على إطعام نفوسنا، بحيث لا تزوِّد عقولنا فقط بالمعلومات –النمط الذييساعدنا على التقاط أنفاسنا عاطفيًّا والعثور على اتِّزاننا الروحي في اليوم الآتي– وكيف نجمع طعام نفوسنا اليومي. كثيرًا ما يبدو الذهن وكأنه يعمل أسرع من القلب. قد تُحفِّز السرعة الأكبر الذهن، في حين تعطي السرعة الأبطأ مساحة لإشباع النفس.

الوقوف ضد التيار

اسأل نفسك، ما مقدار سرعة وقت عبادتي؟ هل تعطي أولويَّة للوقت اليومي (ثبت أن الصباح الباكر هو أفضل وقت بالنسبة لمعظم الناس) للتأمُّل في الكتاب المُقدَّس والصلاة دون تسرُّع؟ وهل تعلَّمت أن تتحرَّك بسرعة النص، أم هل تشعر بالضغط لتقوم بعبادتك بنمط الحياة العصريَّة؟

في عالمنا، عالم السرعة والتسارع، ماالفائدة التي تعود على النفس المسيحيَّة، وعلى محبتنا للآخرين، عندما نتعلَّم أن نقاومتيَّار العالم، وأنماط سرعته، من خلال التقاطنا أنفاسنا باستنشاقنا أنفاس الله، وزفيرنا له بالصلاة؟

قد تكون هذه واحدة من أكثر الأمور التي نفعلها والتي تسير عكس تيار الثقافة: اذهب إلى الفراش من دون شاشة في يدك، واستيقظ باكرًا، وامسك بالكتاب المُقدَّس الورقي، وضع هاتفك جانبًا، واترك صوت الله في الكتاب المُقدَّس يملأ ذهنك وقلبك بسرعته هو، وليس بحسب سرعة العالم.

لقد أعطاك الله الإذن لأن تتمهَّل.

بقلم ديفيد ماتيس

تم ترجمة المقال بالتعاون مع هيئة 

Desiring God

يمكنك قراءة المقال باللغة الإنجليزية من خلال الضغط على الرابط التالي 

https://www.desiringgod.org/articles/you-have-permission-to-slow-down

]]>
https://zehngadid.org/2024/02/26/%d9%8a%d9%85%d9%83%d9%86%d9%83-%d8%a3%d9%86-%d8%aa%d8%aa%d9%85%d9%87%d9%8e%d9%91%d9%84-%d8%a7%d8%a8%d8%af%d8%a3-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%a8%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87/feed/ 0
وثنية القلوب https://zehngadid.org/2024/02/26/%d9%88%d8%ab%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%84%d9%88%d8%a8/ https://zehngadid.org/2024/02/26/%d9%88%d8%ab%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%84%d9%88%d8%a8/#respond Sun, 25 Feb 2024 23:30:04 +0000 https://new.zehngadid.org/?p=1729 مِسمار في نعش وثنيَّة القلب

خمسمائة عام من الصراع!

 قبل خمسمائة عام من الآن، أشعل الله فتيلة صغيرة في فيتنبيرج بألمانيا، وقد نَمت الفتيلة لتصبح الشعلة الذهبية للإصلاح الإنجيلي، وسرعان ما تحولت المطرقة التي بيد مارتن لوثر لضربة قوية، حطمت كل الصور الزائفة عن الله  في العبادة السائدة آنذاك.

لقد بدا الأمر مشوشًا!

نعم، تحطمت الصور والتماثيل والأضرحة المقدسة والأيقونات والآثار المقدسة، لكن هذه جميعها ببساطة تمثل فقط الشكل الخارجي لأوثان نُخفيها داخل قلوبنا الخاطئة، تلك الأوثان التي نقدسها -أحيانًا تحت ستار التدين المسيحي- لقد رأى المصلحون الإنجيليون، أن صناعة الأوثان ما هي إلا تعبيرًا عن أوثان القلب الداخلية التي وضعت بداخلنا ثقة زائفة. لذا، فالإصلاح الإنجيلي يُعد بمثابة إعلان للحرب على كل التصوارت الخاطئة عن الله، وهذا ما يعني أيضًا الحرب على كل الأوثان في حياتنا.

صناعة الأوثان:

 حارب جون كالفن كثيرًا في هذه المعركة، ويقول: “إن طبيعة الإنسان -إن جاز التعبير- هي مصنع دائم للأوثان”، واسمع ما يقول لاحقًا: “إن عقل الإنسان الممتلئ بالكبرياء والفجور، يحمل من الجرأة ما يجعله يصنع إلهًا حسب محدوديته! ولأنه متأرجح، فهو في الحقيقة مأخوذٌ بجهل شديد ليقتنع بصورة غير واقعية وفارغة عن الله”.

ليس هناك أخطر من ثقتنا المتديِّنة في إله زائف من صنع تخيلاتنا.

وقد خاض أيضًا مارتن لوثر هذه الحرب، وكتب إلى روما:

“هكذا يقول الأشرار: “أنا راهب أوفي للرب نذوري وأقوم بممارسة الطقوس، ولأجل ذلك سيهبني الحياة الأبدية”، لكن من أعلمك أنك حينها تعبد الإله الحقيقي، بينما هو لم يأمر بمثل هذه الأشياء؟ من ثمّْ، أنت صنعت لنفسك إلهًا يطلب هذه الأشياء، بينما الإله الحقيقي لا يطلبها أو يعطي الحياة الأبدية في مقابلها، فمن إذًا هو ذاك الذي تعبده، سوى وثن في قلبك، تظن أنك ستنال رضاه بأعمالك الصالحة؟!”

اسمع هذه الكذبة المكشوفة: “سأكون سعيدًا متى حققت الأمان الروحي بأعمالي الجديرة بالمكافأة ووفيت نذوري وأديت كل الطقوس”.

هذا في الحقيقة وثن زائف –أمان زائف في أعمال الجسد- صورة كاذبة عن الله  وإنجيل مزيف وإله مزيف أيضًا.

محاربة الإيمان السطحي:

لقد أولى الإصلاح الإنجيلي اهتمامًا كبيرًا في مواجهة هذا الأمان الزائف في أعمال الجسد، واجه المصلحون الإنجيليون التماثيل والأضرحة المقدسة والأيقونات والآثار المقدسة، لكن جُلّ اهتمامهم كان يستهدف مواجهة الأوثان العقائدية، الادعاءات الزائفة عن الله، والفرضيات التي أضلت أجيالًا بأكملها (كولوسي 8:2، 2 كورنثوس 4:10–5).

“اُنْظُرُوا أَنْ لاَ يَكُونَ أَحَدٌ يَسْبِيكُمْ بِالْفَلْسَفَةِ وَبِغُرُورٍ بَاطِل، حَسَبَ تَقْلِيدِ النَّاسِ، حَسَبَ أَرْكَانِ الْعَالَمِ، وَلَيْسَ حَسَبَ الْمَسِيحِ”.

“إِذْ أَسْلِحَةُ مُحَارَبَتِنَا لَيْسَتْ جَسَدِيَّةً، بَلْ قَادِرَةٌ بِاللهِ عَلَى هَدْمِ حُصُونٍ. هَادِمِينَ ظُنُونًا وَكُلَّ عُلْوٍ يَرْتَفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ اللهِ، وَمُسْتَأْسِرِينَ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ الْمَسِيحِ”.

من الوصايا الثلاث الأُوَّلى، انطلق المصلحون لتحدي الانجذاب العالمي للأوثان في كل الثقافات:

–  الوصية الأولى، لا تتبع آلهة أخرى: “لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي”. (خروج 3:20)

– الوصية الثانية، لا تفسد عبادتك للرب بصور باطلة: “لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ، لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلهَكَ إِلهٌ غَيُورٌ، أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ، وَأَصْنَعُ إِحْسَانًا إِلَى أُلُوفٍ مِنْ مُحِبِّيَّ وَحَافِظِي وَصَايَايَ”. (خروج 20: 4-6)

– الوصية الثالثة، لا تستخدم اسم إلهك باطلاً: “لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلهِكَ بَاطِلاً، لأَنَّ الرَّبَّ لاَ يُبْرِئُ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِهِ بَاطِلاً”. (خروج 7:20)

هذه الوصايا الثلاث، هي ثلاثة تحذيرات إلهية ضد الأفكار الباطلة والضحلة عن الله:

التحذير الأول: ممنوع الموائمة، لا تفكر بأنه يمكنك عبادة الله بينما أنت عبد لأوثانك، إذا خطر لك أن تعبد الله بثلث قلبك، وبالثلثين تعبد أوثانك، فلن تنال شيئًا من الله! الموائمة فكرٌ باطل عن الله.

التحذير الثاني: ممنوع الاستهانة، لا تقلل أو تهين الله بتصورك أنه شيئًا بإمكانك التحكم به، كتمثال لوثن تحمله في أحدى يديك أو كعجل ذهبي صغير، “هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: السَّمَاوَاتُ كُرْسِيِّي، وَالأَرْضُ مَوْطِئُ قَدَمَيَّ..” (إشعياء 1:66)، الاستهانة فكرٌ باطل عن الله.

التحذير الثالث: ممنوع الاستهانة باسم الرب، لا تُسرع في التكلم عن الله، من السُخف أن نظن أنه بإمكاننا أن نقحم اسم الله، لأننا نغطي جهلنا بمَنْ هو حقًا! الاستهانة باسم الرب هو عباءة لإخفاء فكرنا الباطل عنه.

في الأصل، كل الأوثان في العهد القديم، تقدم صورة كاذبة عن الله، فقط الكذب هو كل ما بإمكانهم أن يقدموه، فالأوثان جمعها تولد من الأكاذيب، وبالتالي لا تعظ عبيدها سوى بالكذب، “مَاذَا نَفَعَ التِّمْثَالُ الْمَنْحُوتُ حَتَّى نَحَتَهُ صَانِعُهُ؟ أَوِ الْمَسْبُوكُ وَمُعَلِّمُ الْكَذِبِ حَتَّى إِنَّ الصَّانِعَ صَنْعَةً يَتَّكِلُ عَلَيْهَا، فَيَصْنَعُ أَوْثَانًا بُكْمًا؟” (حبقوق 18:2)، “لأَنَّ التَّرَافِيمَ قَدْ تَكَلَّمُوا بِالْبَاطِلِ، وَالْعَرَّافُونَ رَأَوْا الْكَذِبَ وَأَخْبَرُوا بِأَحْلاَمِ كَذِبٍ. يُعَزُّونَ بِالْبَاطِلِ. لِذلِكَ رَحَلُوا كَغَنَمٍ. ذَلُّوا إِذْ لَيْسَ رَاعٍ” (زكريا 2:10)، “هِيَ بَاطِلَةٌ صَنْعَةُ الأَضَالِيلِ. فِي وَقْتِ عِقَابِهَا تَبِيدُ” (إرميا 15:10).

وبالتدقيق في النص الكتابي، اكتشف مارتن لوثر أنه عند صناعة العجل الذهبي، كان الهدف بالأساس استخدام الإزميل لكتابة نقش لعبادة الرب الإله، لكن ما حدث هو العكس، إذ خرج من بين يدي هارون وثنًا كاذبًا في شكل عجل ذهبي!

“فَأَخَذَ ذلِكَ مِنْ أَيْدِيهِمْ وَصَوَّرَهُ بِالإِزْمِيلِ، وَصَنَعَهُ عِجْلاً مَسْبُوكًا. فَقَالُوا: «هذِهِ آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّتِي أَصْعَدَتْكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ»” (خروج 4:32).

ما هي أوثان أيامنا الحالية؟

إن استهداف أوثان التدين في أيامنا هذه، قد يكون بمثابة الحرب على جبهة المعركة، تمامًا كما كان الحال عندما نادى المصلحون الأوائل بذلك، مذكرّين الناس برسائل بولس الرسول إلى أهل غلاطية وروما.

إن قلب الإنسان مصنع الأوثان، وتطلب ذلك ثورة كاملة عظيمة لإبطاء تروس آلاته، تطلب تدريب الوعاظ وإرسالهم للناس، وأن يلبي الكارزون النداء، وأن تعبر الإرساليات البحار المظلمة لتذهب لأراضٍ مجهولة، وتطلب أن يعمل المترجمون على تبسيط النص الكتابي حتى يفهمه عامة الناس، وأن تسير الكنائس المحلية على النهج الصحيح حنى تنموا ويكون لها دور في هذه المعركة، وأن يقاوم كل مؤمن أوثان قلبه، مستبدلاً إياها بالمسيح، والنمو في معرفة قوية بالله كما أعلن عن نفسه في كتب الوحي الطاهر.

كان هذا هو الشغل الشاغل للمصلحين قبل خمسمائة عام، التفكير السطحي عن الله دائمًا ما يزيح الله عن القلب، ويجلِّس مكانه أوثان زائفة للشعور بالأمان أو الجنس أو الثروة أو القوة أو حتى التدين الزائف.

الحقيقة المحزنة هي: أن الكتاب المقدس يحذرنا مرارًا وتكرارًا بأننا جميعًا صانعي أوثان! سبعة مليارات نسمة لا يستطيعون ولن يستطيعوا التوقف عن العبودية لأوثان القلب، لأنهم لا يستطيعوا التوقف عن وضع رجائهم وأمانهم المستقبلي في مجرد أشياء، نحن بحاجة إلى أن تغيِّر النعمة المخلصة دوافعنا الوثنية.

كما قال جون كالفن مقولته الشهيرة : قلب الإنسان مصنع للأوثان، يخرج أوثانًا جديدةً  باستمرار كما تُلقىَ المنتجات الجديدة على سير آلة التصنيع. هكذا أيضًا تتدفق عدوى الأوثان من قلب الإنسان الساقط لتصل إلى كل ركن وزاوية في وسائل الإعلام – في وسائل التواصل الاجتماعي، والتلفاز، والموسيقى، والأفلام، والروايات، والمذكرات.

منذ وقت طويل في فيتنبيرج بألمانيا، أشعل الراهب مارتن لوثر حربًا استمرت خمسمائة عام على الوثنية، ومازالت شعلة الإصلاح باقية ومستمرة
لأن المعركة الأساسية هى على وثنية اليوم.

بقلم: توني رانكي
تم ترجمة هذا المقال بالتعاون مع هيئة
Desiring God

يمكنك قراءة المقال باللغة الإنجليزية من هذا اللينك
https://www.desiringgod.org/articles/the-nail-in-the-coffin-of-our-hearts

]]>
https://zehngadid.org/2024/02/26/%d9%88%d8%ab%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%84%d9%88%d8%a8/feed/ 0
هناك شخص ينصت لمعاناتك https://zehngadid.org/2024/02/26/%d9%87%d9%86%d8%a7%d9%83-%d8%b4%d8%ae%d8%b5-%d9%8a%d9%86%d8%b5%d8%aa-%d9%84%d9%85%d8%b9%d8%a7%d9%86%d8%a7%d8%aa%d9%83/ https://zehngadid.org/2024/02/26/%d9%87%d9%86%d8%a7%d9%83-%d8%b4%d8%ae%d8%b5-%d9%8a%d9%86%d8%b5%d8%aa-%d9%84%d9%85%d8%b9%d8%a7%d9%86%d8%a7%d8%aa%d9%83/#respond Sun, 25 Feb 2024 23:28:35 +0000 https://new.zehngadid.org/?p=1725 من المرجح تمامًا أنه لم تلمس أية ترنيمة جدران هذه الزنزانة أو تسللت ودخلت عبر قضبانها. كانت أصوات الآنين، والشتم، والصراخ، هي الأصوات المعتادة التي تتصاعد من قلب السجن المظلم، وليس الترانيم.

وبصفة خاصة ليس في منتصف الليل. فقد كانت هذه ساعة الكآبة، أول رواق طويل في قصر الليل الكبير، ظلام بدون أقل بشارة لقدوم الفجر.

لا يمكن أن يكون السجناء الآخرون قد أخطأوا في تمييز الصوت. استيقظ البعض على نغمة غريبة، واثقين من أنهم تائهين في حلم ما. آخرون، وهم يستشفِّون الملاحظات الأولى، استلقوا متسائلين عما إذا كان الجنون قد استولى على الرجُلين. لقد استولى الجنون على الكثير من الرجال المقيدين من قبل. لكن هذه لم تكن نبرات صرخات الجنون.

شق منتصف الليل طريقه وحده، ومع هذا استمر الرجال: مضروبون، ملطخون بالدماء، مقيدون -ويرنمون.

كيف يمكنهم أن يرنموا؟

لقد جعلت أحداث ذلك اليوم ترنيمة بولس وسيلا أكثر إثارة للدهشة. فقد هاجمت مجموعة من الغوغاء الاثنين المبشرين بعد أن أخرج بولس روحًا شريرًا من جارية (أعمال الرسل 16: 16-21). وإذ استغنى قضاة المدينة عن الإجراءات القانونية، جردوا الرجال من ملابسهم وأشرفوا على ضربهم علنًا قبل تسليمهم إلى سجان المدينة، الذي “أَلْقَاهُمَا فِي السِّجْنِ الدَّاخِلِيِّ، وَضَبَطَ أَرْجُلَهُمَا فِي الْمِقْطَرَةِ” (أعمال الرسل 16:24).

حل الظلام، ثم ارتفع ذلك الصوت الغريب:

وَنَحْوَ نِصْفِ اللَّيْلِ كَانَ بُولُسُ وَسِيلاَ يُصَلِّيَانِ وَيُسَبِّحَانِ اللهَ، وَالْمَسْجُونُونَ يَسْمَعُونَهُمَا. (أعمال الرسل 16:25)

يمكننا أن نفهم أنهما كانا يُصلِّيان. من منا لن يصرخ طلبًا للنجاة من زنزانة ظالمة كهذه؟ ولكن لم يصلِّ بولس وسيلا فحسب، بل ورنما أيضًا. قاموا بضبط نبضات قلبيهما الموجوع ينمع ترنيمة ما، وقابلا ظلمة منتصف الليل بلحن.

وبينما فعلا ذلك، انضما إلى جوقة عظيمة من القديسين الذين رنموا بالإيمان وليس بالعيان. فانضما إلى الملك يهوشافاط الذي دخل الحرب رافعًا التسابيح (2 أخبار الأيام 20: 20-21). كما انضما إلى إرميا، الذي أعطى نغمة لأمر مراثيه (مراثي إرميا 1-5). كما انضما إلى كُتَّاب المزامير الواحد تلو الآخر الذين، رغم شعورهم بالضيق والنسيان، رفعوا “ترنيمة في الليل” (مزمور 77: 6).

مرارًا وتكرارًا، يقابل قديسو الله الحزن ليس فقط بالصلاة، ولكن أيضًا بالترنيم. فما الذي رآه بولس وسيلا إذن والذي حرر قلبيهما ليرنما؟

“إلهنا هو السيد”

من ناحية، كان يوم بولس وسيلا صورة من الفوضى الكاملة. تم الافتراء على قوتهما الروحية. داس الغوغاء إنجيلهم،وقد أسكت الظلم براءتهما. لقد بدوا وكأنهما ضحيتان عالقتان في فوضى عالم بلا رحمة وبلا هدف.

لكن لم تكن هذه وجهة نظرهما. بالنسبة لبولس وسيلا، استقرت أحزان اليوم كلها في يد الله صاحب السيادة. لقد دعاهما الله إلى فيلبي من خلال رؤيا في منتصف الليل (أعمال الرسل 16: 9-10). هل كان الآن أقل سيادة في السجن في منتصف الليل؟ لقد استخدمهما الله في فيلبي لخلاص ليديا وأسرتها (أعمال الرسل 16: 11-15). فهل نبذهما الآن؟ كلا، لا يمكن للسجن أن يحبط خطط الله ولا يبعدهما عن عينيه. وقد كانا متأكدين من هذا.

بعد سنوات، يُذكر بولس، وهو محبوس في سجن آخر، كنيسة فيلبي بسيادة الله المدهشة:

ثُمَّ أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنَّ أُمُورِي قَدْ آلَتْ أَكْثَرَ إِلَى تَقَدُّمِ الإِنْجِيلِ، حَتَّى إِنَّ وُثُقِي صَارَتْ ظَاهِرَةً فِي الْمَسِيحِ فِي كُلِّ دَارِ الْوِلاَيَةِ وَفِي بَاقِي الأَمَاكِنِ أَجْمَعَ.(فيلبي 1: 12-13)

علم الله بولس وسيلا أن يُشاهدا مقاصده الصالحة أينما نظرا، حتى عندما نظرا عبر قضبان زنزانة السجن. وقد علمهما ليس فقط أن ينظرا تلك المقاصد، بل وأن يرنما عنها. وهذا هو ما يفعله معنا.

حتى بغض النظر عن الكلمات، فإن فعل الترنيم ذاته في حزن يتحدى عدم الإيمان الذي لا يرى أي معنى في هذا الألم. ترسل الأغاني إيقاعًا وترتيبًا وتناغمًا وتدرجًاإلى قلب المعاناة التي لا نفهمها بعد -ولذا فهي تشهد، حتى في عمق ارتباكنا، بأن إلهنا لا يزال هو السيد.

“إلهنا سينجي”

إن كان الله هو الملك، فيمكنه أيضًا أن يُنقذ، بغض النظر عن مدى تأمين السجن أو مدى ثبات السلاسل. ووسط ترنيمة بولس وسيلا، “حَدَثَ بَغْتَةً زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَتَّى تَزَعْزَعَتْ أَسَاسَاتُ السِّجْنِ، فَانْفَتَحَتْ فِي الْحَالِ الأَبْوَابُ كُلُّهَا، وَانْفَكَّتْ قُيُودُ الْجَمِيعِ”(أع 16: 26). يبدو أن السلطات الفيلبية لم تكن تعلم أن إله بولس وسيلا قد حطم ذات مرة سجنًا أقوى بكثير من سجنهم.

ولكن لاحظ أن الرجلين لم يرنما بعد أن زلزل الله الأرض، ولكن قبل ذلك. لماذا؟ لأنهما رسخا أعمق أفراحهما في خلاص أعمق. تأمل فيما يكتبه بولس المسجون إلى إخوته في فيلبي:

فَمَاذَا؟ غَيْرَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ وَجْهٍ سَوَاءٌ كَانَ بِعِلَّةٍ أَمْ بِحَقّ يُنَادَى بِالْمَسِيحِ، وَبِهذَا أَنَا أَفْرَحُ. بَلْ سَأَفْرَحُ أَيْضًا.لأَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ هذَا يَؤُولُ لِي إِلَى خَلاَصٍ بِطَلْبَتِكُمْ وَمُؤَازَرَةِ رُوحِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، حَسَبَ انْتِظَارِي وَرَجَائِي أَنِّي لاَ أُخْزَى فِي شَيْءٍ، بَلْ بِكُلِّ مُجَاهَرَةٍ كَمَا فِي كُلِّ حِينٍ، كَذلِكَ الآنَ، يَتَعَظَّمُ الْمَسِيحُ فِي جَسَدِي، سَوَاءٌ كَانَ بِحَيَاةٍ أَمْ بِمَوْتٍ. (فيلبي 1: 18-20)

بولس يعرف أن الله سينقذه -لكن الخلاص الذي يأمله يعتمد على شيء أعمق من “الحياة أو. . . الموت”. أي نوع من الخلاص هو الذي يجول بخاطره؟ ليس الخلاص أولاً وقبل كل شيء من الحزن، بل الخلاص من إهانة المسيح في حزنه. سواء كان حُرًا أو مقيدًا أو مبروءًا أو قيد الإعدام، كان بولس متأكدًا من هذا: بقوة الروح القدس، “يَتَعَظَّمُ الْمَسِيحُ فِي جَسَدِي.” لذلك يقول، “سَأَفْرَحُ” -بل وأرنم.

يستطيع الله أن يخلِّصنا من الأحزان التي تحيط بنا مثل السلاسل. كما يمكنه شفاء الأمراض واستعادة العلاقات وتخليص الأحباء ودفن الاكتئاب بصفة نهائية. نعم، يمكنه ذلك، ونحن نصلي بحق أن يفعل ذلك. لكننا بحاجة إلى شيء أعظم من الخلاص من أحزاننا -نحتاج إلى الخلاص من إهانته في وسط أحزاننا. وفي المسيح، هذا هو الخلاص الذي يعدنا به هنا في النهاية. لذلك ونحن وحيدون في منتصف الليل كل يوم، نستطيع أن نرنم عن موقف خلاص معين: سواء بجسد سليم أو مكسور، سواء في وسط سعادتنا أو في وسط أوجاع القلب، سواء بحياة أو موت، لن يسرق الحزن شبعنا في المسيح.

في يوم من الأيام، سنرنم ليسوع، ونحن محرَّرين من كل حزن. اليوم، نعلن استحقاقه بالترنيم حتى في وسط سلاسلنا.

شخص ما يستمع”

بينما صلى بولس وسيلا ورنما، يقول لنا لوقا، كان”الْمَسْجُونُونَ يَسْمَعُونَهُمَا” (أعمال الرسل 16: 25). ربما استمعوا بانزعاج، ربما بشعور بالمفاجأة، وربما حتى بتعجب. أيًا كان الأمر، فقد استمعوا. وسرعان ما انضم شخص آخر إلى ترنيمتهما.

بمجرد أن يزلزل الله السجن ويفتح الأبواب ويفك القيود، يسقط السجان أمام بولس وسيلا. “يَا سَيِّدَيَّ، مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ أَفْعَلَ لِكَيْ أَخْلُصَ؟” (أعمال الرسل 16:30). فيجيب بولس وسيلا: “آمِن بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ”، آمن بالمخلص الذي يستحق الترنيم له في حزن. آمن بالمسيح الذي يعطي الترانيم في منتصف الليل. آمن بالرب الذي يملك ويُنقذ. ولذلك نقرأ، “وَتَهَلَّلَ مَعَ جَمِيعِ بَيْتِهِ” (أعمال الرسل 16: 34). بيت جديد رنم ترنيمة بولس وسيلا.

لا يخبرنا لوقا ما إذا كان السجان نفسه قد سمع الرجلين يرنمان، لكنها نقطة عرضية. كان يشعر بأن الرجلين لديهما قلبان يرنمان. وهكذا الأمر معنا: سواء وصلت أغانينا الحرفية إلى آذان الآخرين أم لا، فسوف يسمعون أي نوع من القلوب لدينا. سوف يسمع أصدقاؤنا وعائلتنا وزملاؤنا وجيراننا الفرق بين التذمر الداخلي واللحن، بين المتألم الذي ينطوي على نفسه والشخص الذي، بأعجوبة، يرفع صوته إلى الله ويده للآخرين.

كل شخص في العالم يعرف شيئًا من الحزن. وكم هم بأمس الحاجة إلى سماع كيف يمكن أن يملأ الله أحزاننا بترنيمة.

تألم معه بترنيمة

أولئك الذين يرنمون مع بولس وسيلا ينضمون إلى جوقة عظيمة من القديسين، من يهوشافاط وإرميا إلى آساف وداود. لكن أعظم من في هذه الجوقة هو يسوع.

في ليلة تعرضه للخيانة، بعد أن كسر الخبز واشترك في الكأس، بعد أن غسل أقدام تلاميذه واستودع قلوبهم للآب، قاد الاثني عشر في ترنيم ترنيمة (مرقس 14:26). لقد رنمبلحن في أحلك ليلة. لقد غلَّف حزنه بترنيمة. ولم يتوقف عن الترنيم، حتى عندما صاح الغوغاء “اصلبه!” وثقب الظلم يديه وقدميه. وبينما كان معلقًا على الصليب، نزف المزامير (متى 27:46؛ لوقا 23:46؛ يوحنا 19:28).

الترنيم في الحزن، إذن، هو طريقة أخرى يجعلنا الله بها مطابقينلصورة ابنه الحبيب. هنا، بينما نتألم معه في الترنيمة، يعلمنا يسوع أن نقول، “إلهنا لا يزال يملك. سوف يخلصنا إلهنا. وهناك من يحتاج أن يسمع عن استحقاقه الفائق”.

بقلم: سكوت هوبارد

تم ترجمة هذا المقال بالتعاون مع هيئة 

Desiring God

يمكنك قراءة المقال باللغة الإنجليزية من خلال الضغط على الرابط التالي 

https://www.desiringgod.org/articles/someone-is-listening-to-your-suffering

]]>
https://zehngadid.org/2024/02/26/%d9%87%d9%86%d8%a7%d9%83-%d8%b4%d8%ae%d8%b5-%d9%8a%d9%86%d8%b5%d8%aa-%d9%84%d9%85%d8%b9%d8%a7%d9%86%d8%a7%d8%aa%d9%83/feed/ 0